شاهد بالصورة والفيديو.. تيكتوكر سودانية تثير ضجة غير مسبوقة: (بحب الأولاد الطاعمين "الحلوات" وخوتهم أفضل من خوة النسوان)    شاهد بالفيديو.. الفنانة هدى عربي تظهر بدون "مكياج" وتغمز بعينها في مقطع طريف مع عازفها "كريستوفر" داخل أستوديو بالقاهرة    الصحفية والشاعرة داليا الياس: (عندي حاجز نفسي مع صبغة الشعر عند الرجال!! ولو بقيت منقطها وأرهب من الرهابة ذاتا مابتخش راسي ده!!)    شاهد.. عروس الموسم الحسناء "حنين" محمود عبد العزيز تعود لخطف الأضواء على مواقع التواصل بلقطات مبهرة إحداها مع والدها أسطورة الفن السوداني    شاهد.. عروس الموسم الحسناء "حنين" محمود عبد العزيز تعود لخطف الأضواء على مواقع التواصل بلقطات مبهرة إحداها مع والدها أسطورة الفن السوداني    شاهد بالفيديو.. (يووووه ايه ده) فنان سوداني ينفعل غضباً بسبب تصرف إدارة صالة أفراح بقطر ويوقف الحفل    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناوات سودانيات يشعلن حفل "جرتق" بلوغر معروف بعد ظهورهن بأزياء مثيرة للجدل    "الجيش السوداني يصد هجومًا لمتمردي الحركة الشعبية في الدشول ويستولي على أسلحة ودبابات"    يبدو كالوحش.. أرنولد يبهر الجميع في ريال مدريد    التهديد بإغلاق مضيق هرمز يضع الاقتصاد العالمي على "حافة الهاوية"    تدهور غير مسبوق في قيمة الجنيه السوداني    ايران تطاطىء الرأس بصورة مهينة وتتلقى الضربات من اسرائيل بلا رد    غوغل تطلب من ملياري مستخدم تغيير كلمة مرور جيميل الآن    كيم كارداشيان تنتقد "قسوة" إدارة الهجرة الأمريكية    "دم على نهد".. مسلسل جريء يواجه شبح المنع قبل عرضه    خطأ شائع أثناء الاستحمام قد يهدد حياتك    خدعة بسيطة للنوم السريع… والسر في القدم    وجوه جديدة..تسريبات عن التشكيل الوزاري الجديد في الحكومة السودانية    السلطات السودانية تضع النهاية لمسلسل منزل الكمير    (برقو ومن غيرك يابرقو)    المباحث الجنائية المركزية ولاية الجزيرة تنفذ حملة أمنية كبري بالسوق العمومي وتضبط معتادي إجرام    مونديال الأندية.. فرصة مبابي الأخيرة في سباق الكرة الذهبية    كامل إدريس يدعو أساتذة الجامعات للاسهام في نهضة البلاد وتنميتها    بلاغ بوجود قنبلة..طائرة سعودية تغيّر مسارها..ما التفاصيل؟    مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن جريمة قتل غامضة وتوقف المتورطين    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    أردوغان: الهجوم الإسرائيلي على إيران له أهداف خبيثة    أنباء عن اغتيال ناظر في السودان    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    فيكم من يحفظ (السر)؟    افتتاح المرحلة النهائية للدوري التأهيلي للممتاز عصر اليوم باستاد الدامر.    في السودان :كيف تتم حماية بلادنا من اختراق المخابرات الإسرائيلية للوسط الصحفي    من الجزيرة إلى كرب التوم..هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟    الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبد الرحيم علي: وضعنا صيغة أمثل لعلاقة (الحاءات الثلاثة)
نشر في الرأي العام يوم 17 - 11 - 2012

انعقاد المؤتمر العام الثامن للحركة الإسلامية بحضور 4000 عضو يمثلون التصعيدات التي تمت من قبل القطاعات المختلفة للحركة الإسلامية السودانية، بالإضافة لضيوف بلغ عددهم بحسب اللجنة العليا
120 ضيفاً يمثلون 30 بلداً أثار الساحة السياسية وملأها بجملة من الاستفهامات حيال المُتغيِّرات التي يمكن أن يخرج بها المؤتمر وأثرها في مجمل التجربة السودانية، بعد 23 عاماً على دست الحكم..
