شاهد بالفيديو.. جنود بالدعم السريع قاموا بقتل زوجة قائد ميداني يتبع لهم و"شفشفوا" أثاث منزله الذي قام بسرقته قبل أن يهلك    الجزائر تتفوق على السودان بثلاثية نظيفة    سهير عبد الرحيم تكتب: ماحدث في نيويورك    شاهد بالفيديو.. الفنان محمد بشير يرقص بطريقة مثيرة على موسيقى الأغاني الخليجية    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    شاهد بالفيديو.. الطالب صاحب المقطع الضجة يقدم اعتذاره للشعب السوداني: (ما قمت به يحدث في الكثير من المدارس.. تجمعني علاقة صداقة بأستاذي ولم أقصد إهانته وإدارة المدرسة اتخذت القرار الصحيح بفصلي)    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    البرهان يزور تركيا بدعوة من أردوغان    المريخ يحقق الرمونتادا أمام موسانزي ويتقدم في الترتيب    سر عن حياته كشفه لامين يامال.. لماذا يستيقظ ليلاً؟    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    تقارير: الميليشيا تحشد مقاتلين في تخوم بلدتين    جنوب إفريقيا ومصر يحققان الفوز    شاهد بالصورة.. الناشط محمد "تروس" يعود لإثارة الجدل ويستعرض "لباسه" الذي ظهر به في الحفل الضجة    شاهد بالصورة والفيديو.. المذيعة تسابيح خاطر تستعرض جمالها بالفستان الأحمر والجمهور يتغزل ويسخر: (أجمل جنجويدية)    سيدة الأعمال رانيا الخضر تجبر بخاطر المعلم الذي تعرض للإهانة من طالبه وتقدم له "عُمرة" هدية شاملة التكاليف (امتناناً لدورك المشهود واعتذارا نيابة عنا جميعا)    شاهد بالصورة والفيديو.. المذيعة تسابيح خاطر تستعرض جمالها بالفستان الأحمر والجمهور يتغزل ويسخر: (أجمل جنجويدية)    القيادية بالحرية والتغيير حنان حسن تفاجئ الجميع وتدافع عن الطالب الذي أهان معلمه بالرقص أمامه: (ما شفت رقصه قلة أدب ولا عدم تربية وانتو خالطين بين الاحترام والخوف وبين التربية والقسوة)    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    في افتتاح منافسات كأس الأمم الإفريقية.. المغرب يدشّن مشواره بهدفي جزر القمر    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    مكافحة التهريب بكسلا تضبط 13 ألف حبة مخدرات وذخيرة وسلاح كلاشنكوف    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    ريال مدريد يزيد الضغط على برشلونة.. ومبابي يعادل رقم رونالدو    وفاة مسؤول بارز بناد بالدوري السوداني الممتاز    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    انخفاض أسعار السلع الغذائية بسوق أبو حمامة للبيع المخفض    تونس.. سعيد يصدر عفوا رئاسيا عن 2014 سجينا    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    حريق سوق شهير يسفر عن خسائر كبيرة للتجار السودانيين    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لمستقر لها
نشر في الراكوبة يوم 22 - 10 - 2010


ساخر سبيل
الفاتح جبرا
لمستقر لها
دخل السيد المدير العام للهيئة القومية للجبايات إلى مكتبه وهو ممسك بحزمة من صحف ذلك الصباح وهو يرغى ويزبد ويصيح :
- معقوله؟ خمسة وأربعين يوم وجباية جديده واحده مافى؟ زمانك فى الأسبوع بنطلع للناس جبايتين هسه شهررر ونص ولا جباية ... (ثم يمسك بسماعة التلفون بعصبية مخاطباً سكرتارية مكتبه) :
- يا سفيان أتصل ليا فى الدكتور (عبدالمنتقم) دلوقتى .. أيواا عبدالمنتقم مستشار الهيئة لأبتكار الجبايات
لم يمض وقت طويل حتى إتصل (سفيان) على السيد المدير العام يخبره بوصول دكتور (عبدالنتقم) والذى ما أن خطا إلى داخل المكتب حتى بادره المدير العام صائحاً :
معقوله بس البيحصل ده؟ معقول ؟
(فى إستغراب) : فى شنو سعادتك؟
(فى تهكم) : كمان بتسأل فى شنو؟ خمسة وأربعين يوم وأنا أتابع فى الجرائد دى أقول ألاقى المواطنين بيشتكو من جباية جديده ما ألاقى ليا ولا مواطن بيشتكى؟ معقوله خمسة وأربعين يوم مربعين إيدينكم وقاعدين ساااكت ..؟
لكن سعادتك أصلو فى الحقيقه يعنى ...
