تنتهي اليوم السبت 22 سبتمبر، المهلة التي حددها مجلس الأمن الدولي لجولة محادثات أديس أبابا بين دولتي السودان وجنوب السودان المتعلقة بحل الملفات القضايا العالقة بينهما، فيما تسعى الوساطة الأفريقية برئاسة ثابو امبيكي لإيجاد حلول جذرية مُرضية للطرفين قبل انتهاء المُهلة المُحدّدة. وعَقدَ طرفا التفاوض بين دولتي السودان وجنوب السودان اجتماعاً بأديس أبابا أمس، بحضور الفريق أول ركن عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع، رئيس الآلية السياسية الأمنية المشتركة من الجانب السوداني. وجاء الاجتماع في ظل ضغوطٍ واهتماماتٍ كبيرةٍ من قبل كل الأطراف لتحريك الملف الأمني الذي لم يشهد أي تقدم في المحادثات طيلة الفترة الأخيرة، وأشارت مصادر مُقرّبة للمحادثات حسب (الشروق) أمس، إلى أن لقاء الرئيسين عمر البشير وسلفا كير سيحسم العديد من الملفات التي استعصت على الوفدين لإقناع مجلس الأمن بإمكانية تحقيق سلامٍ دائمٍ بين البلدين. في غضون ذلك، رهن الناظر مختار بابو نمر ناظر قبيلة المسيرية، قبولهم بمقترح تقسيم أبيي المتوقع أن تدفع به الوساطة الأفريقية، بالخريطة التي يتفق عليها الطرفان، ووضع نمر ل (الرأي العام) أمس، بحر العرب حداً فاصلاً للقبول بقسمة المنطقة، وقال: سنقبل بمقترح التقسيم حال وضعت الخريطة دينكا نقوك جنوب بحر العرب والمسيرية شماله، لجهة أن الأخيرة لا مناص لحياة ماشيتها سوى البحر. وبشأن ذهاب الرئيس عمر البشير إلى أديس أبابا لعقد قمة مع نظيره الجنوب السوداني بالأحد يتوقع أن تناقش قضية أبيي، قال نمر إن البشير يعرف تماماً ما في (بطون) المسيرية ورأيهم بشأن المنطقة، وأضاف بأن البشير سيتفاوض بما نريده. وطالب نمر الحكومة إبلاغ القبيلة بكل تفاصيل التفاوض قبل التوقيع النهائي لحل القضية، وزاد: نحن نقبل بتقسيم المنطقة شمالاً وجنوباً يفصلها بحر العرب، وتابع: سوى ذلك (إلاّ نرحل إلى العاصمة الخرطوم ونقيم بالقرب من النيل لسقاية ماشيتنا). وفي الأثناء، أعلن السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أنّ مجلسي السلم والأمن العربي والأفريقي سيعقدان اجتماعاً تشاورياً استثنائياً مشتركاً للدول الأعضاء بالمجلسين على مستوى وزراء الخارجية الخميس المقبل بمقر بعثة الإتحاد الأفريقي في نيويورك بمشاركة د. نبيل العربي الأمين العام للجامعة وجان بينج رئيس مفوضية الإتحاد الأفريقي. وقال السفير بن حلي في تصريحات حسب (أ. ش. أ( أمس، إن الاجتماع يأتي لبحث سُبُل تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين ومُواجهة التحديات الراهنة وتبادل وجهات النظر حول العديد من القضايا ذات الاهتمام المُشترك من بينها العلاقات بين دولتي السودان وجنوب السودان، والتطورات في الصومال، والأوضاع الأمنية في منطقة الساحل الأفريقي ومالي، إضافة لتطورات القضية الفلسطينية والأوضاع في سوريا، وأشار إلى أنه سيشارك في الاجتماع التشاوري وزراء خارجية الدول الأعضاء في المجلسين، إضافةً لوزراء خارجية الإمارات العربية المتحدة والسودان وجنوب السودان والصومال كمراقبين. وأكد بن حلي أهمية هذا الاجتماع الذي يأتي ضمن أنشطة مكثفة بنيويورك للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الجديدة (67)، وأشار إلى الإجتماع رفيع المستوى بين مجلس الأمن والجامعة العربية الذي سيلقي خلاله د. نبيل العربي كلمة حول تعميق التعاون بين الأممالمتحدة والجامعة العربية، إضافةً إلى الأنشطة المكثفة الأخرى التي ستناقش تطورات الأوضاع في المنطقة خاصّةً ما يتعلق بسوريا وفلسطين والسودان وكذلك عقد قمة حول الصومال، وأخرى حول البحيرات العظمى وسيادة القانون على المستويين الوطني والقومي وقمة حول بناء السلام في مرحلة ما بعد النزاعات.