ألقت القوات الكينية والصومالية القبض على المئات من سكان مدينة كيسمايو الساحلية في عملية أمنية بهدف ملاحقة من وصفتهم بعناصر التخريب ورافضي السلام، في إشارة على ما يبدو لحركة الشباب المجاهدين التي خسرت قواعدها في هذه المدينة مؤخرا. وقال الناطق الرسمي باسم الإدارة الصومالية المؤقتة عبد الناصر سيرار «تم اعتقال 383 شخصا، وهم موزعون على الأحياء الأربعة المكونة لكيسمايو»، وأشار إلى أن التحقيقات جارية معهم بغية الوصول إلى هوياتهم وعلاقتهم بمن وصفهم برافضي السلام والتعايش مع الشعب الصومالي. وأضاف سيرار للجزيرة نت «ستستمر العمليات الأمنية الواسعة والمحدودة حتى تتم تصفية جميع العناصر التي تخرب أمن المدينة». وألمح المسؤول الحكومي في حديثه إلى وضع أيديهم على خيوط وأدلة قادتهم إلى إلقاء القبض على شخصيات أمنية على درجة كبيرة من الخطورة، دون أن يكشف عنها قائلا إن الوقت مبكر لتحديد الشخصيات المنتمية منها لحركة الشباب. وشاركت القوات الكينية المعززة بآليات عسكرية في الحملة الأمنية التي شملت جميع الأحياء والبيوت بحثا عن الألغام والمتفجرات والأسلحة، إضافة إلى اكتشاف عناصر أمنية تقول القوات الصومالية إنها تابعة لحركة الشباب المجاهدين. وذكر قائد ميداني شارك في الحملة حصولهم على معلومات تفيد بوجود عناصر أمنية وخبراء في علم المتفجرات مواليين للحركة، ويقدر العدد المفترض من حركة الشباب بنحو ثلاثمائة عنصر، إلا أن أغلبهم فروا إلى خارج المدينة بعد اكتشاف بعض خلاياهم الأمنية، على حد قوله. وأدت الحملة -حسب مواطنين- إلى إصابة المدينة بالشلل التام وتعطلت على أثرها النشاطات التجارية في الأسواق نظرا لانتشار القوات المشتركة في وقت مبكر ومنعها الحركة بجميع الأحياء وتقاطع الطرقات والطرقات الرئيسية، كما قطعت خدمات الاتصالات بما فيها الهاتف المحمول أثناء الحملة الأمنية. وتعد هذه الحملة هي الأضخم منذ وصول القوات الكينية والصومالية إلى مدينة كيسمايو بداية الشهر المنصرم. وتأتي الحملة الأمنية عقب يوم واحد من هجوم مجهول بقنبلة يدوية على قوات صومالية تتحرك في حي علنلي، مما أدى إلى إصابة تسعة أشخاص، أغلبهم من المدنيين، وجنديين من هذه القوات. ولم تعلق حركة الشباب المجاهدين على الأحداث الأمنية التي تشهدها المدينة الساحلية، إلا أن الناطق العسكري باسمها نفى في وقت سابق وجود أشخاص ينتمون للحركة ألقي القبض عليهم في حملات أمنية سابقة. وتتزامن الحملة مع زيارة وفد من الأممالمتحدة وصل إلى كيسمايو قبل يوم واحد قادما من نيروبي.