تنعقد اليوم بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا القمة الرئاسية بين المشير عمر البشير رئيس الجمهورية ونظيره الفريق أول سلفاكير ميارديت رئيس دولة الجنوب لبحث القضايا العالقة بين الخرطوم وجوبا وفي مقدمتها الحدود والمواطنة وأبيي، ويأتي انعقاد القمة في أعقاب إنتهاء المهلة الممنوحة من قبل مجلس الأمن الدولي والأفريقي للبلدين للتوصل لحلول حول القضايا الخلافية، وأشارت مصادر مطلعة إلى أنه في حال فشل القمة فإن أمام مجلس الأمن عدة خيارات منها التمديد لفترة جديدة أو فرض عقوبات لكنها نوهت إلى أن حدوث اختراق إيجابي في بعض الملفات ربما يسهم في إزالة العقبات بين الطرفين. وتوقع وكيل وزارة الخارجية السفير رحمة الله محمد عثمان في تصريح ل(آخر لحظة) أمس أن تكون القمة حاسمة، مبيناً أنه سيتم رفع الملفات المتفق عليها وغيرها للقمة بواسطة وفدي التفاوض من الدولتين، لافتاً النظر إلى أن في مقدمتها الحدود وأبيي والمواطنة، منوهاً إلى أنه حال اتفاق الوفدين عليها فلن يعلن ذلك، مرجحاً أن يوقع الرئيسان البشير وسلفاكير بالأحرف الأولى على الملفات التي يتم حسمها بين الطرفين. وكشفت مصادر (آخر لحظة) عن مغادرة الرئيس عمر البشير أمس إلى أديس أبابا برفقة وفد رفيع ضم وزير الخارجية ووزير شؤون الرئاسة والناطق الرسمي باسم الخارجية. ووصل سلفاكير إلى أديس أبابا أمس بغرض المشاركة في القمة المنتظرة اليوم. وأصدرت مفوضية الاتحاد الأفريقي بياناً أمس رحبت فيه بالقمة المرتقبة، وأعربت عن الأمل في أن تكلل بالنجاح. وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي د. جان بينغ، إن الاتحاد يتطلع إلى أن يستغل الرئيسان هذه الفرصة الفريدة للوصول لاتفاق حول الموضوعات القائمة والتي أعقبت انفصال الجنوب. وأوضح بينغ أن اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى بقيادة ثابو أمبيكي أكدت طوال عملها أن حل المشكلات السودانية يقع على عاتق السودانيين أنفسهم. وقال رئيس المفوضية الأفريقية إن الاتحاد أكد وأقر على أن الأزمة القائمة بين الدولتين أزمة أفريقية، وفي إطار هذا الشأن فإن على القارة بأثرها أن تساعد الدولتين في الوصول إلى حلول دائمة لهذه الأزمة. وأضاف أن الاتحاد الأفريقي يدرك تماماً أن هنالك قرارات صعبة ينبغي أن يتخذها الطرفان في المباحثات الجارية حالياً، وزاد أن الاتحاد على ثقة من أن قيادتي البلدين سترتفعان لمستوى الحدث وستتركان إرثاً في السلام يكون مثالاً للأجيال القادمة. وحث مجلس الأمن الدولي السودان وجنوب السودان على إظهار روح بناءة وإرادة سياسية لإنهاء المفاوضات بينهما، ودعا الأمين العام للأمم المتحدةالخرطوم وجوبا إلى توقيع اتفاق شامل خلال قمة أديس أبابا، وأشاد كي مون بالتقدم الذي تحقق حتى الآن بين البلدين، ودعا الرئيسين إلى تحمل المسؤولية حالياً وحل الخلافات القائمة.