(مقاطعاً) : لا أصلو لا فصلو لا فى الحقيقه ... إنتو الظاهر نائمين فى العسل ... إنتو ما عارفين الربط بتاعنا (جبايتين) فى الاسبوع؟ إنتو عاوزين المواطنين ديل (ينعنشو؟ ) !
أنحنا سعادتك أصلو الظاهر قمنا بإبتكار كل الجبايات الممكنة !
قمتو بأيه؟ هم ديل يا دوبك 7678 جبايه !
سعادتك والله أنحنا أبتكرنا للناس ديل جنس جبايات ما أنزل الله بها من سلطان .. شئ دمغة غريق .. وشئ رسوم إقامة صيوان عزاء .. وشئ رسوم عدم إقامة حفل ... وشئ رسوم لافتة محل ... وشئ رسوم قدوم .. وشئ رسوم مغادرة .. وشئ رسوم نفايات .. وشئ رسوم هنايات و شئ ..
(مقاطعاً) : يا عزيزى إنت الدكتوراة بتاعتك دى عاملا فى الأكاديمية العليا لعلوم الجبايات فى (ماليزيا) ح تقيف ليا عاجز وتقول ليا خلاص ما قادر !
والله سعادتك قدر ما نحتنا مخنا خلاص ما قدرنا .. أى جباية نفكر نعملا نلاقى إننا عملناها !!
(فى حده) : أنا أصلو ما ممكن أقتنع إنو زول عالم ذيك كده معينو يكون نضب وبنات أفكارو طفشو والعلم الإبتكارى الفى راسو كلو (طش) وما قادر يبتكر لينا ولا جباية !
أنا بفتكر سعادتك نحنا نعمل إجتماع موسع لكل المسئولين فى كل أقسام الهيئة ونطلب منهم إنو يفكرو معانا إحتمال نلاقى عندهم أفكار جديدة !
فى الإجتماع :
المدير العام : بسم الله الرحمن الرحيم .. )وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون( صدق الله العظيم .. الحقيقة يا جماعه انا دعيتكم للإجتماع ده ومعاى أخونا الدكتور (عبدالمنتقم) عشان نناقش موضوع الجبايات الجديده الواقفة دى ! أخونا (منتقم) بيقول خلاص ما قادرين فى مستشارية الإبتكار يبتكروا لينا ولا جباية واااحده عشان كده قلنا نستعين بيكم وكده !
- (المنتقم) : أنا يا جماعه بصفتى مستشار الهيئة دى لشئون الإبتكار أعلن وأعترف ليكم بأننا خلاص أستنفذنا كل الإبتكارات الفى راسنا وعاوز منكم تساعدونا وتفكروا معانا فى كم جباية جديده كده نحصل بيها (العيد) ! وعاوز أقول ليكم إنو أنا إتفقت مع السيد المدير العام بأنو أصحاب الإقتراحات المبتكرة الفائزة نديهم 10% من الإيراد بتاع الجباية كحافز !!
- (بصوت واحد) : الله أكبر الله أكبر !
- يلا كل واحد منكم يمشى ينحت راسو ويفكر ليهو فى جباية نديها للمواطن ... هو المواطن ده طوالى نشيل منو ... نشيل منو .... مره واحده ما نديهو حاجه؟؟ ونجتمع بكرة فى نفس المواعيد دى عشان نشوف الإقتراحات بتاعتكم !
بكرة فى نفس المواعيد :
- عضو (1) : والله أنا الجباية الفكرت فيها إنو نلزم جميع المواطنين بطلاء أبواب محلاتهم بأى لون نحددو ليهم هسه ما عدا اللون (الأخضر) الموجود هسه ده .. يعنى مثلا اللون (الأصفر) ...
