تبدأ بالخرطوم اليوم، المباحثات السودانية الأثيوبية برئاسة الرئيس عمر البشير وهايلي ماريام ديسالين رئيس الوزراء الأثيوبي الذي يصل البلاد صباح اليوم فى زيارة رسمية تستغرق يومين. وقال عماد سيد أحمد السكرتير الصحفي لرئيس الجمهورية حسب (سونا) أمس، إنّ جلسة المباحثات المشتركة ستتناول آفاق التعاون الثنائي، بجانب بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك، كما سيلتقي المسؤول الأثيوبي بعدد من المسؤولين السودانيين. وأضاف بأن زيارة ديسالين تأتي مواصلةً للمساعي الأثيوبية في دفع عملية السلام بين السودان ودولة الجنوب ورعايتها للمباحثات التي تستضيفها أديس أبابا، كما أنها تعتبر أول زيارة له الى السودان.ويمكث رئيس الوزراء الأثيوبي بالخرطوم حتى صباح غد ثم يغادر بعدها الى جنوب السودان ويرافقه خلال الزيارة عدد من الوزراء والمسؤولين. وفي سياق ذي صلة، اتهم علي كرتي وزير الخارجية جناحاً في حكومة جنوب السودان بأنه يعطل تسوية الخلافات بين الخرطوموجوبا، وأشار إلى أن حكومة الجنوب منقسمة بين الذين يدركون قيمة الدولة وسعي المواطن في جنوب السودان للسلام وبين الذين استخدموا القتال والسلاح ولم يستطيعوا الإندماج في الحياة المدنية بعد توقيع اتفاقيات السلام وانفصال الجنوب. وقال كرتي في مقابلة نشرتها (البيان) أمس، إنّ هناك نوايا طيبة من القيادات المؤثرة في البلدين، ولكن هذه النوايا وحدها لا تحقق السلام الدائم بين البلدين، وشدد على أن القيادات السياسية والعسكرية في السودان لديها قناعات راسخة بضرورة تحقيق السلام مع جوبا، وقال إنّ ذلك يتم عبر المصالح المتبادلة والترتيبات الأمنية بين البلدين، لكن للأسف الترتيبات الأمنية بين السودان وجنوب السودان ضعيفة وتعيق تطبيق عملية السلام، وأشار إلى أنه إذا تحوّلت دولة الجنوب لدولة مؤسسات وجرى تغليب خيار السلام ولم تعد الكلمة العليا لمن بيده السلاح وجرى تغليب خيار العودة إلى حياة مدنية طبيعية فستكون لاتفاقيات السلام فرصة للتنفيذ، وركّز على أنّ المصالح لديها تأثير على الأمن والسلام، والمصالح بين الجانبين أكبر من أي جوار آخر. وقال كرتي إنه إذا ما التزمت جوبا فعلاً بالترتيبات الأمنية فإن ذلك سيعطي مؤشراً جيداً وسيمكن من استئناف ضخ النفط وحتى التبادل التجاري بين البلدين. ونوه كرتي إلى أنّ إصرار السودان على حل قضية أبيي من خلال الإتحاد الافريقي وعدم التوجه للأمم المتحدة يعود لأن الإتحاد يقوم بوساطة في هذا الشأن بين الطرفين ويمكن بالتالي التوصل إلى حل متفق عليه ويرضي الطرفين، في حين أن اللجوء إلى خيار الأممالمتحدة يعني أن تفرض الأممالمتحدة قراراً بهذا الشأن وهو ما يعني أن أحد الطرفين لن يكون راضياً بالقرار. وأضاف بأن جميع اتفاقيات السلام التي وقعت منذ 2005م لم يتدخل مجلس الأمن فيها إلاّ شاهداً أو مؤيداً لها ومقراً لما ورد في هذه الاتفاقيات أو معيناً على التنفيذ. وفي الأثناء، أكد رحمة الله محمد عثمان وكيل وزارة الخارجية، أن زيارة رئيس الوزراء الأثيوبي هايلي مريام ديسالين للسودان، التي ستبدأ اليوم تمثل استمراراً للعلاقات الأزلية التي رسخ لها رئيس الوزراء الراحل ملس زيناوى ومواصلة ذات النهج. وقال رحمة الله في حوار مع (الرأي العام) ينشر لاحقاً، إن الزيارة تأتي في إطار العلاقات الثنائية، وإنها ستصب بشكل مباشر في إصلاح العلاقات وحلحلة الملفات العالقة بين الخرطوموجوبا، ورأى أن الزيارة تعد مهمة وفي توقيت مهم، وانها ربما تشمل إلى جانب الخرطومجوبا، ولم يستبعد أن تصب في ذات الاتجاه المفضي لعقد قمة بين الرئيسين عمر البشير والفريق سلفا كير رئيس دولة الجنوب، تستبق قمة الإتحاد الأفريقي المقرر لها نهاية يناير المقبل، وتوقع أن تحدث الزيارة والمباحثات التي تجرى أثناءها الإختراق المطلوب.