مناوي: المدن التي تبنى على الإيمان لا تموت    الدعم السريع يضع يده على مناجم الذهب بالمثلث الحدودي ويطرد المعدّنين الأهليين    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    بالصورة.. "حنو الأب وصلابة الجندي".. الفنان جمال فرفور يعلق على اللقطة المؤثرة لقائد الجيش "البرهان" مع سيدة نزحت من دارفور للولاية الشمالية    بالصورة.. "حنو الأب وصلابة الجندي".. الفنان جمال فرفور يعلق على اللقطة المؤثرة لقائد الجيش "البرهان" مع سيدة نزحت من دارفور للولاية الشمالية    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    القادسية تستضيف الامير دنقلا في التاهيلي    تقارير تتحدّث عن قصف مواقع عسكرية في السودان    بمقاطعة شهيرة جنوب السودان..اعتقال جندي بجهاز الأمن بعد حادثة"الفيديو"    اللواء الركن"م" أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: الإنسانية كلمة يخلو منها قاموس المليشيا    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالفيديو.. عودة تجار ملابس "القوقو" لمباشرة البيع بمنطقة شرق النيل بالخرطوم وشعارهم (البيع أبو الرخاء والجرد)    مانشستر يونايتد يتعادل مع توتنهام    ((سانت لوبوبو الحلقة الأضعف))    شاهد بالصورة والفيديو.. حكم راية سوداني يترك المباراة ويقف أمام "حافظة" المياه ليشرب وسط سخرية الجمهور الحاضر بالإستاد    شاهد بالفيديو.. مودل مصرية حسناء ترقص بأزياء "الجرتق" على طريقة العروس السودانية وتثير تفاعلا واسعا على مواقع التواصل    بالصورة.. رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس: (قلبي مكسور على أهل السودان والعند هو السبب وأتمنى السلام والإستقرار لأنه بلد قريب إلى قلبي)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    شاهد بالفيديو.. "بقال" يواصل كشف الأسرار: (عندما كنت مع الدعامة لم ننسحب من أم درمان بل عردنا وأطلقنا ساقنا للريح مخلفين خلفنا الغبار وأكثر ما يرعب المليشيا هذه القوة المساندة للجيش "….")    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بالصور.. أشهرهم سميرة دنيا ومطربة مثيرة للجدل.. 3 فنانات سودانيات يحملن نفس الإسم "فاطمة إبراهيم"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    عقد ملياري لرصف طرق داخلية بولاية سودانية    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بن ما في
نشر في الرأي العام يوم 17 - 10 - 2008

حضر رئيس محلية (الإيصال إنقطع) إلى مكتبه كالعادة فى العاشرة صباحاً .. قام بوضع عدد من صحف اليوم وجدها على سطح مكتبه وما أن بدأ فى تصفحها حتى ضغط على (الجرس) ليأتيه مدير مكتبه مهرولاً : ------ - شوف ليا الود بتاع (البوفيه) ده ما جاب ليا القهوة بتاعتى لى هسه ليه؟ - والله سعادتك أنا كلمتو مما إنت جيت لكن ... - لكن شنو؟ - لكن فى الحقيقة (البن) فى البوفيه كمل. - طيب ما عندكم (النثرية) بتاعة المكتب ما تديهو يشترى ليهو بن. - والله سعادتك النثرية ذاااتا كملت ليها كم يوم. - طيب ما مشيت (القسم المالى) شلت منهم قروش على بند (النثرية) ليه؟ - مشيت وقالو الخزنة فااضية وما فيها قروش ! - بتقول شنو؟ خزنة محلية (الإيصال إنقطع) ما فيها قروش .. والله ده كلام ... كدى نادى ليا المدير المالى ده ! يغيب (عبدالقوى) مدير مكتب رئيس المحلية لدقائق بينما رئيس المحلية يقطع المكتب جيئة وذهاباً وهو يصفق بكلتا يديه فى إندهاش وغضب ، يدخل (عبدالقوى) ومعه ( الأمين) المدير المالي والذى تبدو عليه علامات الإرتباك. - فى شنو سعادتك؟ - كمان بتسألنى فى شنو؟ بندخل لينا (ستة مليارات جنيه) إيرادات فى الشهر والليلة يوم حداشر فى الشهر خزنتك تكون فاضية وما فيها (مليم أحمر)؟ - والله سعادتك بس الشهر ده كان علينا أعباء كتيرة وناس كتار كانو عاوزين مننا قروش ... شركات الإتصالات عاوزة يدفعو ليها فواتير الموبايلات بتاعة الموظفين وكمان ما تنسى الإحتفال بتاع المحلية الأخدت فيهو (نجمة الإنجاز) لأنها حققت أكبر ربط بتاع (إيرادات) بدون ما تقدم خدمة واااحدة.. أها شوف القروش الدفعناها فى إيجار الكراسى والصيوانات والساوند سيستم والمكرفونات والفنانين .. وكمان قروش الإضاءة واللمبات و كمان قروش الخمسمية (نفر) الأجرناهم عشان يهتفو لينا ! - معقولة بس ؟ الحاجات دى تكون بى كم مليار؟ - ليه ما معقول سعادتك ؟ (البارد) بتاع الإحتفال ده براهو بى مية وعشرين مليون من شركة (الماء الزلال) ده غير (التلج) بس بى اربعة وعشرين ! - خلاص خلاص بعد شوية ح تقول ليا مناديل ورق بى عشرة ملايين و(فول حاجات) بى خمسطاشر مليون - لا ما بى خمسطاشر بى خمسة بس ! - مواصلاً- والله أنا شايف سعادتك الإيرادات دى ما كفاية ولازم المواطنين ديل يساعدونا شوية فى الحكايه دى ! - يساعدونا كيف يعنى تفتكر ؟ - الحكاية ما عاوزة ليها (إفتكارات) سعادتك .. بس تنادى سعادة المستشار بتاع المحلية لإبتكار (الجبايات) وتكلمو يشوف ليهو طريقة إيرادات جديدة وهو ح يجيهك تمااام ! - طيب وراجى شنو ما تمشى تناديهو ليا. عبدالمنتقم يقترح : يدخل (عبدالمنتقم) مستشار المحلية لإبتكار الجبايات إلى مكتب رئيس المحلية بعد أن تم إستدعاؤه وما أن يراه الأخير حتى يهب واقفاً وهو يصيح: - ألحقنا يا دكتور .. مصيبة.. إبتلاء .. مصيبة.. إبتلاء - الله لا جاب المصائب والإبتلاءات يا ريس مالكم فى شنو؟ - الخزنة يا دكتور الخزنة ؟ - مالا فى واحد من الموظفين (لحسا) زى السنة الفاتت ؟ - لا .. لا .. تصور إنو الليلة يوم حداشر فى الشهر وفاضية وما فيها ولا (فرطاقة) ؟ - كيف يعنى؟ أُمال قروش (الجبايات) والرسوم الأنا كل يوم ببتكر ليكم فيها دى بتمشى وين ؟ - ما كفاية يا دكتور .... ما كفاية ! - شنو سعادتك الما كفاية ؟ محلية (الإيصال إنقطع) دى بتحقق أعلى نسبة إيرادات بين المحليات وما تنسى قبل كم يوم شلنا (نجمة الإنجاز) فى تحقيق نسبة أعلى إيرادات. - آآى لكن إنت ناسى إنو منصرفاتنا كتيرة ؟ لازم تشوف ليك طريقة نزيد بيها الإيرادات دى ! - والله يا سعادتك ما عارف أقول ليك شنو ؟ نحنا المواطنين ديل ما خلينا ليهم حاجة واااحدة (مجانا) .. كلو عليهو رسوم أنا براى السنة الفاتت دى (إبتكرت) ليكم (453) جباية ! - (453) جباية (496 ) أنا عاوزك بى سرعه تشوف لينا جباية جبايتين تلحقنا ليهم عشان شوية الإيرادات بتاعتنا دى تكفينا . - والله ما أظن تانى فضلت حاجة ندفعهم عليها قروش ، البيوقف عربيتو فى الشارع بنشيل منو (ألف جنيه) رسوم (وقوف) والعاوز يعمل (حفلة) فى بيتو بنشيل منو (خمسين ألف) رسوم إقامة مناسبة والنفايات (المردومة) قدام بيوتهم لمن (ريحتا فاحت) دى بندفعهم عليها رسوم وال - (مقاطعاً) : ده أنا كلو يا سعاده المستشار عااارفو ... إنت بس فكر لينا فى حاجة سريعة نلم بيها لينا قرش قرشين بى سرعة نملأ بيهم الخزنة دى ! أنا عارف عندك أفكار خطييييرة! - خلاص سعادتك خلينى أمشى أقعد فى مكتبى شوية أشرب ليا (فنجان قهوة) وأفكر ليكم فى (جباية مبتكره) من اللى هيا ! عبدالمنتقم يفكر : ما أن جلس عبدالمنتقم على مكتبه حتى ضغط على الجرس مستدعياً (عبدو) المراسلة. - بالله كلم بتاع (البوفيه) ده يجيب ليا فنجان قهوة مظبوط. - سعادتك (بن) فى البوفيه مافى. - طيب خلاص أمشى جيبو ليا من أى واحدة من ستات الشاى القاعدين برة المحلية ديل ! تأخر (عبدو) فى إحضار (القهوة) ، بدأت علامات (الزهج) تبدو على وجه (عبدالمنتقم) الذى توقف عن الكتابة على الأوراق التى أمامه وأخذ يذرع المكتب جيئة وذهاباً ، ثم بعد وقت غير قصير يفتح باب المكتب ليدخل (عبدو) وهو يحمل (صينية) صغيرة بها (فنجان) قهوة و(سكرية) وملعقة. - (فى زجر) : إنتا بتتأخر كده بتمشى وين؟ - ما مشيت حتة يا سعادتك بس البت بتاعت (الشاى) دى الزباين بتاعنها كتار يجى خمسين واحد واقف ليها العاوز (شاى بى لبن) والعاوز (شاى سادة) والعاوز (قهوة) والعاوز (نعناع) ! هنا لمعت فى رأس (عبدالمنتقم) فكرة جهنمية خطيرة فقام بإرتشاف فنجان القهوة سريعا ثم إتجه نحو مكتب رئيس المحلية تتكيفون : - أها أكيد لقيت لينا مخرج ؟ أنا عارفك خطرى. - شوف يا سعادتك نحنا زى ما المرة الفاتت منعنا الأولاد (الشيالين) الفى السوق البسوقو (الدرداقات) وأممنا الشغلانية دى وعملناها (شركة) وقطعنا رزقهم كمان نقوم (نأمم) محلات الشاى ونخليها (شركة) تابعة للمحلية - مواصلاً - بس شوف محلية (الإيصال إنقطع) دى فيها كم (ست شاى) ؟ يعنى لو قلنا عندنا تلاتة آلاف (ست شاى) والواحدة بتربح ليها فى اليوم (تلاتين الف) شوف (إيراداتنا) ح تكون كم ؟ - (مبتسماً متهللاً) : والله فكرة بت لذينا ... لكن بس ناس (حقوق الإنسان) ومنظمات (المجتمع المدنى) و(الصحافة) والما بعرفو شنو داك ح يجو ناطين ويقولو ليك ده (قطع أرزاق) والناس ديل قاعدين يعولو أسر وأيه ما عارف. - بسيطة يا ريس .. الرد يكون جاااهز ونخلى (الإعلام بتاعنا ) يركز عليهو. - اللى هو شنو؟ - نورى إنو الأماكن بتاعة ستات الشاى ديل بقت مكان لتخطيط (الجريمة المنظمة) وإنو بيجمعوا حواليهم المجرمين والعطالة وبقت أماكن لتوزيع الخمور والمخدرات وأصبحت تهدد أمن وسلامة المجتمع بشكلها العشوائى ده وإنو كان لازم الدولة ممثلة فى المحلية تتدخل لإيقاف هذا العبث ! - ينصر دينك يا دكتور عبدالمنتقم !! والله عندك أفكار تودى فى داهية ! بالله أشرح للمستشار (القانونى) للمحليه الكلام ده وخليهو يبدأ فى تأسيس الشركة لحدة ما أنا أختف (كراعىا) أمشى (الصين) أتعاقد ليا على شحنة (كفتيرات) وكبابى ومعالق وكوانين للمشروع ! حملة إعلامية : إنتظمت محلية (الإيصال إنقطع) أعمال تشييد وتركيب مبان جاهزة متشابهة فى الأماكن الإستراتيجية وأماكن التجمعات ما أن أصبحت جاهزة حتى تم تنفيذ (كشة) شاملة تم بموجبها منع جميع (ستات الشاى)من العمل على أن يتم إستيعابهن كعاملات فى (شركة تتكيفون) إن أردن ذلك ! وبدأ التعريف عن (الشركة) عبر الوسائط الإعلامية حيث تمت إستضافة السيد رئيس المحلية فى احد البرامج الإذاعية على الهواء مباشرة : - سيداتى وسادتى .. أعزائى المستمعين يسرنى أن أستضيف فى هذه الحلقة من برنامج (مسئول وإعجاز) السيد رئيس محلية (الإيصال إنقطع) ليحدثنا عن مشروع (تتكيفون) .. مرحب بيك السيد رئيس المحلية. - بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين وبعد.. أشكركم على هذه الإستضافة - لو سمحت سعادتك بس تورينا الأسباب التى دعت لإنشاء هذا المشروع؟ - والله فى الحقيقه البداية أصلاً المحلية كانت (مفلسة) أقصد (مطنشة) حكاية (التسيب) البحصل العاملنو (ستات الشاى) ديل لكن لما الحكاية كترت قلنا ننظم المسألة شوية ! - وهسه سعادتك (ستات الشاى) ديل يعنى خلاص رزقهم إنقطع ؟ - أعوذ بالله أعوذ بالله .. نحنا معقول نقطع لينا رزق زول .. أعوذ بالله العلى العظيم .. كل المسألة بس إنو نحنا عاوزين نقدم الخدمة دى للمواطن بشكل (حضارى) يتناسب و(المشروع) بتاعنا وكمان عاوزين ننظم (الشغلانية) ليهن ! والعاوزة تواصل شغل فى الشركة معانا مرحب بيها ! - طيب ما ممكن تنظموها بدون (الشركة) دى؟ - طبعاً لا ... لأنو الشركة ح تأمن ليهم مستقبلهم وح يكون عندهم (مكافأة) ما بعد الخدمة وكمان ح ندخلهم تحت (مظلة) التأمين الصحى وكمان الواحدة بدل ما يكون دخلها مجهجه وكده ح يكون عندها (مرتب) يعنى دخل ثابت ! - لا والله يا سعادة رئيس المحلية ما قصرتو تب. - نقصر كيف؟ الرعية دى ربنا بيسألنا عنها يوم الندامة أقصد القيامة ! كتعريف بالشركة ومنتجاتها من (الشاى الحليب) والقهوة (المظبوطة) والنعناع والكركدى فقد قام مستشار الشركة لشئون (الإعلام) بتصميم بعض الإعلانات الإذاعية و(الكلبات) التلفزيونية إعلان (1) : - إنت وين يا صلاح يا ولدى طلعت بدرى قبل ما تشرب الشاى؟ - أنا يا أمى فى المكتب عندى شغل مهم - وما شربت ليك كباية شاى ! - كيف ؟ ما شربت ؟ أنا هسه قاعد مشغل (الفريون) وبتكلم معاك فى (التلفون) وقاعد أشرب فى كباية شاى (مظبطة) من شركة (تتكيفون) (صوت جهورى) .. الآن يمكنك أن تتصل على الرقم خمسة أصفار زيرو (خدمات توصيل الطلبات) لتصل إليك كباية (الشاى) الساخنة أو فنجان القهوة (المظبوط) أو الكركدى أو الحليب (الدسم) فى مكانك .. ثم صوت إنثوى مائع - ت ت ك ي ف و و و و ن ( أحلى شاى ) وأروع (قهوة) وأجمل ح ل ي ي ي ب ! إعلان (2) : - والله يا (عاصم) المحاضرة الأخيرة دى ما قدرت أفهم فيها حاجة. - كانت صعبة مش كده ؟ - لا ما صعبة بس كان عندى صداع شديد. - خلاص يلاكا نشوف لينا (ست شاى) نشرب لينا كباية شاى كاارب يفك ليكا الصداع ده. - إنت من زمن (ستات الشاى) ! - كيف ؟ - ما تقول ليا بقت شركة (هناى) ؟ - أيوااا .. بقت (تتكيفون) .. بدل ما تشرب الشاى فى الشمش تشربو تحت (الفريون) وبدل ما تقعد فى (بنابر قصيرة) جابو ليك مقاعد (وثيرة) ! - ودى وين كمان ؟ (نفس الصوت الجهورى) : فى كل مكان ح تلاقى فروعنا .. أكيد تتكيف من (مشروعنا) ! - الصوت الأنثوى- تتكيفون شااااهى وقهوووا ونعنااااع وكاكااااو (ولا أروع) ! ونتيجة لهذه الحملة الإعلانية وكذلك نتيجة لإحتكار الشركة لعملية بيع الشاى والقهوة للمواطنين فما أن بدأ العمل فى فروع ومنافذ بيع الشركة حتى إنهمرت الإيرادات على خزانة المحلية. فى فرع الشركة بالسوق المحلى يتزاحم المواطنون على (علوية) التى تنهمك فى غلى (الشاى) على الكفتيرة وإنزال (الشرقرق) من (النار) بينما الزبائن يتصايحون: - بالله قهوة سكر خفيف. - كباية شاى باللبن. - إتنين نعناع السكر بتاعهم برة. (علوية) تتناول منهم (الماركات) وتفاجأ بأن أحدهم يعطيها ورقة نقدية فترفضها قائلة : - أمشى جيب ليكا (ماركة) من الزول القاعد فى (الكاونتر) داااك حليل أيام بنمسك القروش فى إيدينا. بن مافى : حضر رئيس المحلية إلى مكتبه كالعاده فى العاشرة صباحاً .. بدأ فى قراءة صحف اليوم ثم ما لبث ان ضغط على (الجرس) ليأتيه مدير مكتبه مهرولاً: - شوف ليا الود بتاع (البوفيه) ده ما جاب ليا القهوة بتاعتى لى هسه ليه؟ - والله سعادتك أنا كلمتو مما إنت جيت لكن ... - لكن شنو؟ - لكن فى الحقيقة (البن) فى البوفيه كمل. - طيب ما عندكم (النثرية) بتاعة المكتب ما تديهو يشترى ليهو بن. - والله سعادتك النثرية ذاااتا كملت ليها كم يوم. - طيب ما مشيت (القسم المالى) شلت منهم قروش على بند (النثرية) ليه؟ - مشيت وقالو الخزنة فااضية وما فيها قروش ! - بتقول شنو؟ خزنة محلية (الإيصال إنقطع) ما فيها قروش .. والله ده كلام ... كدى نادى ليا المدير المالى ده ! يغيب (عبدالقوى) مدير مكتب رئيس المحلية لدقائق ثم يعود ومعه ( الأمين) المدير المالى والذى تبدو عليه علامات الإرتباك . - فى شنو سعادتك؟ - كمان بتسألنى فى شنو؟ خليك كدى من أى حاجة.. من العوائد ومن الرخص
ومن الجبايات ومن الرسوم ومن (شركة الدرداقات) وشركة (النفايات) ومن كل الشركات .. خليك من الحاجات دى كووولها .. الإيرادات بتاعة (تتكيفون) دى وينها !! المليارات بتاعة القهوة والشاى دى مشت وين ! - سعادتك براااحة برااحة أنا ح أفهمك ! - تفهمنى شنو ؟ نحنا ما لينا (سنتين) ما صرفنا على المواطن (مليم أحمر) .. القروش دى مشت وين ! - يا سعادتك أدينى فرصة أشرح ليك وأهو كل المستندات معاى - طيب أقعد ورينا. أول حاجة سددنا (تلاتة) مليارات (قسط أول) لشركة (السقف المرفوع) القامت بإنشاء الفروع ونقاط البيع وتانى حاجة ده إيصال بى مليار وخمسمية مليون بتاع قيمة الإعلانات فى قناة (الغروب) ودى كمان الفواتير بتاعة (إفتتاح المشروع) شئ (موية معدنية) من شركة (الماء الزلال) وشئ إيجار كراسى وشئ إيجار صيوانات وشئ إيجار مكرفونات من شركة (ورفهوا عن أنفسكم) وكمان ما تنسى (عدادات) الفنانين .. وكمان برضو ما تنسى سعادتك القروش القبضوها الناس القاعدين نأجرهم عشان يهتفوا لينا بى إنجازاتنا ! - معقول الحاجات دى تكمل لينا القروش الجات كووولها ! - معقول سعادتك لأنو كمان فى المنصرفات الثابتة .. فواتير موبايلات .. بنزين .. سفريات خارجية .. إعاشة وإقامة ... وأقساط عربات .. وده غير مخصصات مجلس الإدارة بتاع الشركة والمستشارين .. عندك مستشار الشركة (لشئون البن) السفرية بتاعتو (للبرازيل) دى براها كلفتنا (ميتين الف دولار) غير التذاكر ليهو والوفد المرافق ! - بس معقوله (64) شركة و(296) جباية و(1374) نوعاً من الرسوم والخزنة عدمانة (نفاخ النار) ؟ - بلهجة آمرة - أمشى يا (عبدالقوى) نادى ليا (عبدالمنتقم) خليهو يجينى هسه دى ! بعد دقائق يدخل عبدالمنتقم الذى يبادر رئيس المحلية قائلاً : - شنو يا ريس إن شاء الله خير ! - خير شنو مع الإيرادات الما بتكفينا دى ! - كيف ما بتكفى يا ريس ومشروع (تتكيفون) ده بيدخل ليهو قريب المليار فى اليوم وشركة (الدرداقات) وشركة (النفايات) كمان بيدخلوا الشئ الفلانى ده غير باقى الرسوم والجبايات والشركات التانية - (فى حرقة) : ما نافع يا عبدالمنتقم ...الكلام ده كلو ما نافع ...لازم بى سرعه تشوف لينا دخل إضافى ... لازم تفكر لينا فى مشروع سريع. - والله يا ريس بعد ما أحتكرنا (الدرداقات) وبيع (القهوة والشاى) إلا نحتكر (بيع الأكياس) ! - (مندهشاً) : أكياس !!؟ - أيوه أكياس .. البلد دى فيها كم مليون مواطن ! - كتير قول أربعين مليون ! - فيهم كم مليون بيمشو السوق كل يوم ؟ العاوز يشترى لحمة .. العاوز يشترى خضار العاوز يشترى فواكه .. العاوز يشترى شنو ما بعرف داك. - وبعدين؟ - لا بعدين ولا قبلين الناس دى كووولها لازم تشترى أكياس تخت فيها الحاجة الإشترتا .. يعنى ببساطة فى (كم مليون) كيس بيتباعوا كل يوم ... - أها وبعدين ! - بعدين زى ما عملنا للأولاد بتاعين (الدرداقات) وزى ما عملنا لى (ستات الشاى) نقوم نعمل نفس الحاجة مع الأولاد البيبيعوا الأكياس ديل ... ونعملا شركة نشغل فيها الأولاد ديل بعد ما نستورد الأكياس من (المنبع) بتاعا بتراب الفلوس ! - ونستوردا ليه إنت ناسى مصانع الأكياس (بتاعتى) ! فى سرعة (إنجازية) الغرض منها خدمة (توفير الأكياس) للمواطنين تم تنفيذ المشروع فبعد مطاردات وزجر وتهديد توقف (بائعو) الأكياس عن ممارسة مهنتهم بالأسواق وإنخرطوا في العمل فى شركة (أكياس الطيبات) التابعة للمحلية مكتفين بما يتم منحه لهم من مبالغ لا تكفى لسد الرمق وكشئ طبيعى إنهالت الإيرادات اليومية على خزينة محلية (الإيصال إنقطع). بعد شهر : حضر رئيس محلية (الإيصال إنقطع) إلى مكتبه كالعادة فى العاشرة صباحاً .. قام بوضع عدد من صحف اليوم وجدها على سطح مكتبه وما أن بدأ فى تصفحها حتى ضغط على (الجرس) ليأتيه مدير مكتبه مهرولاً : - شوف ليا الود بتاع (البوفيه) ده ما جاب ليا القهوة بتاعتى لى هسه ليه؟ - والله سعادتك أنا كلمتو مما إنت جيت لكن ... - لكن شنو؟ - فى الحقيقة يا سعادتك (بن) مافى !!

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.