- (عبدالمنتقم متسائلاً ) : طيب والجباية وين هنا؟؟؟- عضو (1) : الحقيقة يا سعاده المستشار الجباية دى جباية غير مباشرة- ً يعنى شنو غير مباشرة؟؟- يعنى ما بنشيلا من المواطن قروش كاش- (مقاطعاً) : برضو ما فاهمين وضح لينا- أنا بقصد يا سعادتك نقول ليهم إنو يضربو محلاتهم بوهية صفراء بعدما نكون قفلنا باب إستيراد البوهية الصفراء وإشترينا الفى السوق كلو والباقى طبعاً معروف!!- لكن براءة الإبتكار دى مش مسجلة بإسم الزول الزمان جاب البوهية (الخضراء)؟؟؟
-( المدير العام) : كلام عبدالمنتقم ده صاح .. ما تدخلونا فى حتت ضيقة (براءة فكرة البوهية) دى حقت الزول العارفنو داك هو هسع بره الصورة لكين مين عارف بكرة يرجع يكون مسؤول ويعمل لينا سين وجيم ويقول داير حقو ؟؟؟؟- (عبدالمنتقم) : نشوف إقتراح تانى ! أيوه العضو هناك !
- عضو (2) : والله أنا إقتراحى بيقول نعمل رسوم على جرس الباب يعنى أى زول عامل ليهو جرس فى باب بيتو وإلا الشقة بتاعتو يدفع عليهو رسوم - مواصلاً- أنا بفتكر يا جماعة دى جباية مبتكرة فعلا وإلا شنو؟؟- صوت 1 : طيب لو الجرس ما شغال ؟؟- (عضو (2) فى بساطة : مش المفتاح بتاعو فى؟؟؟ يبقى عليهو رسوم- صوت 2 : أها نعمل ليهم الرسوم كم ؟؟- عضو (2) : والله هو طالما المواطن ده عندو جرس يبقى قادر وطالما قادر حقو الرسوم تكون معتبرة –مواصلا- يعنى هسع البرك والمستنقعات والشوارع الزى الما زفت دى نصلحها ليهم بشنو؟؟؟- صوت 3 : أنا بقترح عشرة ألف ؟-(عضو (2) : فى السنة؟؟- صوت 3 : سنت شنو ... فى الشهر .. وعشان الواحد فيهم ما يعمل تفتيحه علينا نقوم نعملا ليهم كمان مع فاتورة الموية !
- عضو (2) : وكمان نعمل لينا نيابة متخصصة للجباية دى نسميها (نيابة رسوم جرس الباب) تكون مهمتها النظر فى حالات الناس الما بدفعو وعليهم متأخرات !
- المدير العام : رأئك شنو يا دكتور عبدالمنتقم فى الجباية دى !
- عبدالمنتقم : والله أنا بفتكر إنو دى جباية غير مبتكرة وتعبانه
- (عضو (2) : ليه يا سعاده المستشار ؟ كدى عيبا ليا !
- عبدالمنتقم : ببساطه ممكن المواطنين عشان ما يدفعو الجباية دى أى زول يطلع جرس الباب بتاعو ويخلص !!
- المدير العام : طيب إنت معقول بس يا سعاده المستشار ما تكون فكرت ليكا فى جباية مبتكرة ؟
- عبدالمنتقم : والله أنا فكرت فى رسوم بتاعت (تدفئة ونور) !
- صوت : يعنى ح تدخلو ليهم (غاز) للبيوت وتدفئة وكده ؟
- عبدالمنتقم : غاز أيه يا استاذ ؟ هو أنحنا قاعدين نرش ليهم الباعوض عشان كمان ندخل ليهم غاز ؟
- صوت : مال تدفئة ونور دى شنو؟؟
- عبدالمنتقم : أيواا أشرح ليكم ... هسه لو الشمس دى مافى كان ح يكون فى ضؤ؟
- (الجميع) : طبعن لا !
- عبدالمنتقم : مش الناس دى كان مشت إشترت ليها كهرباء بى قروش عشان تنور؟
- (الجميع) : أكيد كان مشوا إشترو
- عبدالمنتقم : طيب مش (الشمس) دى قاااعده وبتطلع ليهم كل يوم ؟
- (الجميع) : أيوااا
- عبدالمنتقم : طيب القروش الكان الناس ح يمشوا يشتروا بيها كهرباء وين؟
- ما عند الناس فى جيوبهم ! ما دفعوها !
