اعتصمت نهار أمس أسرة المريضة (الزينة محمد أحمد)، أمام البوابة الرئيسية لمستشفى الزيتونة بالخرطوم وهي تحمل لافتات تندد بإدارة المستشفى ومالكها، مطالبين بإنقاذ والدتهم التي ظلَّت أحشاؤها خارج بطنها لمدة (45) يوماً - على حد قولهم - موضِّحين في لافتاتهم أنهم ذهبوا للبروفيسور مامون حمّيدة مالك المستشفى، وزير الصحة بولاية الخرطوم، وقال لهم: (اتصرَّفوا). وقال المعتصمون أمام الزيتونة ل (الرأي العام)، إن والدتهم أُدخلت يوم 22 أبريل من العام الماضي لمستشفى الزيتونة وهي تعاني من فشل كلوي حاد، وأُجريت لها عملية نقل كِلية من ابنها (مصعب ابراهيم عثمان)، وبعد إجراء العملية أُصيبت بأعراض مرضية جديدة، ما دعا أسرتها لنقلها لتلقي العلاج في القاهرة. وأبانوا أنها فور عودتها من مصر أُصيبت بإمساك وورم، فأعادوها مرَّة أخرى لمستشفى الزيتونة. وأوضح الأبناء ل (الرأي العام) أنهم أخبروا إدارة المستشفى بعزمهم نقلها إلى القاهرة مرَّة ثانية، لكن إدارة (الزيتونة) أقنعتهم أن تتم إزالة الكلية بالمستشفى - حسب إفادات أسرة المريضة -، فأجريت لها عملية جراحية في العاشر من يناير المنصرم ليتفاجأوا بعد عدة أيام بأن جروح والدتهم طريحة الفراش بالعناية الفائقة بالمستشفى حتى الآن لم تلتئم، وأن أحشاءها خارج البطن وفاقدة لوعيها. من جانبه، قال د. خالد حسن سعد مدير عام مستشفى الزيتونة ل (الرأي العام)، إنّ المريضة الزينة ما زالت طريحة الفراش بغرفة العناية المركزة، وأُجريت لها عملية نقل كلية قبل عام وهي تحت المتابعة الطبية والإدارية، وأضاف: (لا يوجد أي تقصير من جانب المستشفى). وكشف د. خالد أنهم جلسوا مع أسرة المريضة عدة مرات، وأكد أن المستشفى تهمها صحة المريضة في المقام الأول، وقال: (نعذرهم على وقفتهم الاحتجاجية، ونتقبل ما حدث منهم دون تذمر، لأننا على يقين بأننا نؤدي واجبنا نحو كل مريض بمسؤولية تامة). من ناحيته، قال د. كمال أبو سن اختصاصي جراحة الكُلى ل (الرأي العام)، إن المريضة الزينة مصابة بفشل كلوي، وزرعت لها بنجاح كلية قبل عام، وبمرور الوقت رفض جسدها الكلية، فسافرت بها أسرتها إلى القاهرة، وبعد عودتها حدثت لها مضاعفات وأصيبت بقرحة في المعدة ونقص في الصفائح الدموية، وكانت طوال الفترة الماضية قيد الغسيل الكلوي، وأصيبت بآلام حادة بسبب الكلية المرفوضة، ما دعا الأطباء لإزالة الكلية المرفوضة عندما سمحت ظروفها الصحية بذلك. وأكد د. كمال أنه أجرى أكثر من ألف عملية زراعة ونقل كلى داخل وخارج السودان، وأن حياة المريضة الزينة تهمه، وكل مريض يأتي إليهم باحثاً عن الشفاء، وهو بيد الله رب العالمين، وجدد بأنه لا تقصير طبي تجاهها، متمنياً لها عاجل الشفاء. من جهته، قال إسماعيل عبد المحمود الأمين العام لمستشفى الزيتونة: أجرينا (41) عملية كللت بالنجاح، والمريضة الزينة مثل والدتنا، ولا يوجد تقصير تجاهها، وأضاف: (أبوابنا مفتوحة لمن أراد التأكد من الحقائق حول أية حالة مرضية بالمستشفى).