طالب الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي، بضرورة مراجعة التحالفات السياسية لتكون فاعلة، وقال إن تحالف قوى الإجماع الوطني هو تحالف الحد الأدنى للمعارضة لمواجهة أزمات البلاد الراهنة وأضاف بأن التحالف يعاني منذ تكوينه من علل أساسية في هيكلته وبرامجه، أثّرت على أدائه الذي اتسم بضعف الحراك الإعلامي والجماهيري والتعبوي وضبابية الأجندة وتصادم المصالح، فلم يحدث اختراقات حقيقية في المشهد السياسي ويتفاعل مع قضايا المواطن والمجتمع. وقال المهدي في مؤتمر صحفي أمس: نريد جسماً فعّالاً للمعارضة، لذا طرحنا فكرة إعادة هيكلة التحالف ليمتلك الوسائل التي تحركه، والاتفاق على تغيير اسمه لجهة أن ليس به إجماعاً، على أن يتواءم ذلك الاسم مع الواقع السياسي والفكري، وألاّ تكون رئاسته دورية وحسب، بل تكون محايدة حسب أوزان الأحزاب، ونفى المهدي سعي حزبه للسيطرة على التحالف أو لرئاسته، وقال: ليس لدينا تطلع لذلك بسبب مشغوليات الحزب الداخلية والخارجية ووفرة منابره. وَعَابَ المهدي على التحالف عدم فاعليته، ودلل على ذلك بقوله: (يمشي زول يوقع على وثيقة فيها الحياة والموت دون أن يكون لديه تفويض)، ووصف ذلك ب (التسيب التام)، وقال إن الأمة سيسخِّر كل إمكاناته لاستقطاب قوى التغيير غير المنضوية تحت مظلة التحالف ليضم قوى النظام الجديد كافة في برلمان شعبي. وأكد المهدي أن الحوار بين الأمة والأطراف كافة بمن فيها حاملي السلاح سيكون مفتوحاً، وعدّ ذلك واجباً وطنياً، وقال إنه ليست لدى الأمة (قشة مُرة) مع أحد، وأبان أن حوار الأمة ومجموعة (السائحون) تأتي في هذا المعنى، وأضاف بأنّ للحزب ساقين إحداهما تسعى للسلام والأخرى للديمقراطية، واستبعد العنف والاستعانة بالخارج لتحقيق أي من تلك الأهداف، ودعا المؤتمر الوطني للحوار مع قطاع الشمال لجهة أن لديه سنداً شعبياً وقوة اجتماعية، وقال إن الحكمة في إدارة حوار مع المختلفين معك في الرأي والاتفاق على إعطاء الحقوق لأهلها. واشتكى المهدي من الحديث عن الأحزاب بصيغة المطلق، وقال: لابد من التفريق والتمييز بين حزب (الصندل) والأحزاب (الطرور) ووضع معايير لذلك، وأضاف بأنهم يتعاملون مع الإعلام لإبراز الحقائق، وليسوا كالآخرين (المتلبدين) الذين يتعاملون مع الإعلام بمفهوم (عسكر وحرامية).