(كتِّر خير) الحاج بابكر حامد ود الجبل وهو يصحح ما كتبه الزميل عبد الباقي الظافر في تراسيمه بالزميلة الغراء (آخر لحظة). ود الجبل وحسب (آخر محطة) هاتف الأستاذ مصطفى أبو العزائم، معلقاً على ما ورد في زاوية الظافر ونفى أن يكون هنالك أشخاصٌ يقومون بتأديب الصحفيين نيابةً عنه، الرجل ذكر أنه لم يقل ذلك في الحلقة التلفزيونية بقناة النيل الأزرق التي قدمتها الأستاذة (أم وضاح)، ود الجبل قال إن ما ذكره تحديداً أنه (كان (يدق) من يتعدى عليه زمان.. أما الآن فإن هناك من (يدق) نيابةً عنه، ولم يكن يعني الصحفيين).الظافر وفي زحمة إعجابه بالحلقة وبنموذج ود الجبل مرّ على حكاية التأديب (عااادي)، ولم يتوقف فيها كثيراً وكتب في سياق تمجيده لسيرة الرجل الذي نتفق معه بأنها مشرفة: (أخطر اعتراف للرجل المثير انه يأخذ حقه بيده من الصحافة إن تحاملت عليه.. يقول ود الجبل إنه في السابق كان يقوم بإنزال العقوبة بنفسه، ولكن الآن هناك من يتولى تأديب الصحفيين نيابةً عنه).نفى (ود الجبل) يشبه سيرة الرجل العامرة بالفضائل، فأنا لا أعرفه أو أجالسه مثل الظافر، غير أني لا أدري سر الاندهاش الذي أبدته التراسيم إزاء سيرة رجل يحفظها الناس عن ظهر قلب لدرجة التسامح مع فقرة تتحدث عن (تأديب الصحفيين)، الظافر في سياق إعجابه بالحلقة وسيرة الرجل نسي حكاية (التأديب دي)، ولم يتكرّم بوضع علامة تعجب تصنف ورودها أمراً خارج سياق المألوف يستحق أن ترفع له حواجب الدهشة.أخشى أن يتسرّب إلينا التسامح مع مثل هكذا مصطلحات (تأديب الصحفيين)، فود الجبل نموذج لعلاقة فاضلة بين الرأسمالية والصحافة، كما أنه ظلّ يجسد صورة السوداني البسيط الناجح المتسامح، ولكن هنالك من يعتقدون بالفعل أن الصحفيين يحتاجون إلى (تأديب) يصرون على ممارسته بوسائل وأساليب متعددة.في ظل الحالة المتردية التي تعايشها الصحافة أصبحنا (حسّاسين) ربما لحالة الاستضعاف التي تعتري جسد المهنة وواقع الصحفيين والأسباب يعلمها الجميع.إتحاد الصحفيين كوّن لجنة أيقظ اسمها المخاوف من هاجس تأديب مشروع بموجب القوانين واللوائح، اسم اللجنة (مساءلة ومحاسبة الصحفيين)، افتراض أنك متهمٌ قائم في التسمية، وتصدير الإحساس بأنك لا تفعل خيراً ينالك بموجبه الثناء والتحفيز والإشادة إشارة يسربها لك الاسم بلا مواربة.زارتنا اللجنة في (الرأي العام) وجلسنا إليها وأبلغناها تحفظاتنا على الاسم ابتداءً، غير أني لم أسمع عنها جديداً يندرج تحت قائمة مهامها المتمثلة في (مساءلة ومحاسبة الصحفيين).قصة الظافر ذكّرتني اللجنة، ونفي ود الجبل نبّهني إلى حساسيتي العالية تجاه مفردات تستخدم حصرياً مع الصحفيين في السودان، وهي كلمات إجرائية موغلة في التعنيف والتجريم من شاكلة (مساءلة ومحاسبة وتأديب).التحية لسيرة ود الجبل التي أيقظت خاطرة التأديب، ولقلم الظافر وهو يدعو لمسلسل باسم الرجل الذي منحتنا حياته (سيناريو جاهز) يحتاج إلى من يلتقطه ويحيله إلى نَصٍ مُبهرٍ.