جَدّدت بريطانيا التزامها بتحقيق السلام والتنمية في السودان، وأعلنت عزمها إعفاء ديون السودان لديها البالغة بليون دولار أمريكي إعفاءً كاملاً، لكنها رهنت ذلك بحل النزاعات الداخلية وضمانة أن يستخدم إعفاء الديون في الإنفاق على الصحة والتعليم، ونفت صلتها بوثيقة (الفجر الجديد) او تمويلها لأية أنشطة للجبهة الثورية. وقالت لين فيذرستون وزيرة التعاون الدولي: (نحن لا ندعم اتخاذ العنف وسيلةً للتغيير). ودعت في أول زيارة لها إلى السودان، الحكومة للتحلي بالشجاعة التي أنجزت بها اتفاقية السلام الشامل وانفصال دولة الجنوب لاستكمال عملية السلام مع الجنوب وتثبيت السلام والاستقرار بدارفور، وعبرت عن قلق بلادها إزاء استمرار النزاعات في النيل الأزرق وجنوب كردفان، وحثت الأطراف كافة للدخول في حوار مباشر وغير مشروط حول القضايا السياسية والإنسانية، وأبدت استعداد بلادها لتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين في المنطقتين حال أزيلت قيود الوصول. وحول المفاوضات بين السودان والجنوب، قالت الوزيرة إن بلادها تلقت طلباً من الدولتين لتقديم الخبرة الفنية والوثائق التاريخية للإسهام في حل قضية الحدود والمسألة الأمنية، وقدمت بريطانيا كل الوثائق المطلوبة، فضلاً عن المشورة الفنية وتمويل المفاوضات، إضافةً لإعارة الملحق العسكري للسفارة البريطانية في الخرطوم للعمل كرئيس للجنة الأمنية التابعة للإتحاد الأفريقي، ودعت البلدين بشكل مُتوازٍ لتنفيذ الاتفاقيات الموقعة بينهما لأنها تصب في مصلحة الشعبين. واختتمت الوزيرة البريطانية أمس، زيارة للسودان استغرقت ثلاثة أيام التقت خلالها بوكيل وزارة الخارجية ورئيس السلطة الإقليمية لدارفور وزارت ولايات شمال وجنوب دارفور لتفقد المشاريع الإنسانية والتنموية التي تمولها بلادها. ورداً على سؤال حول تقييمها للأوضاع بدارفور خلال مؤتمر صحفي بمقر إقامة السفير البريطاني في الخرطوم أمس، رهنت تحسن الأوضاع الأمنية والإنسانية بتطبيق اتفاقية الدوحة للسلام، وكشفت عن خطط طموحة لدعم التنمية التي تشمل برامج تتعلق بالصحة والتغذية لثلاثة ملايين شخص سنوياً وتوفير المياه النظيفة لثمانية آلاف شخص بحلول العام 2015م، ودعم عشرين ألف شاب للحصول على فرص التعليم والتدريب وتحسين فرص الوصول لخدمات الأمن والعدالة ل (250) ألفاً من النساء والفتيات. وقالت إنّ الهدف من زيارة دارفور الوقوف على تجربة الشرطة المجتمعية التي تُموِّلها بريطانيا ومرحلة التحول من المساعدات الإنسانية للمساعدات التنموية للقضاء على الفقر والإسهام في الحد من النزاعات، وأضافت: لقد رأيت تأثير البرامج التي ننفذها على حياة الناس وسنظل على التزامنا تجاه السودان بدعم الشعب والمؤسسات السودانية سياسياً ومالياً حتى يمكنهم بناء بلد أكثر استقراراً وازدهاراً يحتضن تنوعه المثير للإعجاب.