فشلت القمة المغلقة بين الرئيسين عمر البشير ونظيره الجنوب سوداني سلفا كير ميارديت التي عُقدت بأديس أبابا أمس، في التوصل إلى اتفاق بشأن القضايا موضوع الحوار التي كان ينتظر أن تحسمها القمة بعد تحويلها لهما عقب فشل اجتماعات اللجنة السياسية الأمنية الأخير في الاتفاق بشأنها. وقالت مصادر قريبة من القمة ل (الرأي العام) أمس، إن الجلسة استمرت نحو ساعتين للوصول إلى اتفاق، غير أنه لم تثمر. وأضافت المصادر بأن الرئيسين تحولا بعد ذلك مساء أمس إلى جلسة مغلقة مع القادة الأفارقة وتركزت الجلسة على خلافات السودان والجنوب، وتحدث في الجلسة مواي كيباكي الرئيس الكيني، وذكر المصدر أن د. نكوسازانا دلاميني زوما رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي تحدثت عن مشكلات حالت دون اتفاق الرئيسين. وعلمت (الرأي العام) أن الجنوب تقدم باشتراطات جديدة فيما يلي قضية (14 ميل)، بجانب تمسكه بأولوية ملف النفط، وحسم قضية أبيي التي تمسك السودان بحلها وفقاً للبروتوكول المعروف. فيما نقلت قناة (الشروق) أمس، عن باقان أموم كبير مفاوضي الجنوب قوله، إن سبب فشل القمة يرجع إلى تعنت الخرطوم وتنصلها عن الاتفاقيات. وتناولت قمة الرئيسين الموضوعات الخلافية التي برزت في الاجتماعات الأخيرة ومن بينها تشكيل المجلس التشريعي لأبيي وقضية (14 ميل) وتشكيل آليات لوقف الإيواء والدعم للتمرد والحركة الشعبية قطاع الشمال، إضَافَةً للمناطق الخمس المتنازع عليها. وعُقدت قمة البشير - سلفا بحضور توماس بوني ياي رئيس الإتحاد الأفريقي، رئيس جمهورية بنين وثابو امبيكي رئيس لجنة الإتحاد الأفريقي رفيعة المستوى. وفي السياق، نقلت (سونا) عن زوما قولها إنه تم إحراز تقدم في مجال العلاقات بين دولتي السودان بسبب المتابعة اللصيقة لرئيسي البلدين لمسار الاتفاقيات الموقعة بينهما. وقالت زوما لدى مخاطبتها الجلسة الافتتاحية لمجلس السلم والأمن الأفريقي على مستوى الرؤساء، إن الوضع بين دولتي السودان يمثل تحدياً كبيراً للقارة لتحقيق ثقتها في فض النزاعات الأفريقية في إطار البيت الأفريقي. وأضافت بأن الوضع ما زال معقداً بسبب النزاعات في جنوب كردفان والنيل الأزرق، وأشارت إلى أن الوساطة الأفريقية تسعى الآن لتطبيق خارطة الطريقة التي اعتمدها المجلس في أبريل الماضي والتي تقوم على الحوار. وحثت زوما البلدين لبذل مزيد من الجهود للوصول إلى اتفاق يحل القضايا العالقة بينهما. وثمّنت جهود اللجنة الأفريقية الرفيعة لتقريب وجهات النظر وصولاً لعلاقات طبيعية بين البلدين. وأكدت أن التطورات التي تجري في مالي سببت أزمة في القارة، وأدانت الاعتداء على المواقع الحكومية في مالي من قبل بعض الجماعات، وثمنت جهود فرنسا والايكواس لإدخال قوات أفريقية وفرنسية لحفظ النظام في مالي. واستعرض الرئيس البشير في كلمة ألقاها مساء أمس أمام اجتماع مجلس السلم والأمن، تطورات الوضع في السودان والتقدم الذي تم إحرازه في تنفيذ الاتفاقيات الموقّعة مع دولة الجنوب. وكان البشير والوفد المرافق له وصلا أديس ظهر أمس للمشاركة في القمة العادية العشرين للاتحاد الأفريقي التي تُعقد في مقر المنظمة بأديس وتستمر يومين. وكان في استقباله بمطار أديس عدد من كبار المسؤولين بالحكومة الأثيوبية وعلي كرتي وزير الخارجية والفريق عبد الرحمن سر الختم سفير السودان لدى اثيوبيا وأعضاء السفارة. ويرافق البشير وفد يضم الفريق أول ركن بكري حسن صالح وزير رئاسة الجمهورية والفريق أول ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع والفريق أول مهندس محمد عطا المولى مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني. ويشارك البشير في قمة الهيئة الحكومية للتنمية (إيقاد) وقمة مبادرة الشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا (نيباد)، بجانب قمة الإتحاد الأفريقي غداً الأحد. ويتوقع أن يجري البشير عدداً من اللقاءات مع رؤساء الدول والحكومات الأفريقية لبحث القضايا الأفريقية والعلاقات الثنائية.