نصبت لي الأيام فخاً حين كُلفت بقيادة فريق يستوجب عليه إنجاز مهمة عاجلة ودقيقة، بدأت ُ الرحلة شعلة حماس وبروحٍ حبلى بالأماني، وأنهيتها وقد أجهضتْ الأماني وتكلس رماد الحماس ولم يبق سوى سؤال يكتبه زبد البحر ويمحوه قبل أن أجد له إجابة... لماذا نحن هكذا؟ تكون فريقي من عدد من الأفراد يقل عن العشرين، ولكنهم شعوبًا وقبائل، القبيلة الأولى جماعة الشكاية البكاية وهذه القبيلة بحاجة دائمة لتفريغ نفسي( الأولاد قدوا الجيب، الزوج اتكالي، أو الزوجة نقناقة، أهل الزوج خربوا البيت، النسيبة مصيبة، غلاء المعيشة، نشف الريق)، هؤلاء لا يعملون ولا يتركون الآخرين يعملون، يصيبوك بصداع نصفي وشلل رعاش. القبيلة الثانية الشماتة التي تتميز بحبها للخير ولكن بطريقتها، تنصحك بعمل معين وإن خالفت تعليماتها فتلك كارثة؛ فلن تسلم من أمرين : إذا فشلت ترهنك للشماتة( أحسن ، تستاهل، لأنك ما تسمع الكلام عشان كده ما راح تفلح)، وإذا نجحت تذيب نضارة النجاح وتصيبه بالشحوب( صدفت معاك بالحظ لكن ما كل مرة تسلم الجرة). القبيلة الثالثة جماعة الله يستر متشائمون ويكرهون التغيير ويرفضون الأفكار الجديدة( الله يستر الكهرباء ما تنقطع، الله يستر ما تنطبق السماء على الأرض، الله يستر ما يموت فلان، الله يستر ما تنقلب السيارة، الله يستر ما تنفجر الكرة الأرضية) ترميك في بئر أسود أملس الجوانب لا قرار له، وتقلص نتائج عملك للحد الأدنى من النجاح إن وجد. الشعب الرابع الغيور ينتقد نجاح الآخرين وبرغم أنه يتمنى أن يكون مثلهم؛ ولكنه لا يستطع فيصاب بداء النخر الديكي( الحاجة دي غالية شديد، في المحل الفلاني بنص السعر، أنا لو يدوني ليها ببلاش ما بشيلها). القبيلة الخامسة مدعية المعرفة، وهذه الجماعة ما تريحك ولا تتركك تتحدث( لو قلت الفُرق الشيعية ترد قائلة أيوة دي اللعبت في كأس العالم سنة مائة قبل الميلاد، لو قلت ليبرالية تقول أيوة دي من سلالة يأجوج ومأجوج، والمبالغة لو قلت قناة فالوب تقول في المحيط الهندي)، هذه الجماعة تحبط جميع خطط النجاح. القبيلة الأخيرة المتصنعة للدلع والكلام نصفه إنجليزي ونصفه عربي( فكرة نايس، لبست الشوز) لأن جدهم الثالث مغربي وجدهم الرابع يمني والخامس فرنسي وبعضهم ينتمون لأصول يابانية لذلك هم لا يفطرون إلا كرواسون والغداء سوشي، وما في عشاء لزوم الرجيم، ولازم الشنطة ماركة، واشترتها من دبي، والإكسسوار سواروفسكي والساعة بولجري، وهذه طبعاً فئة استعراضية الكلام أكثر من العمل، أما أنا فقد أصبحت مؤخرًا من جماعة الله يستر ترقص الجلطة على أبواب شرايني، ولابد من الاستعداد لإجراء عملية قسطرة.