- عبدالمنتقم : خلاص يدفعوها لينا نحنا (رسوم ضؤ) خليكم كمان من إنهم قاعدين (يتدفوا) مجانن وملح ساااكت فى الشتاء !
- المدير العام : الله يجازى محنك يا دكتور والله إنت فعلاً دكتوراة فى إبتكار الجبايات !
- صوت : لكن يا دكتور ما وريتنا هسه الجباية دى نشيلا منهم كيف ؟ يعنى فى العربات الترخيص رسومو بالموديل والنفايات بى نوع المنزل والكهرباء (بالفيس) والموية بدرجه نوع الحى أها (الشمش) دى نشيلا منهم كيف؟
- عبدالمنتقم : دى عاوزه ليها كلام يا جماعة؟ ما بالمتر المربع !
- صوت : كيفن يا دكتور ؟ أشرح لينا
- عبدالمنتقثم : يا جماعة دى ما دايرة ليها شرح ! نشوف السطح المستفاد منو فى ضؤ واشعه الشمس ونحاسب المواطن عليهو ! يعنى لو بيتك مثلاً 300 متر مربع والمتر المربع بى جنيه تكون رسومك 300 جنيه !
- صوت : ح نشيلا من البيوت بس يعنى ؟
- عبدالمنتقم : بيوت شنو يا استاذ؟ هو الشمس (بتاعتنا) دى بتشع على البيوت بس ؟ نحنا بنقول أى سطح تشع عليهو الشمس سيدو يدفع عليهو رسوم وأقتكر الكلام ده مفهوووووم !
- لا يعنى يا دكتور هسه مثلن العربات نشيل منها !
- دى عاوزه ليها كلام نشوف مساحت سقف العربية وطوالى نضرب فى سعر المتر المربع
- ولكن مع العربات الكتييييرة دى نتحصلا كيفن ؟
- يا أستاذ ده سؤال تسألو ؟ هى كيمياء ؟ ما بس نختها مع الترخيص ذيها ذى دمغت الجريح ودمغت الشهيد وصندوق دعم الطلاب وصندوق الدعم الصحى وهلم جراً
حاج عبدالفضيل :
أمام منزل الحاج (عبدالفضيل) وقف شاب (يعلق) على كتفه شنطه جلدية سوداء ويمسك بدفتر وقلم .. يفتح (حاج عبد الفضيل) الباب
- اهلن مرحب يا بنى
- أهلن يا حاج ..
- إنت بتاع شنو؟ نحنا أمبارح القريبه دى دفعنا النفايات والعوائد والمويه و ...
- لكن يا حاج ما اظنك دفعت رسوم (تدفئة وضؤ) عشان دى رسوم جديده
- (فى إستغراب) : رسوم شنوووو؟
- مالك يا حاج مستغرب كده ؟ دى رسوم (تدفئة وضؤ) ! ما سمعت بيها ؟
- طبعن يا إبنى ما سمعت بيها هو نحنا نسمع بى شنو وإلا شنو ما خلاص ما قادرين نلاحق الرسوم والجبايات دى !
- (يخرج من جيبه القلم ويمسك بالدفتر) : قلت ليا يا حاج بيتكم ده مساحتو كم؟
- مالك ومالو كمان؟ عاوز بى مساحتو شنو؟ عاوز تطلع ليهو كروكى !
- كيف يا حاج عاوز بى مساحتو شنو؟ ما عشان نضرب ليك الرسوم بتاعتك بتاعت (تدفئة وضؤ) دى !
- (فى إندهاش) : والله محن ! أها وبتضربوها كيف دى ؟
- ما حسب مساحة السطح المتلقى لأشعة ضؤ الشمس يا حاج وكده وفى الحاله دى السطح هو طبعن بيتك !
- يا إبنى إنت عاوز تجننى؟ أشعة أيه؟ وسطح مين؟ ومساحت شنو؟
- يا حاج أهدأ شويه عشان افهمك الموضوع لو ما عارفو
- طبعن ما عارفو ؟ هو نحنا بقينا نعرف حاجه ما كل دقيقة ناطى لينا زول شايل ليهو دفتر إيصالات وعاوز قروش ... هى الحكومة دى قايلانا (وارثين) ؟!