* يوصف المؤتمر العام الثامن للحركة الإسلامية بالمفصلي.. ما هي مبررات ذلك؟
بسبب المرحلة التاريخية التى ينعقد فيها باعتبارها مرحلة حرجة ومتقدمة، فالحركة الإسلامية توسعت وترهلت، وكبرت، وينعقد المؤتمر في ظل هذه الظروف، لم تعد الحركة الإسلامية تلك الحركة التي يمكن أن تجتمع في قاعة واحدة ببضع مئات من الناس، ولم تعد الحركة الإسلامية تنظيماً اجتماعياً مترابطاً، وإنما هي تنظيم له نفوذ في الدولة وفي المجتمع وله امتدادات خارجية، لذا زاد وزنه وهناك رقابة على عمله.. رقابة لا تأتي من أفراده فقط، بل من المحيط السوداني والدولي، لذلك فالحركة الإسلامية ولأول مرة تشرع جميع أعمالها وخططها للعلن حتى يطلع عليها الناس، وهي تجربة جديدة تخوضها بجرأة شديدة، بعد اعتادت أن عملها خاص بأعضائها ومحاط بالسرية، ويبدو أن ذلك سبب دهشة الناس وان هناك جديداً، لأن المناقشات تتم في العلن..
* وما هو هدفكم من اتباع العلن في مؤتمركم؟
اعتقد أنّ الدخول لمرحلة حركة إسلامية تعتبر تياراً إسلامياً عريضاً وليس تنظيماً محدوداً هذا ما يميز هذا المؤتمر، الآن لا يتعلق المؤتمر بإدارة شؤون تنظيم ومنظمة محصورة العضوية، وإنما يتعلق بإدارة شؤون تيار اجتماعي عريض، وفيه رؤى مختلفة وقيادات مختلفة وفيه أيضاً تحديات مختلفة وكبيرة..
* تعريفك للحركة الإسلامية كتيار عريض ليس جديداً، وظل ملازماً لها وإلا لما أنتجت صيغة سياسية كحزب المؤتمر الوطني، وكحل وسط في علاقتها بالدولة، بالتالي التعريف ليس جديداً؟
لا.. التعريف جديد، لأنها في الماضي كان المقصود التنظيم محدود العضوية والمغلق والمركّز والمنضبط، وكان الحزب هو الواجهة أو التنظيم العريض الذي تعمل من خلاله الحركة، والحزب هو الذي يتوسع.. أما الذي حدث ويُعد أمراً جديداً، أن الحزب توسع جداً ولكن الحركة أيضاً توسعت لأسبابٍ عديدةٍ جداً أنها في السلطة ووجود حزب عريض حاكم حولها، وتوسعت لدرجة كبيرة جداً، وأصبحت عضويتها غير ممكن الإحاطة بها، اصبحت تياراً عاماً.. لذا الآن يتحدث الناس عن الحركة، ويخلطون بين شيئين، مرة عن التنظيم المسمى بالحركة، ومرة عن التيار الإسلامي الذي هو ايضاً حركة اسلامية، فتجد النخب والمثقفين الذين يتحدثون برؤى إسلامية لكنهم ليسوا جزءاً من الحركة الإسلامية ويقولون بأن الحركة الإسلامية غير موجودة، بمعنى انه لا يوجد تنظيم، لأنهم ليسوا جزءاً منه.. بالتالي الفرق كبير بين التنظيم والتيار، والمؤتمر هو محاولة لتوسيع التنظيم ليسع أكبر جزء ممكن من التيار، وفي تقديري ان التيار الإسلامي لا يسعه تنظيم وغير ممكن لأنه تيار عريض جداً ويكاد يدخل فيه جزء كثير جداً من السودانيين، فأي مثقف سوداني هو إما يساري علماني شيوعي وهذه قلة، أو إسلامي وهو جزء من الحركة الإسلامية بشكل من الأشكال، وبهذا التعريف يكون تياراً عريضاً جداً ولا يمكن الإحاطة به من خلال تنظيم وسيجد مئات الآلاف من الناس أنفسهم خارج التنظيم مع قدرتهم ومع إسهامهم ومع كثير جداً مما يتميزون به، لكن مع ذلك يحاول المؤتمر أن يحيط بأكبر قدر من العضوية في التيار العام هذا حتى تشعر بأنها جزء من كيان واحد .
