لم يعد تعرض الخرطوم للغرق في الخريف أمراً مُدهشاً أو مُستغرباً, لأن العاصمة التي يعيش في مناطقها نحو (7) ملايين نسمة ألفت مشاهد السقوط في مياه الأمطار سنوياً وبسيناريو مُكرّر, المواطنون يتساءلون: متى ينتهي هاجس الخريف في العاصمة الخرطوم... لقد بات أمراً مملاً ومكروراً, وبالفعل ذات المشاهد التي نراها في شوارع وأسواق الخرطوم هي نفس المشاهد التي نتوقّعها دون شك في الخريف المقبل. استمر هطول الأمطار في ولاية الخرطوم بمعدل ثابت في جميع أنحاء الولاية في فترات مُتقطِّعة من الأسبوع الماضي, وشهدت الخرطوم أمس الأول أمطاراً متوسطة استمرت لأكثر من ساعتين في بعض المناطق, فيما سجّلت مناسيب النيل ارتفاعاً ملحوظاً في النيل الأبيض.. وفي منطقة الشقيلاب ثارت ثائرة النيل الأبيض وحطّمت المياه شوارع الحسانية مُخلفةً بحيرة, وأطلق السكان نداء استغاثة عقب صلاة المغرب نتيجة تسرب مياه الفيضانات عبر مصرف الأمطار الذي يقوم بتصريف المياه من الحي الى النيل، وأعرب المواطنون عن خوفهم من مداهمة النيل لهم على غفلة. وفي السياق، انتقد مواطنون عدم تحرك الجهات ذات الصلة في تعلية التروس الترابية على شريط النيل الأبيض بالرغم من التحذيرات المبكرة بارتفاع مناسيب النيل في هذا العام. ومن ناحية أخرى، كشف مصدر مطلع بالدفاع المدني ل (الرأي العام)، عن سقوط اشجار كبيرة ولافتات إعلانية بشارع الواجهة بأم بدة، وأضاف أن الغرفة الرئيسية شرعت في القيام بزيارات ميدانية للمناطق المتأثرة بالأمطار للتأكد من تشغيل الطلمبات لعمليات الشفط، كما قامت غرف العمليات في بعض المحليات بعد فوات الأوان بعمليات سحب وشفط للمياه التي غطت عدداً من الشوارع. وفي الإطار كشفت مفوضية العون الإنساني بولاية الخرطوم أن الأمطار الغزيرة التي هطلت بمدن وسط أم درمان في اليومين الماضيين تضرر منها ما يزيد عن (147) أسرة خاصة مناطق أم بدة. وقال مفوض العون الإنساني الأستاذ مصطفى السناري، إنّ الأضرار بالمناطق المشار إليها نتجت عن الأمطار التي هطلت بمعدلات عالية بجانب ضعف التصريف، مبيناً إستقرار الأوضاع الصحية والغذائية للمتضررين، كاشفاً عن تقديم المساعدات الإنسانية التي تتمثل في المشمعات والبطاطين والمواد الغذائية بجانب الخطط الإسعافية. وأضاف أن المفوضية قامت بإمداد هذه المناطق ب (250) مشمعا و(100) بطانية وعدد كبير من المواد الغذائية التي تشمل السكر والدقيق، مؤكداً سعيهم الدؤوب لتلافي آثار السيول.