دَعَا السودان للانسحاب الفوري وغير المشروط للجيش الشعبي من أربع نقاط حدودية مُتنازع عليها، فيما تستأنف اللجنة السياسية الأمنية بين السودان ودولة الجنوب اجتماعاتها بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا للتفاوض في القضايا الخاصة بالملف الأمني. وقال العقيد الصوارمي خالد سعد الناطق باسم القوات المسلحة حسب (الشروق) أمس، إن الفريق أول ركن مهندس ركن عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع توجّه إلى أديس أبابا أمس السبت، مترئساً وفد اللجنة السياسية الأمنية المشتركة التي ستجتمع لمدة ثلاثة أيام استكمالاً لما بدأته اللجنة بجوبا والخرطوم على خلفية الاتفاقيات المُوقّعة بين البلدين بغية الوصول إلى حل مشترك حول كيفية تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين دولتي السودان والجنوب. وأشار الصوارمي إلى أن الجانب السوداني يشدد على الانسحاب الفوري وغير المشروط للجيش الشعبي من أربع نقاط حدودية متنازع عليها ووقف الدعم والإيواء الذي ما زالت تقدمه دولة جنوب السودان للمجموعات المتمردة في السودان. وأبان أن المحادثات ستتطرق لكيفية تنفيذ ما تم الاتفاق عليه أخيراً في اتفاقية الدفاع المشترك بحضور الوسيط الأفريقي ثابو امبيكي الذي سيتسلم المقترحات المقدمة من الجانبين السوداني والجنوب سوداني بأديس أبابا. وفي الأثناء، أقر مجلس السلم والأمن الأفريقي، مقترح حل الوضع النهائي لأبيي المقدم من الآلية المختصة بأبيي في 27 سبتمبر الماضي كآلية لإنهاء الصراع في المنطقة المتنازع عليها، ووصفه بالعادل. وأعرب المجلس في بيان له أمس، عن قلقه لتأخير تنفيذ الترتيبات الأمنية بين الخرطوم وجوبا، وقال إن الاجتماع الأخير استمع لتقرير من ثابو امبيكي رئيس الآلية وتصريحات وزيري الخارجية في البلدين ومندوب الأممالمتحدة والشركاء الآخرين. ودعا المجلس الطرفين للأخذ في الاعتبار إنشاء إدارية أبيي والمجلس التشريعي، وطالبهما للعمل بروح متعاونة في اجتماعات اللجنة الأمنية. ورحّب البيان باستعداد رئيسي البلدين لعقد قمة في أقرب فترة مُمكنة لحل قضايا الحدود وأبيي. وقال المجلس إن مقترح امبيكي بشأن أبيي يأخذ في الاعتبار الاتفاقيات الموجودة التي اتفق عليها الطرفان في وقت سابق، إضافةً لاحتياجات ومصالح كل المجموعات على الأرض. وأكد البيان أن المجلس لاحظ أنه حتى اليوم الأخير للمهلة المحددة بالخامس من ديسمبر الحالي لم تكن هناك مُحادثات، وقال: (المجلس يحث بصورة عاجلة بإجراء محادثات وينتظر بعجلة لمخرجات اجتماع القمة بين الرئيسين). ورحب المجلس بانخراط الأطراف مع فريق الخبراء لإيجاد حل بشأن المناطق الخمس الحدودية المتنازع عليها طبقاً للقرارات السابقة. وحَث المجلس الأطراف لمواصلة تعاونهم مع الخبراء لتسريع الحل في هذه القضية، وتوقع حلها في مخرجات قمة الرئيسين. وأعرب المجلس عن أسفه لفشل الحكومة السودانية والحركة الشعبية قطاع الشمال في عقد مباحثات مباشرة برغم الدعوات المتكررة للطرفين للجلوس سوياً. ودعا لبدء المحادثات بصورة فورية وبتسهيل من الآلية الأفريقية ودعم رئيس (الإيقاد) على أساس الاتفاقية الإطارية التي وقعت بين الحكومة والحركة، المعروفة باتفاق (نافع - عقار)، وطالب الآلية الأفريقية بتسليم تقرير نهائي حول القضايا العالقة في اجتماع يناير المقبل. من جانبه، عبّر الفريق عبد الرحمن سر الختم سفير السودان في أديس أبابا، عن اطمئنان الحكومة بأن قمة الرؤساء الأفارقة المتوقع انعقادها في نهاية يناير المقبل لن تحيل ملف النزاع بشأن أبيي إلى مجلس الأمن الدولي. وأكد وجود تحول في مواقف عدد من الدول الأفريقية تجاه السودان في اجتماع مجلس السلم والأمن الأفريقي بخصوص الوضع في أبيي. وقال في تصريحات أمس: لا توجد دولة وقفت في الاجتماع ضد السودان. ومن جانبه، عبّر السفير رحمة الله محمد عثمان وكيل وزارة الخارجية، عن ثقته في قدرة القادة الأفارقة على حسم الخلاف بين الخرطوم وجوبا دون اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي. واعتبر أن كل الاحتمالات موجودة، إلا أنه اعتبر أن الأفارقة سيكونوا أكثر حرصاً على معالجة مشاكلهم داخل البيت الأفريقي.