* ثمة معادلة مفقودة بين (الحاءات الثلاثة) الحزب وهو الوطني والحركة الاسلامية والحكومة، الى أي مدى يمكن أن يخرج المؤتمر بضوابط جديدة تضبط العلاقة؟
الدستور الحالي بعد إجازته وضع إشارات واضافات حول هذا الموضوع، أظنها ستفيد في المرحلة المقبلة، ولم تكن موجودة في الماضي، بل ظلت معلقة وأخذت شكل سؤال حائر حول الصيغة الأمثل، حالياً هناك صيغة، وحدث حولها جدال كثير وهو أمر متوقع، لأن الصيغة لم تفهم من قِبل القواعد، أو أنها فهمت لكن هناك اعتراضات عليها، لكنها فى النهاية، محاولة للإبقاء على علاقة سليمة بين حركة وبين تنظيم سياسى هو الوطنى وبين الاثنين معاً، وحكومة تنفيذية تمثل الشعب السودانى.. إذاً التركيبة هذه مُعقّدة، وبلغت حدها من التعقيد فى السودان، بينما تدخل المراحل الأولى من التعقيد فى مصر وتونس، لكنها عندنا بلغت الحد الأعلى الممكن..
* تغييب اسم الوطني في دستوركم، محاولة لفك الارتباط بينهما بعد سلبياته على مستوى السلطة؟
اعتقد أن ذلك غير صحيح.. والصحيح أنّ الدستور يكتب من الثوابت ولذلك ليس من حق الحركة الإسلامية أن تذكر تنظيماً بعينة، فقط أشارت الى أنها تعمل من خلال حزب أو مجموعة من أحزاب أو جبهات في كل مرحلة من المراحل بحسب ما يتوافر لها.. مثلاً، فإذا المؤتمر الوطني قرر يوماً ما قريباً أو بعيداً أن يتحول لجبهة عريضة ويدخل معه أحزاباً سودانية اخرى، فماذا ستفعل الحركة، هل تضطر الى تغيير دستورها!! الآن الدستور مستعد لهذا الوضع لانه مرن.. أياً كان التنظيم السياسي الذى تعمل من خلاله، الدستور يتوسع بهذا ويستعد له، المهم انها لا تعمل لحزب سياسي، بل هي تدخل من إطار سياسي وتعمل من خلاله في المجال السياسي لتحفظ لنفسها حقاً في العمل في المجالات الأخرى، هذا هو المقصود وليس فك الارتباط..
* هل المؤتمر الثامن في تقديرك قادرٌ على العبور بالحركة الإسلامية إلى بر الأمان، خصوصاً بعد بروز حالات تململ في الفترة الماضية؟
نعم .. أعتقد أنّ أسباب النجاح للمؤتمر مُتوافرة، فلا توجد أزمة حقيقية، بل توجد تحركات ويوجد قلق وتوجد آراء مختلفة ومتباينة، وقد توجد أشياء يمكن تسميتها بالحيوية، لكن لا توجد أزمة نخشى منها، وأعتقد أن المؤتمر سيكون بداية لمرحلة جديدة ونافعاً لطي مراحل أخرى .
* الإسلاميون عانوا تشوهات كبيرة في ممارسة أدب الاختلاف عبرت عنها مفاصلة 1999م، لأي مدى يمكن للآراء المختلفة والمتباينة حالياً أن تعيد تكرار تجربة المفاصلة؟
لا أعتقد أن هنالك ارهاصاً واضحاً للانقسام في الحركة، لأن الإجماع الذي شهدناه في مجلس الشورى أو شبه الإجماع وفي المؤتمرات القاعدية التي أقيمت قبيل المؤتمر، وقع كثير جداً من النقاش الحامي والحوار، ولكن ليس هناك وجود سَبب للحديث عن الانقسام وربما كما يقولون ذلك للتضخيم .
* استبعاد الشعبي من المؤتمر العام، كثيرون فسّروه بأن الوطني بخلافاته ألقى بظلاله على الحركة الإسلامية؟
المؤتمر الشعبي تاريخياً منذ نشأة الحركة الإسلامية بتنظيمها الجديد الحالي سنة 2000م ، دعا هو للمقاطعة ولم يحضر المؤتمر، وظل منذ ذلك الوقت يقول بأن حركة إسلامية كتنظيم بهذا الشكل ليست صحيحة وليسَت مَطلوبة، وكأنّ المفهوم أنّ المؤتمر الشعبي هو الحركة الإسلامية، فكيف تدعو من لا يعترف بك، وإذا أعتقد البعض أن المؤتمر المنعقد هو للتيار الإسلامي فهذا غير صحيح، وفكرة لم تخطر حتى على البال، فالمنعقد هو حركة منظمة لها دستور وأعضاؤها قبلوا هذا الدستور ولديهم التزام تجاهها، فهو مؤتمر لحركة منظمة وليست مؤتمراً للتيار، ولكن ليس هنالك ما يمنع من قيام مؤتمر للتيار العام، ولكن في هذه الحالة الفكرة ستكون مختلفة فليس من الضرورة ان يكون هنالك دستور.