- شوف يا حاج الرسوم دى إسمها رسوم (تدفئة وضؤ) يعنى المواطن عشان يتدفا بالشمش دى وكمان يشوف بالضؤ بتاعا لازم يدفع رسوم ! يعنى إنت يا حاج عاوز تدفأ وتشوف ملح ساااكت !
- ملح فى عينك يا ود يا قليل الادب ! هى الشمش دى بتاعت زووول ؟
- يا حاج ما تهيج فينى ساااكت أنا زول عبدالمأمور ساااكت ونحنا شركتنا دى إسمها (تتحصلون) يعنى بتاعت تحصيل يعنى ما عندنا أى دخل فى مسألة فرض الرسوم دى !
- ومال الشركة العاملة (الفلم) دى إسمها شنو ؟
- إسمها يا حاج (لمستقر لها) !
- (فى دهشة) : قلت ليا إسمها شنو؟
- لمستقررررن لها !
- لا حولتن ولا قوتن إلا بالللاهى ... بالله هى حصلت كمان ! أها و (مستقرها) وين؟ أقصد مبانيها وين؟
- هى ثالث عمارة على إيدك اليمين فى شارع حنزب إبن عكرمة المقاطع لشارع عياض إبن الأرط مقابل بقالة أم القرى –المقاصدة مخبز- تستهبلون
فى الشركة :
-عاوز أقابل الزول المسئول فى الشركة دى
- شفت الممر داك.. أمشي عديل تأني لف شمال تأني لف يمين أول مكتب يقابلك دا مكتب المديرالعام ،وبالفعل بعد أن قام (حاج عبدالفضيل) بمتابعة (الوصف) وجد نفسه وجها لوجه امام مكتب (المدير العام لشركة لمستقر لها) !!
دلف (حاج عبدالفضيل) الى مكتب المدير العام .. المكتب فسيح .. التكييف مركزى .. تتدلى من حيطانة ستائر ايطالية بينما غطيت أرضيته بالسجاد الإيرانى .. به طقم جلوس (أمريكى) فاخر وقاعة إجتماعات أنيقة من الخشب (المصقول اللامع) .. أمامها مكتب نصف دائرى يجلس عليه السيد المدير بوجه لامع تبدو عليه أثار النعمة و(الراحات) و(التكييف طويل المدى)- السلام عليكم- وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته إتفضل- مشيراً الى أحد كراسى الجلوس الوثيرة ، جلس (حاج عبدالفضيل) ثم قال مخاطبا السيد المدير :- السلام عليكم
- وعليكم السلاااام
- (مبتسماً) إتفضل- الحقيقة بس يعنى جانى فى البيت ولد كده وقال ليا الشمش وما الشمش والضؤ وما الضؤ وتدفع رسوم وشنو ما بعرف داااك والمساحه فى الإرتفاع فى السطح وما عارف شنو فقلت اجى أستفسر منكم وكده !
- أول حاجه يا حاج مرحب بيك .. وإن شاء الله الجية بتاعتك دى تكون فى ميزان حسناتك .. !!
- يابنى ميزان حسناتى ميزان (لساتكى) أنا عاوز أعرف رسوم (التدفئة والضؤ) دى شنو؟ إنتو ما بتشبعو من أكل أموال الناس !
- يا حاج ما تزعل ساااكت .. كدى جاوبنى براااحه يا حاج وبدون إنفعال ... الشمس دى بتاعت منو ؟
- بتاعت ربنا !
- طيب ما نحنا بتوع ربنا ... تبقى الشمش دى بتاعت منو مش بتاعتنا ! وقع ليك يا حاج وألا أعيدو ليك ! بعدين يا حاج حقو رسوم (التدفئة والضؤ) دى ما تستكترا علينا لأنو الشركة بتاعت (لمستقر لها) دى هى شركة بر وإحسان وشركه خيرية لرعاية المسنين ولكفالة الايتام!
