إستحق الهلال أمس الأول أن أطلق عليه ( الماكينات السودانية) ، فقد قدم الفريق مردودا بدنيا عاليا خاصة في شوط اللعب الثاني الذي لعب فيه الفريق واحدة من أكثر المباريات جدية وإلتزاما وانضباطا داخل الملعب ، ساعدت على ذلك اللياقة البدنية العالية ، وربما تعتبر المرة الأولى التي نخرج فيها من مباراة للهلال ولانعلق أن اللاعب الفلاني كان عالة على الفريق سلبيا مترددا لايتحرك ، كل هذه الأشياء إختفت في مباراة أمس الأول أمام الفريق القوي دجوليبا المالي ، ولولا الأخطاء القاتلة التي وقع فيها سيف مساوي وعبداللطيف بوي وكادت ان تكلف الهلال نتيجة المباراة لأكدت على مثالية الأداء في ذلك اليوم . سيف مساوي وعبداللطيف بوي كانا الأسوأ بين نجوم الفريق ، الأول ( سيف) أهدى الفريق الضيف هدفين على طبق من ذهب ( يعني أمشوا جيبوا قون) ، وقد لعب مساوي الدور الأكبر في حالة الإرتباك التي عمت الفريق في جزء من شوط اللعب الثاني بسبب هذه الأخطاء ، بينما أكثر عبداللطيف بوي من اللعب العشوائي ويعتبر أكثر لاعب في الهلال إرتكب أخطاء وفي مناطق خطيرة ، كما أنه تفنن في لعب التمريرات الخاطئة ، ملخص أداء سيف وبوي يؤكد أنهما يلعبان بطريقة أكبر من إمكانياتهما الحقيقية . عدا ذلك يمكن أن نؤكد علي أن ملامح الفريق الكبير ظهرت في شوط اللعب الثاني فقد تحرك جميع اللاعبين بنفس واحد ، يستخلصون الكرة سريعا بعد فقدها ،ضيقوا المساحات على لاعبي فريق دجوليبا المالي ومنعوهم من الإستلام والتمرير المريح ، ما إن يستلم لاعب من الفريق المالي كرة إلا ويجد أمامه لاعبين أو ثلاثة ، التمركز في الملعب كان جيدا في معظم فترات المباراة ، ماعدا بعض حالات ( السرحان) في الناحية اليسرى وبدرجة أقل اليمنى . وعند الإستحواز يندفع الفريق نحو الأمام بتمركز مثالي في الوسط وزيادة عددية في الهجوم ، هذه الطريقة جعلت دفاع دجوليبا متمركزا في مناطقه طوال زمن المباراة خوفا من المقدمة الهلالية التي تجيد إستثمار المساحات وهو ماظهر في الهدف الثاني ورغم التفوق العددي للدفاع ثلاثة تقريبا مقابل واحد ، إلا أن التمريرة الطويلة والمتقنة من مهند الطاهر مكنت كاريكا من ضرب الدفاعات المالية ووضحت سرعته في مواجهة حارس المرمى ، لينجح في إحراز التفوق لفريقه . أما مهند الطاهر (( رجل المباراة الأول)) فيكفي أن أعيد ماكتبته عنه يوما في هذه المساحة في الفقرة التي جاء فيها ( اليوم ننتظر أن نرى فارق المهارة عند مهند الطاهر وأن يكون في أفضل حالاته البدنية والذهنية ، وإن جاز التعبير يمكن أن نطلق عليه يوم مهند الطاهر ، يوم لايحتمل أي سلبية في الأداء كما تعودنا عليه في جزئيات من كل المباريات التي شارك فيها) إنتهى . تكفي هذه الفقرة لأذكر أنه لم يخذلني وكان بالفعل ( يوم مهند الطاهر) ، يوم نشهده فيه لأول مرة ، ربما منذ إنتقاله لصفوف فريق الهلال ، وهو يؤدي بهذه الجدية والإنضباط ، موظفا إمكانياته وقدراته العالية لصالح الفريق ، يوم لم يكن فيه سلبيا في أي فترة من فترات اللقاء ، يوم أكد فيه أنه إستوعب التكتيك الذي يلعب به غارزيتو ، تكتيك وأسلوب في اللعب الحديث يتطلب أن يكون الجميع في حالة حركة لاتهدأ ، يوم تخلص فيه مهند من كل عيوبه السابقة ، وأحدث الفارق الذي إنتظره منه المدرب . كل اللاعبين كانوا نجوما بداية من الحارس الكبير جمعة جينارو ومرورا بعمر بخيت واكانغا وخليفة وكايا وكاريكا الفنان وسانيه القناص ، وحتي سادومبا لعب حسب وضعه البدني ، ولم يخذل نزار حامد والطاهر حماد ويوسف محمد غارزيتو فكانوا اضافة حقيقية في التوقيت الصحيح . وعن غارزيتو يكفي أن أقول ( الملك هو الملك) . مبروك الخطوة الأولى لخالد بخيت وحمد كمال وأبوشامة . ولتتوقف مظاهر الفرح السلبية لنرى ماسيحدث بعد أيام في لقاء الإياب.