* الجمع بين الأمانة وبين المنصب التنفيذي في الدولة.. ما هو رأيك فيه؟
في الظرف الحالي الذي فيه الحركة موجودة في الدولة بقوة وممثلة في الجهاز التنفيذي، وجود أمين عام له نفوذ داخل الدولة أو في موضع يسمح له بالإطلاع على قضايا الدولة وسياساتها من قريب له ميزة أن يكون وثيق العلاقة بين تنظيم الحركة وبين الجهاز التنفيذي بمعنى أنه سَيكون قادراً للإجابة على أسئلة الأعضاء حول سلوك الجهاز التنفيذي أو أدائه، وكذلك هو قادر على نقل رؤاهم للجهاز التنفيذي بحيث لا تتسع الزاوية في الرؤى بين عضوية الحركة وبين من يمثلونهم في الدولة، هذه ميزة.. ولكن في ذات الوقت، فان الزمن الذي يتاح لشخص رسمي وعامل فى الدولة لإدارة شؤون الحركة الإسلامية وهي واسعة، ولا يكفي لمقابلة العضوية والإطلاع على همومها والاجابة على اسئلتها، أي أنه امران يصعب الجمع بينهما.. الموازنة تكمن في الاعتماد الى التفرغ كيف يمكن أن تحرز التنسيق والتكامل بين الجهازين، واذا عمدت الى ربط المسؤوليات بعضها ببعض في وظيفة واحدة ستحل مشكلة وتقع فى أخرى، اذاً هناك وجوب للموازنة.. هناك بالطبع إيجابية في التفرغ وهي أن الحركة الإسلامية تستطيع متابعة شؤون العضوية وربطها بالمركز وتتطور داخلياً بشكل أقوى، هذا فيه راحة أكبر وإحتواء للتيارات التي تنشأ، وينفي عن الحركة تهمة تغول الجهاز التنفيذي عليها، موضوعياً كل ذلك لا يمكن أن يحتوي فى حل واحد..
* ما هي ضمانات أن يحافظ شباب الحركة الإسلامية على تجربة الحركة وتسييرها ومقابلة التحديات، مقارنةً بما تكرس من خبرات لدى شيوخها؟
بالطبع لا توجد ضمانات.. في الحقيقة نحن لا نتحدث عن شباب أقل من الأربعين، فالقياس النسبي يقال لمن هو في الخمسين ويقارب الستين من العمر, ويقال إنّه شاب فخبرته طويلة وعمل في الأجهزة ليس قصيراً، وأعتقد أن من حق الشيوخ الأقل شيخوخة أن يتقدموا..
* ما أقصده على ضوء التحديات التي تتزايد على السودان، فالخبرات لا تتقارب؟
صحيح أن هناك عدداً من الشيوخ الذين سيتقاعدون الآن ولهم خبرة امتدت حتى قبل الإنقاذ وهذا رصيد كبير والمقصود بتقاعدهم أن يتراجعوا من المواقع القيادية إلى المواقع الإستشارية أو الثانوية والبعيدة عن الطابع التنفيذي.. فالشّباب من مُميزاته أنه الأقدر على مواجهة التحديات بحكم النشاط الأكبر والخيال الأكثر والاستعداد لتجريب الجديد وهذه كلها مميزات..
*لوحظ في مؤتمركم تَوجيه دعوات كثيفة للحركات بالخارج، بعد فترة انكفاءة عاشتها الحركة أهي محاولة لإعادة إنتاج نفسها في الوسط الإقليمي والدولي؟
الحركة الإسلامية دُعيت لجميع المؤتمرات التي قامت في البلاد المجاورة وهي تدعو من دعاها، أي تبادل الحركات الإسلامية الاخرى دعوتها، وليست هناك غضاضة، لكن انعقاد المؤتمر فى الوقت الحالي في الحقيقة هو توقيت منصوص عليه، لأن الحركة الإسلامية تنعقد كل اربع سنوات مرة لمؤتمرها العام، بالتالي فليس هناك أي عامل خفي.. أما بخصوص ضخامة عدد الوفود، حالياً أصبح من الممكن أن تدعو الحركات الإسلامية، وفي السابق كان يَتَعَذّر ذلك بحكم الأنظمة الموجودة، أما بعد الثورة العربية أصبح من الممكن أن تتحرك وتنتقل، كما أن المؤتمر فرصة مناسبة لتبادل الخبرات.
