هل تعلم أن هنالك آراء فقهية، موثقة في أضابير فتاوى أهل العلم، موضوعها الرئيس هو «الطلاق بسبب الشخير» ؟! .. أسئلة حائرة لرجال ونساء عدول، مكلفين، على غرار «هل يجوز للرجل طلاق المرأة التي تشخر في أثناء النوم، وهل يجوز للمرأة طلب الطلاق بسبب شخير زوجها» .! .. وفتاوى - رأسها عديل! - موثقة على غرار (ليس الشخير أثناء النوم من العيوب التي تبيح فسخ النكاح بين الزوجين .. ولكن إذا كان أحد الزوجين يتضرر من شخير الآخر ضرراً واضحاً، كما في بعض الحالات التي قد يتعذر معها النوم في مكان واحد، ففي هذه الحال يكون الشخير مبرراً للزوج في إيقاع الطلاق ، وعذراً للزوجة في طلبه من الزوج) ..! تتناقل المواقع الإلكترونية مثل هذه الفتاوى باطمئنان محير، لا يقل إدهاشاً عن حيرة سائلها .. ومن باب التدليل - أو التشديد - على وجوب تحقق الأذى من الشخير ليكون سبباً للطلاق، ساق أحد المنبرين للفتوى حديث ثوبان عن رسولنا الكريم (أيما امرأة سألت زوجها طلاقاً من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة) .. مدخلاً الشخير بصوت عال في قبيل البأس الذي لا يحتمله بعض الناس ..! بينما كان الأجدى بالمفتي الذي نصح بافتراق الزوجين في أوقات ازدياد نوبات الشخير، بعد أن أفتى بجواز الطلاق في حال تعذر احتمال أحدهما لشخير الآخر .. أن يوصي بفراقهما في ساعات سواد الليل (أوقات النوم الطويل الذي يكثر فيه الشخير) عوضاً عن أن يفتي بجواز الفراق الأبدي بسبب الشخير .. إذ هل يعقل أن يفترق زوجان عاقلان، بالغان، حران، مكلفان، فقط بسبب الشخير ..؟! البعض قد يقولون بلى! .. على كل حال، وحفاظاً على مناخات القفص الذهبي من هجمات الأزواج /عشاق الفتاوى الغريبة .. فتح الله على المشخرين والمشخرات بعلاج جديد بات متاحا، وتقول بعض الصحف والمجلات العلمية إنه سوف يكون في متناول الجميع قريباً..! العلاج بريطاني الجنسية قوامه حقنة رخيصة، لا تتجاوز تكلفتها ال ثلاث جنيهات، وتمنع الشخير مدة عام كامل .. خلال دقيقتين فقط، يتم حقن المريض - بعد أن يعطى مخدراً موضعياً - بالعقار الجديد الذي يتمركز بنهاية سقف الفم، مخترقاً غشاءه الرقيق .. مكوناً بذلك بعض الندوب التي توقف الاهتزازات المسببة الشخير ..! فاعلية الحقنة المعجزة ثبتت بعد تجربتها على أكثر من ثمانين بالمائة من المرضى، ويمكن استخدامها ثلاث مرات سنويا، ولكن جرعة واحدة منها تكفى المريض - في الغالب - مدة سنة !.. يقال أن حقنة الشخير تلك ستكون أهم الفتوحات الطبية لهذا القرن، وباللجوء إليها يتم إجهاض الكثير من الطلاقات الزوجية .. ولسوف تفقد الكثير من أجهزة التسجيل عملها ? بالطبع - (يلجأ معظم الأزواج إلى أجهزة التسجيل لإثبات شخير الطرف المنكر!) .. والأهم من هذا وذاك بطلان فتاوى جواز الطلاق بسبب الشخير ..!
