هل سيتحوّل حوار حكومة السودان الجادة في الوصول إلى اتفاقٍ مع حكومة الجنوب، هل سيتحوّل هذا الحوار الى حوار للطرشان لأنّ للحركة الشعبية أجندة متجددة ومثيرة للحوار مع الخرطوم حيث في كل اجتماعات تضيف بنوداً جديدة، تمنع الخرطوم من التعاطي معها.. ويتحوّل بذلك الحوار إلى حوار طرشان. اللوبي الأمريكي الصهيوني.. هو الذي يضع الأجندة المتقاطعة للحركة الشعبية ليمنعها من الوصول إلى اتفاق مع الخرطوم.. وها هو ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلي سيزور دولة الجنوب خلال الأيام القليلة المقبلة حسب ما نشرته صحيفة (يديعوت احرونوت الإسرائيلية).. وقالت بعض الصحف إن الزيارة مكتوب لها الفشل خاصة بعض دول الجوار. إنّ بعض المحللين أسموه حوار الفرصة الأخيرة والبعض أسماه حوار الطرشان.. وهو تعبير عن أن الحوار غير مسموع بين الطرفين.. وتتقاطع فيه الرؤى والأجندات. إن الحركة الشعبية ما زالت تواصل سياسة النفس الطويل مع الخرطوم، وما زالت تخفي أجندتها الحقيقية، وما زالت تراوغ في كل المفاوضات. والسؤال المهم.. ما هي الحكمة التي جعلت الحركة الشعبية أن تربط الاتفاق النفطي قبل الترتيبات الأمنية.. والإجابة ببساطة انها تريد أن تحل مشاكلها الاقتصادية بنفط الجنوب واستثمارها. ولماذا دائماً تضع الحركة الشعبية العربة أمام الحصان؟ إنّ هذه الأجندات الموزّعة بين حوار الحركة الشعبية مع حكومة السودان حول النفط والترتيبات الأمنية والحدود.. قصدت منها الاستفادة من الزمن حتى تجعل حوار حكومة السودان مع قطاع الشمال يصل الى نتائج ترغب فيها الحركة. الحركة فعلاً جادة في اتفاق النفط وهو أمرٌ يخدم خطها الاقتصادي والإستراتيجي.. وترغب في مصالحة بين حكومة السودان وقطاع الشمال للحركة الشعبية.. وذلك لتضمن وجود الحركة الشعبية في شمال السودان لتحقيق أهدافها في تنفيذ فكرة السودان الجديد والتي يرفضها الشعب السوداني جُملةً وتفصيلاً. وبالرغم من تدخل بعض الأطراف الدولية والتي ثمنت مواقف السودان الجادة تجاه السلام.. وناشدت بقوة حكومة الجنوب بالرضوخ للسلام والتجاوب مع المفاوضات. إنّ على المجتمع الدولي من مجلس الأمن إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة الى كافة التكتلات الإقليمية والعالمية عليهم جميعهم التحرك وبكل قوة لإقناع دولة الجنوب المتمردة على كافة القوانين والحقوق. لقد أصبحت دولة الجنوب بتعنتها وإصرارها على سلب حقوق الآخرين دولة معتدية ودولة متمردة لدى الكثير من دول العالم.. إلا أن اللوبي الأمريكي الصهيوني يحاول جاهداً تحسين صورتها أمام العالم. وأمام السودان الفرصة الأخيرة، بأن تسعى الحكومة إلى توحيد الجبهة الداخلية بكل ما تملك من مقدرات لإقناع القوى السياسية الكبيرة والصغيرة بضرورة وأهمية خلق اصطفاف وطني قوي.. يعمل على تقوية الجبهة الداخلية ومنع أي تداعيات وسط صفوفها. وأن تتحمّل هذه القوى المشاركة الفاعلة في الدولة وتعمل بكل جدٍ وإخلاصٍ لبناء جدار وطني قوي لا يسمح بأي تدخلات أو خلق ثغرات لدخول الأجنبي. إنّ قوة السودان في وحدة بنيه.. وفي العمل يداً واحدةً مع كل القوى السياسية من أجل بناء الوطن والارتقاء بإنسانه. ونحمد الله كثيراً أن بشريات كثيرة نقلت لنا بالأمس عن تحسن الاقتصاد السوداني.. من جهات عالمية.. وأن بشريات النفط أكدت أن قطاف النفط السوداني قد حان.. وأن بشريات الذهب قد حَملَت الكثير من التفاؤل.. وأن كميات هائلة سوف تصدر كل عام بعد أن استجلب الوزير الهمام كمال عبد اللطيف أحدث أجهزة تنقية الذهب وختمه حتى يصبح صحيحاً على مستوى العالم. إنّ جهود الوزير كمال «دهب» لا تخطئها العين.. فقد وصلت عدة وفود من المختصين في تنقيب وتعدين الذهب وفق المواصفات العالمية، قد وصلت البلاد وباشرت العمل. إنّ مستقبلاً مشرقاً وأخضر وواعداً ينتظر أهل السودان نتيجة للخريف المبكر والذي غطت أمطاره كل بقاع السودان الزراعية ينتظرون الحصاد قريباً.. وكلها مؤشرات وبشريات رائعة وعظيمة.. نسأل الله أن تستغل أفضل استغلال.