- (وهو يتجه نحو الباب) : أيتام .... أيتام أكتر مننا ؟
تحصيل :
إنتشر فى الشوارع أشخاص يرتدون زيأً أصفر فاقع اللون رسم على صدره شعار شركة (لمستقر لها) وهو شمس حمراء ذات خيوط شعاعية ، مهمتهم تحصيل رسوم (تدفئة وضؤ) ، أصبح المواطنون يتخوفون من السير فى الشوارع تحت أشعه الشمس مخافة أن تطالهم الرسوم فتراهم يسيرون تحت (الضلله) تكدس الناس وإزدحموا تحت ظلال (العمارات) والمحال التجارية والممرات خوفا من المتحصلين
- (وهو يخرج الدفتر ويمسك بالقلم) : بالله يا خينا لو سمحت
- فى شنو؟
- فى شنو كيف ؟ الشمس الضاربه فى (صنقورك) دى ما شايفا؟
- وما تضرب إنت سيدا؟
- أنا ما سيدا لكن ستها إسمها (لمستقرن لها) ! وبالله ما تلاوينا ساااكت أدفع خلينا نشوف غيرك !
- أدفع ليكم كم كده يعنى؟
- (ينظر إلى رأسه متمعناً ) : كدى أقعد فى الواطه دى ورينا راسك ده خلينا نضرب ليك رسومك !
- (يستخرج متر من جيبه ويبدأ القياس ) : طيب المحيط فى نصف القطر على باى نق تربيع .. طيب إذن المساحه تساوى مية وخمسين سنتى متر مربع والسنتى بى عشرة قروش نكون عاوزين منك كده جنيه ونص !!
فى الطيارات :
وقف (هاشم) العائد إلى مقر عمله بالرياض أمام موظف الخطوط بالمطار وقام بتسليمه تذكرة السفر بعد أن قام بوضع (العفش) على الميزان ، نظر الموظف إلى التذكرة ثم طلب من (هاشم) الذهاب إلى (كاونتر) رسوم المغادرة لدفعها
خمسة وأربعين جنيه !
ليه رسوم المغادرة مش 30 جنيه بس ؟
هى فعلن 30 جنيه
طيب الخمسطاشر دى شنو؟
دى رسوم (تدفئة وضؤ) ! وأحمد ربنا إنك مسافر بى بوينج 737 وما مسافر بى أيربص كنت دفعتا 75 جنيه !
لو سمحت بس فهمنى يعنى الفرق شنو !
أيواا .. ذى ما أظنك تكون يا استاذ عارف إنو رسوم (تدفئة وضؤ) دى بتتاخد على أساس السطح المستقبل لأشعه الشمس المستفيد منها المواطن !
طيب أها وبعدين
أها أنحنا كنا قاعدين نشيل 5 جنيه من كل راكب لكن الظاهر المسئولين العملو الرسوم دى ناس بيخافو الله لأنو فى طيارات صغيرة وطيارات متوسطه وطيارات كبيره وقالو المسأله كده ما فيها عداله
وبعدين !
وبعدين قاموا قاسو أسطح الطيارات بى مختلف أحجامها بالمليمتر عشان ما يظلمو ليهم زول وجابو لينا الجدول ده فيهو كا نوع طيارة والرسوم المفروض يدفعا الراكب !
وبعدين !
(ينظر للجدول) : وبعدين إنت بوينج 737 رسومك يا أستاذ 45 جنيه ولو عاوز حاجه أقل أمشى شوف ليك (فوكرز) سافر بيها
عبدالفضيل تااانى :
بعد حوالى شهر وبينما كان حاج عبدالفضيل يستلقى على العنقريب فى مساء ذلك اليوم مطفئاً لمبة (الحوش) مستمتعا بضؤ القمر الفضى وهو يضع الراديو الترانزيستور على صدرة يستمع إلى أحدى المحطات العالمية إذا بخبطات على الباب :
قوم يا حاج شوف الجاييينا نص الليل ده منو؟
يتجه حاج عبدالفضيل نحو الباب ، يفتحه يفاجأ بشاب تدلى من كتفه شنطة سوداء ويمسك بقلم :
ده بيت الحاج عبدالفضيل عمر
أيوه فى شنو ؟
معاك شركة ( قدرناه منازل )


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.