كتّاب ومفكّرون عديدون أخذوا نصيبهم من (الجحود) حينما عرفهم الناس ببعض أعمالهم وليس كلّها ... يعرفون لكل منهم زهرة واحدة وهم يملكون بستانا ... من هؤلاء المفكّر الاسلامى سيّد قطب ! يصرّ البعض بأنّ شهرة سيّد قطب صنعتها (ظلال القرآن) وهو أحد تفاسير القرآن الحديثة ... بينما يصر آخرون بأنّ شهرته أتت من كتاب (معالم فى الطريق) الذى كتبه وكأنّه يصيغ البيان رقم (1) ... فكان سببا مباشرا فى التفاف حبل المشنقة حول عنقه ! سيّد قطب كتب سلسلة (الظلال) فى طبعتها الأولى وهو خارج جماعة الاخوان المسلمين ... وقام بتنقيح الظلال حتى الجزء الثالث عشر بعد إنضمامه لهذه الجماعة ... وللغرابة فقد كان انضمام سيّد قطب للإخوان المسلمين فى امريكا حينما لفت انتباهه اهتمام الصحافة الامريكية بحادثة اغتيال حسن البنا ومصر تحت الحكم البريطانى ولم يك سيّد قطب يعرف شيئا كثيرا عن الرجل حتى ذلك الوقت ... بعدها عرف أنّ أمثال حسن البنا تراهم قوى الاستعمار نقاط عبور لحركات التحرير ! خارج دائرة شهرة سيد قطب تقع سيرة ثريّة... فهو أديب وشاعر سبح قريبا من شاطئ الغزل النظيف ... وله أنشودة أطفال كانت من مقرّرات المدارس الابتدائية السودانية : ألا ما أجمل الوادى قد اخضرّت مراعيه ! مؤلّفات سيد قطب الاسلامية قسمان ... مجموعة كتبها قبل انخراطه فى الإخوان المسلمين أهمها (العدالة الاجتماعية فى الاسلام) ومجموعة ثانية بعد انضمامه للإخوان أبرزها (المستقبل لهذا الدين) ... لكن أحلى ما كتبه سيد قطب هما كتابان كتبهما قبل اخوانيّته : (التصوير الفنّى فى القرآن) و(مشاهد القيامة فى القرآن) ... فهما الكتابان اللذان التقى فيهما الأدب الفكرى بالخيال الشعرى والفن بالإيمان ! أعرف أكثر من خمسة سودانيين اسمهم الأوّل مركّب : سيّد قطب ... هؤلاء الخمسة جميعهم أبناء لآباء غمرتهم (الظلال) و(المعالم) بفيضانهما ... لكنّى أتمنى أن يكون ما ساقهما لذلك هو فيض (مشاهد القيامة) و(التصوير الفنّى) ! حروف (القلقلة) فى أحكام التجويد تجمعها عبارة -قطب جد- ... وهى ذات الحروف التى كانت يوما ما عامل (قلقلة) لكراسى الحكّام !!