«بدأ مكتب الإذاعة البريطانية «B.B.C» بالخرطوم في مباشرة عمله على موجة FM بعد توقف دام عدة سنوات عقب سحب ترخيصه الخاص بعد حجز السلطات بمطار الخرطوم جهازاً خاصاً بالقناة في الخرطوم».. ? ولا أشك أن هذا الخبر الذي ورد في صحيفة «الانتباهة» يوم الجمعة 29 رمضان وقوبل باستحسان وترحاب من قبل المستمعين السودانيين الذين يقدر عددهم بأكثر من أربعة ملايين كانوا حتى أغسطس 2010 متابعين نشرات وتحليلات وتعليقات إذاعتهم المفضلة على موجة FM في ولاية الخرطوم وفي مدن السودان الرئيسية.. ? ولكنهم للأسف حرموا من الاستماع المريح على تلك الموجة بقرار من وزارة الإعلام بحيثيات واهية حسب اعتقادي، وكتبت عن صدور القرار الوزاري تحت هذا العمود على الأقل خمس مقالات احتج فيها على هذا الحظر وأطالب بإعادة الترخيص ل «B.B.C» على الأقل أسوة باذاعة «سوا» الامريكية التي راجت هذه الأيام في غياب الإذاعة البريطانية على موجات FM الاذاعة الامريكية تبث أخباراً انتقائية تخدم سياسة الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط وتتحلل تلك النشرات أغاني هابطة.. ? ولكن ما يحيرنا و«يمخول العقل» ما ورد في الفقرة الثانية من تقرير الجريدة إذ علمت «الانتباهة» أن مجلس الصحافة والمطبوعات منح التصديق لشركة صحارى للإنتاج الإعلامي التي يملكها سيف الدين البشير حق إعادة فتح المكتب بالخرطوم.. فمع أننا ندرك ان مجلس الصحافة والمطبوعات معني بهذا الملف - إلا أنه منحه لشركة خاصة يملكها رئيس تحرير «سودان فيشن» الحكومية حق إعادة فتح المكتب بالخرطوم».. أمر يستحق الوقوف عنده.. في أواخر العام الماضي علمنا في التقارير الصحفية ان المشاوات كانت جارية بين وزارة الإعلام والسفير البريطاني بالخرطوم الذي حاول استعادة الترخيص الخاص ب «B.B.C» .. ولكن يبدو ان مبادرة السفارة قد تصادمت مع إصرار وزارة الإعلام على قرارها فباءت بالفشل.. ونتساءل هل منح مجلس الصحافة شركة صحاري للإنتاج الإعلامي صفة الوسيط ولا نقول السمسار بين وزارة الإعلام و«B.B.C»؟ الفقرة الأخيرة من التقرير هي الأخرى غامضة تحتاج لتفسير: «علمت الصحيفة عن تكليف معتصم عبد الغفار بإدارة الإنتاج بمكتب «B.B.C» بالخرطوم وان العمل يجري الآن لترتيب العودة بصورة جديدة والاختيار وقع أيضاً على عدد من الوجوه العاملة بالقنوات العاملة بالسودان.. للعمل بالقناة.. عدم دقة صياغة التقرير الذي يخلط بين القناة والإذاعة فإننا نأخذ خبر «الانتباهة» محمل الجد ونتساءل أيضاً هل استحوذت شركة صحاري للاعلام على مكتب «B.B.C» فتقود ال «B.B.C» بصورة جديدة.. واختيار الوجوه الإعلامية العاملة بالقنوات العاملة بالسودان للعمل بالقناة؟ ? نرجو من مجلس الصحافة والمطبوعات في مقبل الأيام على ازالة هذا الغموض الذي يكتنف قراراته.. والتأكد من مدى صحة هذه المعلومات التي وردت في تقرير الصحيفة..