الملاحظ في الفترة الأخيرة وجود عدد كبير من الأطفال من مختلف أنحاء السودان في سن صغيرة يفترض أن يكونوا في مدارس الأساس والثانوي, يعملون كماسرة أو يتجولون في الأسواق والشوارع يبيعون بعض البضائع مثل المناديل، الماء البارد أو أشياء صغيرة مثل الأمشاط والفرش وما شابه، وتزداد أعدادهم يوما بعد يوم والسبب الرئيسي لهذه الظاهرة هي الظروف الاقتصادية الصعبة التي جعلت اغلب الأسر في العاصمة والأقاليم لايستطيعون ابقاء ابنائهم في المدارس والصرف عليهم رغم أن هذه الاسر تتمنى تعليم ابنائها، لكن الصرف على دراستهم اصبح فوق استطاعة اغلب الاسر إن لم نقل جميعها..كل هؤلاء الاطفال بدأوا الدراسة ثم اضطروا الى تركها لان اسرته لا تملك من المال ما يكفي قوتها اليومي ناهيك عن تعليم ابنائها لذلك لا تستطيع هذه الاسر الضغط على اطفالها ليستمروا في دراستهم وتجعلهم يتركون المدارس ويسهموا في كسب الرزق حتى تستطيع الاسرة البقاء.. هذه الظاهرة خطيرة جدا لان العالم الآن وكما يقولون اصبح قرية واحدة ونحن في الألفية الثالثة و في زمن العولمة كل العالم الآن يحاول الاستزادة من العلم ونحن أحوج منهم لذلك. في وقت سابق اتجه السودان كله للتعليم وبدأ حتى في محو أمية كبار السن، فهل نعود في هذا الزمن الذي نحتاج فيه للعلم والمعرفة للوراء، علما أن هذه الظاهرة في تزايد مستمر ولا سبيل لحلها الا بتغيير الواقع الاقتصادي الذي يعيشه السودان هل ستتحرك الدولة لانقاذ مايمكن انقاذه ومحاولة تغيير الواقع الاقتصادي وانتشال هؤلاء الاطفال من النفق المظلم الذي يسيرون فيه..؟ علما بأن وجودهم بهذه الطريقة يجعل الكثير منهم يحيد عن الطريق القويم ويتعلم ما لايريد له مجتمعه أن يتعلمه .