التوسع الذي شهده مجال التعليم خلال السنوات الماضية ، وزيادة حجم المؤسسات التعليمية الخاصة ، شهد اقبالا وتدفقا طلابيا هائلا ، ورغم بعد المسافات .. فان الاسر تفضل دائما المؤسسة التعليمية التي تقع خارج نطاق المدينة ، ربما للشهرة التي ميزتها ، وجودة السمعة ، والتفوق الاكاديمي .. ووصول الدارسين الى تلك المؤسسات في وقت مبكر مسألة مقدور عليها ، فهناك وسائل نقل لترحيل الطلاب .. لا يقتصر الترحيل على طلاب المدارس وحسب ، بل اطفال الرياض ، اذن فان مسألة ترحيل الطلاب امر اقتضته الضرورة ، ليساعد على راحة الاسر وابنائها ، لكن هناك سلبيات كثيرة تشوب عملية الترحيل قد لا نوليها إهتماما لكنها خطيرة ، تتعلق بالضوابط ، وكيفية النقل ، ومواصفات العربات المستخدمة ، تقع عواقب ذلك الخطر على اطفال الرياض بشكل اكبر . درجت المؤسسات التعليمية الخاصة (مدارس ، رياض اطفال ) ، على استخدام عربات ( هايس ) في ترحيل منتسبيها من الاطفال والطلاب ، ومن الملاحظ ان كل وسائل النقل المستخدمة اتسمت بالتكدس الواضح للاطفال داخل عربات الترحيل ، ويمكن ملاحظة الامر بالنظر الى اية عربة ترحيل عند مرورها داخل الاحياء السكنية ، او في الشارع العام ، هذا ناهيك عن السرعة العالية التي تسير بها ، وما ينتج عن ذلك من حوادث سير يروح ضحيتها هؤلاء الصغار، كما حدث العام الماضي بمدينة جبرة .. تكدس الصغار داخل تلك المركبات يمثل خطورة كبيرة على سلامتهم وصحتهم ، والخطر الاكبر يتمثل في تفشي الاوبئة والامراض الصيفية والشتوية بين الاطفال ، والملاحظ ان اغلب عربات النقل غير مؤمنة او مستوفية لشروط المواصفات والمقاييس ، مما يساعد على وقوع الحوادث.. واليوم ظهرت بوادر ازمة جديدة اوجدتها المدارس ورياض الاطفال بالاحياء والمناطق الطرفية ، حيث تستخدم الركشات وسيلة لترحيل الطلاب والاطفال وهذا يرفع من وتيرة المخاطر . عدد كبير من اولياء امور الطلاب تؤرقهم سياسة الترحيل المعمول بها ، وجهوا رسالة الى سائقي المركبات بان لا يحملوا اكبر من العدد المحدد في المركبات سعة ال(25) راكبا ، او (12) راكبا ، مع ضرورة اتخاذ الاجراءات القانونية حال مخالفة الامر من اجل سلامة ابنائهم ، والاقتداء بتجارب الدول الاخرى ، حيث تحظى عملية ترحيل الطلاب باهتمام واسع على مستوى الجهات الحكومية المسؤولة ، في إطار ذلك ناشد المواطن (بدر الدين بخيت ) المسؤولين في وزارة التربية والتعليم ، لوضع حد لظاهرة تكدس الاطفال في حافلات النقل الخاصة برياض الاطفال والمدارس معا ، والتي تفتقد بعضها لإجراءات السلامة والسير على الطرقات ، على الرغم من قيام الاهل بدفع الأموال اللازمة لتأمين المواصلات ، ودعا المدارس ورياض الأطفال بالإشراف على مركبات ترحيل التلاميذ بتوجيه السائقين لمراجعة مركباتهم قبل الترحيل ، ونادى أصحاب مركبات الترحيل بمراجعة المركبات ورخص القيادة وترخيص المركبة وتأمينها .