أرجأت الوساطة الأفريقية قمة الرئيس عمر البشير ونظيره الجنوب سوداني سلفا كير ميارديت إلى العاشرة من صباح اليوم بدلاً عن أمس. وقالت مصادر دبلوماسية مطلعة ل (الرأي العام)، إنّ سبب تأجيل القمة يرجع إلى طول القمة الجانبية التي عقدها رئيس الوزراء الأثيوبي هايلي ماريام ديسالين مع البشير وسلفا كير - كلاً على حدة، وأبانت أنه ستنطلق فعالياتها اليوم بعد أن تم الاطمئنان على كل الترتيبات التي أعدّتها الوساطة الأفريقية لضمان نجاح تلك القمة التي تُصب في مصلحة الخرطوم وجوبا. وعقد رئيس الوزراء الأثيوبي، لقاءً مغلقاً استمر لأكثر من ساعتين مع الرئيس البشير فور وصوله أديس أبابا أمس، بمشاركة ثابو امبيكي رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى مستبقاً به قمة البشير - سلفا كير. وأبان الفريق عبد الرحمن سر الختم سفير السودان لدى أثيوبيا أن اللقاء كان مغلقاً ولم ترشح أية معلومات بشأن ما دار فيه، وتوقع السفير لقاءً مماثلاً من رئيس الوزراء الأثيوبي ورئيس الآلية الأفريقية مع رئيس دولة الجنوب سلفا كير. ورغم تأكيد السفير في حديثه ل (الرأي العام)، أن اللقاء اقتصر على ثلاثتهم إلاّ أنّه أكّد أنّ الغرض منه هو خلق منطقة تلاقي وسطى بين الطرفين في القضايا محل الخلاف، واعتبر وصول الرئيسين إلى أديس أبابا في حد ذاته يمثل استجابة لطلب رئيس الوزراء الأثيوبي وتقديراً للجهود التي يبذلها إضافة إلى أنه يمثل جدية الطرفين على تسوية خلافاتهما عبر الحوار. وتوقّع أن يكون ركز بشكل أساسي على الاتفاقيات الموقعة وملفات الخلاف حولها التي تشكل أبيي والحدود أبرزها، بجانب العمل على وضع خارطة طريق من قبل الاتحاد الأفريقي تنفذ عبر الطرفين وصولاً لحلول القضايا كافة. ونفى السفير سر الختم أن تكون هنالك أية اجتماعات للجان فنية أو وجود لشركاء آخرين خلاف الرئيسين ورئيس الآلية الأفريقية في التحركات التي تجرى حالياً بأديس أبابا. وكان ديسالين التقى سلفا كير بحضور امبيكي بذات الخصوص. وتبحث القمة اليوم القضايا العالقة وتسريع تنفيذ اتفاقية التعاون بين البلدين التي اتفق الرئيسان عليها في سبتمبر الماضي والتي تقضي باستئناف صادرات النفط وتأمين الحدود. وعلى الصعيد، رحب بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، بالإعلان عن اجتماع رئيسي البلدين في أثيوبيا، وحثهما على العمل لحل كل المسائل العالقة بين البلدين. وأصدر المتحدث باسم كي مون بياناً أوضح فيه أن الأمين العام يرحب بعقد قمة بين الرئيسين بضيافة رئيس الوزراء الأثيوبي بتسهيل من الرئيس ثابو امبيكي رئيس اللجنة التنفيذية رفيعة المستوى في الاتحاد الأفريقي. وأضاف بأن كي مون يشجع الرئيسين على معالجة المسائل العالقة بين السودان وجنوب السودان بشكل حاسم، بما في ذلك ترسيم الحدود والأمن والوضع النهائي لمنطقة أبيي، وتفعيل الآليات الأمنية المتفق عليها عند الحدود وتطبيق كل الاتفاقيات الأخرى الموقعة في 27 سبتمبر 2012م. وأكّد أنّ الأممالمتحدة مستعدة لدعم الطرفين على تنفيذ اتفاقاتهما والمساعدة في حل الخلافات المتبقية.