اختتم وفدا التفاوض بين السودان وجنوب السودان مساء أمس، جلسات التفاوض المباشر بينهما بعد أسبوعين من التفاوض. وقال السفير بدر الدين عبد الله الناطق باسم وفد الحكومة حسب (الشروق) أمس، إنّ قمة الرئيسين عمر البشير وسلفا كير ستنعقد اليوم وإن البشير سيصل اليوم ويعقد لقاءً مع رئيس الوزراء الأثيوبي هايلي مريام ديسالين، ثم يعقد لقاءً مع وفد الحكومة ويتعرف على موقف التفاوض، كما يلتقي الوساطة قبل انعقاد القمة، وأوضح بدر الدين أنّه جرت مباحثات واجتماعات مكثفة أمس في الملفات كافة لتقديمها إلى القمة، وأن الملف الأمني شهد حراكاً مكثفاً للأطراف كافة برعاية الوساطة الأفريقية وبدعم من القيادة الأثيوبية، وأكّد أنّ الملفات كافة التي كان حدث بها تقدم في الأيام الماضية في مرحلة الصياغة القانونية من الجانبين. ويتوجه الرئيس البشير إلى أديس صباح اليوم يرافقه الفريق بكري حسن صالح وزير رئاسة الجمهورية والفريق محمد عطا رئيس جهاز الأمن والمخابرات الوطني في زيارة محدد لها يومين لكنها قد تمتد إلى ثلاثة أيام، وعلمت (الرأي العام) أن أحمد هارون والي جنوب كردفان سيرافق الرئيس إلى أديس، فيما يوجد صلاح ونسي وزير الدولة بالخارجية والعبيد مروح الناطق باسم الوزارة هناك. ووفقاً للسفير ميان دوت وول سفير الجنوببالخرطوم الموجود بأديس، فإن اجتماعات اللحظات الأخيرة ما زالت مستمرة وان المواقف حول بعض الملفات ما زالت متباعدة، وان جهوداً مكثفة تقودها الآلية الأفريقية والوسطاء لتقريب المواقف توطئةً لاستكمال البحث والتوافق حولها في قمة الرئيسين المرتقبة. وفي السياق، نقلت (الشروق) عن عاطف كير الناطق باسم وفد الجنوب قوله أمس، إن وفد السودان قبل بخارطة الإتحاد الأفريقي التي أبدى ملاحظات سابقة عليها، فيما قال الفريق أول ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع، رئيس اللجنة السياسية والأمنية المشتركة في المحادثات حسب (التلفزيون): إنّنا من أول يوم قبلنا بالخريطة المقدمة من الوساطة الأفريقية شريطة أن تكون هنالك ترتيبات خاصة لمنطقة (الميل 14)، وأشار عبد الرحيم إلى أنه تم تقديم الأسباب. وذكرت (الشروق) أن بعض الاجتماعات ظلت منعقدة في الترتيبات الأمنية، وأوضحت أن سلفا كير التقى بعد وصوله برئيس الوزراء الأثيوبي ووفد بلاده وربما يلتقي رئيس الآلية الأفريقية مساء أمس أو اليوم، وستكون القمة في آخر اليوم، وترفع الموضوعات في ملفات متوافقة ليتم التوقيع عليها. وعلى الصعيد، وصل الرئيس سلفا كير إلى أديس أمس للمشاركة في القمة المنتظر أن يوقِّع خلالها مع البشير على اتفاق نهائي يطوي كل الملفات العالقة. وأصدرت مفوضية الإتحاد الأفريقي بياناً أمس رحّبت فيه بالقمة المرتقبة، وأعربت عن الأمل في أن تكلل بالنجاح. وقال د. جان بينج رئيس المفوضية، إن الإتحاد يتطلع إلى أن يستغل الرئيسان هذه الفرصة الفريدة للوصول لاتفاق حول الموضوعات القائمة، والتي أعقبت انفصال الجنوب، وأوضح أن اللجنة الأفريقية الرفيعة بقيادة ثابو امبيكي أكدت طوال عملها أن حل المشكلات السودانية يقع على عاتق السودانيين أنفسهم. وقال بينج إن الإتحاد أكد وأقر على أن الأزمة القائمة بين الدولتين أزمة أفريقية، وفي إطار هذا الشأن فإنّ على القارة بأسرها أن تساعد الدولتين في الوصول لحلول دائمة لها، وتابع بأن الإتحاد الأفريقي يدرك تماماً أن هنالك قرارات صعبة ينبغي أن يتخذها الطرفان في المُباحثات الجارية حالياً، وزاد بأن الإتحاد على ثقة من أن قيادتي البلدين سترتفعان لمستوى الحدث وستتركان إرثاً في السلام يكون مثالاً للأجيال المقبلة. من جانبه، شجع مجلس الأمن الدولي، الطرفين على إظهار روح بنّاءة وإرادة سياسية لإنهاء المفاوضات بينهما، بينما دعا بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة الجانبين إلى توقيع اتفاق شامل خلال قمة أديس أبابا. وأشاد مون بالتقدم الذي تحقق حتى الآن بين البلدين، ودعا الرئيسين إلى تحمُّل المسؤولية حالياً وحل الخلافات القائمة.