التخلص من المستندات الرسمية في كل المؤسسات دائماً ما يتم بعناية فائقة ؛ لما تتمتع به هذه المستندات من احتوائها على معلومات خاصة وأحياناً يوضع على أعلى المستند عبارة (سري) وأخرى (سري للغاية) ... ولكن ثمة اخفاقات تصاحب العديد من المؤسسات والهيئات في شح وضعف إعمال ثقافة التخلص الآمن من المستندات، وعدم التفريق بينها وبين النفايات ! ... ففي مبنى جهاز تنظيم شئون السودانيين العاملين في الخارج ، الذي يتخذ من شارع محمد نجيب مقراً له ، وفي الناحية الجنوبية الغربية لمبنى إدارة الجهاز توجد مساحة صغيرة اتخذها الجهاز مكباً لنفاياته ونفايات جيرانه ! ، وهذا يفرض سؤالاً من شاكلة : ألم تتمكن إدارة جهاز المغتربين من توفير صندوق صغير لتضع عليه نفاياته بدل أن تضعها على قارعة الطريق ؟ ... آلاف الأوراق الرسمية المختلفة وجدتها ملقاة على هذه المساحة الصغيرة التي اتخذها الجهاز موقعاً لوضع النفايات عليه ... الغريب ان هذه المستندات تحمل تواريخ معاملات جديدة بهذا الشهر والذي قبله وتوجد بها هذه البيانات : (مجلس الوزراء ? جهاز تنظيم شئون السودانيين العاملين بالخارج ، إدارة ضرائب المغتربين ، واخرى حملت عنوان : المساهمة الوطنية ، واخرى : الخدمات ، وغيرها ... كما تحتوي المستندات على الاسم رباعياً ورقم الكارت والرمز ورقم الجواز والمهنة والدولة والفئة العمرية ، كما تحتوى المستندات على تفاصيل حسابات معقدة ومطولة لأكثر من (20) عاماً ) هذه الاوراق تحمل اسماء لمغتربين مع اتاحة كافة البيانات الاخرى ، وتوفر هذه المعلومات لدى بعض ضعاف النفوس بيئة خصبة لنمو ظاهرة التزوير ، اضافة لانها ظاهرة غير حضارية خصوصاً وهو جهاز يدير شئون آلاف ? ان لم يكن ملايين - عامل سوداني بالخارج ... ألم تجد ادارة جهاز المغتربين وسيلة اخرى حضارية للتخلص من هذه المستندات ... ؟