*كيف تقيِّم التجربة الإسلامية في 23 عاماً؟
تقييم أو تقويم 23 عاماً أمرٌ صَعبٌ جداً في كلمات، سواء تقييم التجربة السياسية أو الاقتصادية أوالتعليم أو القضاء أو تقويم النظام الداخلي وتقييم العلاقات الداخلية بين الحركة والحزب، المسألة تحتاج الى كثير جداً من التخصص، خصوصاً وان هناك تقارير تُكتب سنوياً في أي مجال من المجالات التي تعمل فيها الحركة الإسلامية، بالتالي يصعب اختصارها في كلمات.. ومع ذلك وللأغراض الصحفية فإن الحركة الإسلامية في 23 عاماً الماضية، خاضت أول تجربة لحركة إسلامية في الحكم، واجهتها تحديات من نوع جديد، وكان الحكم أيضاً يواجه تحديات خاصة بالسودان، وقدمت الحركة تضحيات كبيرة وجسيمة في مجالي الجهاد والقتال، وقدم المجتمع السوداني تضحيات ضخمة في مواجهة الحصار والضغوط الاقتصادية، ووقعت إنجازات كبيرة في ظل الحصار والمقاطعات والعقوبات الدولية، وحدثت نجاحات دبلوماسية فكت أزمات كبيرة.. الآن السودان كبلد بقيادة الحركة الإسلامية تقريباً يقف في مرحلة أعتقد أنها تختلف عن مرحلة ما بعد الاستعمار، فقد ظللنا حتى أوائل التسعينات والسودان بلد أفريقي ليس الأكبر ولا الأهم لكن الآن هو بلد له وزنه ويعاني من مشكلات كبيرة.. لكن يحسب له حساب في المنطقة ولا يمكن إسقاطه من اية معادلة دولية أو إقليمية، ويدخل حالياً مرحلة جديدة بعد مجئ الربيع العربي أو الإسلامي، لأنه في حدود الدول التي تَأثّرَت بهذه النهضة الجديدة ليبيا وتونس ومصر، هناك واقع جديد، نأمل أن يكون جيدا..
*إلى أي مدى خلال تلك السنوات، نجحتم في تنزيل شعاراتكم، خصوصاً وأنها اصطدمت بمسلّمات الواقع السوداني؟
لا يمكن اختصار المراحل بالطبع، وأعتقد أن السودان فيه واقع تخلف اقتصادي واجتماعي، وطموح الحركة الإسلامية وقيمها وأحلامها تعتبر أحلاماً عالية نسبياً، بالتالي الذي تحقق لما يراد تحقيقه بسيط ومحدود، ومع ذلك هناك حركة استنارة كبيرة، وثمة انتقال من الرعي للزراعة، ومن الزراعة الى الصناعة في كثير من القطاعات، وهناك انتقال اجتماعي من الخرافة الى المجتمع الحديث المستنير، وهناك اختراقات من العالم المعاصر لمجتمعنا أفسدت كثيراً جداً من القيم الطيبة والسليمة، وأدخلت أنواعاً من الجريمة لمدننا، ووقع انتقال كبير من الريف الى المدن ترتبت عليه صعوبات اجتماعية هائلة.. باختصار يصعب الحديث عن مرحلة طويلة في بلد كالسودان يشهد تحولات سريعة، ويصعب الكلام عن تغييرات 20 عاماً فى كلمات، لأنه ليس من البلاد الساكنة بل المتحركة والمتطورة..
* الحركة من أقدم الحركات في المنطقة على مستوى تجربتها ووصولها للسلطة.. هل مثّل هذا الوصول خصماً أم إضافة بعد 23 عاماً؟
السلطة رسخت كثيراً جداً مما كانت تدعو له الحركة الإسلامية، أي ما نسمِّيه إسلام الحياة، بمعنى أن الإطار العام للحياة الثقافية والاجتماعية في السودان أصبح هو الإسلام، هذا بدون شك كان للسلطة دور فيه، وبدأ منذ ايام نميري اذا جاز التحديد حيث بدأت أسلمة الحياة، برغم ما شابت تجربته من أخطاء.. الحركة الإسلامية عدّلت الأسلوب واستمرت في أسلمة المجتمع والثقافة، بالتالي فالذي يزور السودان ويقارنه بدول عربية وأفريقية لا تخطئ عينه أن هذا مجتمع له صفة خاصة، صبغته إسلامية تنتشر فيه المساجد والمعاهد والجامعات الإسلامية، هذا إلى جانب وجود إخفاقات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.