هل يرضيك أخي وزيرالدفاع ان يرتد بصر الناس خاسئا وهو حسير اثناء التامل لواحدة من انصع سير الانقاذ؟، هل يعجبك القول بان الشهادة عند اهل الحكومة (خشم بيوت)، وان الشهداء المحمولة ارواحهم على حواصل طير خضر فى الجنة- يخضعون الى تصنيف (عندنا) يمنحهم درجات حسب الحظوة والجاه والاقتراب او الابتعاد من دائرة السلطان، على الرغم من كونهم متساوون واحياء عند ربهم يرزقون. الخالة (شامة صالح) سودانية القسمات صابرة الملامح قدمت للوطن (4) شهداء سقت دماؤهم الطاهرة ارض المليون ميل مربع فى اركانها الاربعة. وخلال (7) اعوام قدمت المحتسبة شامة ابنها (المبارك) الذى فاضت روحه وهو يؤدي واجبه جنديا بالقوات المسلحة بجنوب السودان وقبل ان تجف الدموع المكلومة ويهدا الحزن اختار المولى ابنها الثاني (العاصم) بعد اقل من تسعين يوما بجنوب كردفان جنديا من اميز عناصر(الحارس مالنا ودمنا) ،غير ان الموت لم ينل من صبر الحاجة شامة فظلت تكفكف الدمع بيد- وتدفع بالاخرى اثنين من فلذات اكبادها ليلتحقا ب (مصنع الرجال وعرين الابطال) وهي تضع الوطن فى حدقاتها المقروحة لكن (مطر الحزن عاود هطل ) فكان استشهاد ابنها الثالث (دفع الله بالنيل الازرق) وقبل ان يعود البريق الى عينين سلبهما الموت وضاءة الامل فى سعادة الدنيا امتدت يد القدر للمرة الرابعة واختطفت نجلها (محمد) وهو ينافح عن ثغور الوطن العزيز فى دارفور. الصديق الاستاذ الطاهرساتي كتب منذ عامين- وقبل ثلاثة ايام بالزميلة الصحافة وافاض فى شرح حال هذه (الاسرة الصابرة) فوالد الشهداء الاربعة هو «العم عبد الرحمن» الذي امضى اثنين اربعين عاما فى خدمة القوات المسلحة ينافح عن تراب هذا البلد الغالي . خالتنا شامة بكل هذا الوميض والاصطفاء والتميز تنتظر الى جانب زوجها فى غرفة طين ايلة للسقوط بالكلاكلة القلعة ما يفتح الله به على ابنهما (المهندس مع وقف التنفيذ) عبد المجيد الذى زهد مقاعد الجامعة بعد أن عزت الرسوم زهدها فى سعي حثيث لكسب لقمة حلال تقيه والأسرة شر الحاجة بعد ان رحل (العرسان) الاربعة الى جنة عرضها السموات والارض اكبرهم فى الثلاثين من عمره واصغرهم لم يتجاوز ال (22) عاما. عزيزي الطاهر ساتي عدم الاكتراث للمداد الذى اريق منذ عامين حول هذه الاسرة جاء داعما لإتهامات البعض بتضاؤل قدرة الجهات المختصة على الاحتفاء بمثل هذه النماذج مع صعود (أجندة دنيوية) أخرى. فعبد المجيد ظل ينفق ما يأتي به من (يوميات قدح المونة) فى سبيل تحصيل معاش اخوته الشهداء ولا شفيع له من الاجراءات الروتينية سوى دمعة تسيل على خد والدته وهو يعود اليها خالي الوفاض في كل يوم. بربكم هل يستقيم هذا الامر ماذا ينتظر الوطن حينما يتراجع الاهتمام بمثل هذه الاسرة، وكيف سنربي النشيء على الانحياز لقيم الفداء ودفع استحقاقات المواطنة،ولعمري فان اهمال أم سودانية بهذه المواصفات يعني بداية انهيار المشروع الحضاري ويؤكد تراجع المضامين المؤسسة لشرعة العهد والمنافحة عن القيم الاصيلة. الخالة شامة والعم عبد الرحمن وابنهما عبد المجيد سادتي المسؤولين لايطمعون فى عمارة من خمس طوابق ولا ياملون فى ان يطلق اسماء الشهداء على مساجد وشوارع فى الخرطوم، غاية ما تطمح فيه هذه الاسرة استحقاقات ابناءها الشهداء اولا و4 حيطان تقيهم شر الايجار وتخرجهم من وطاة الجالوص المتهالك- حيطة- مقابل كل شهيد- اقسم بالله انها ليست كثيرة عليهم ولا عزيزة على والى الخرطوم- ومشروع استثماري اخي وزير الدفاع يعيد عبد المجيد الى مقعده فى الجامعة وان تعذر مرتب شهري يكفيهم شر الجوع والمسغبة. وأقول لاتحاد المراة السودانية الذي أضاع باهماله الترويج لنموذج الخالة (شامة) مجداً نسائياً باذخاً.. هنيئا لكن التشريفات والاحتفاء بالنساء المهاجرات فى القاعات الخمس نجوم، فالسودانية شامة ستظل (شامة) فى جبين الزمن وان تجاوزتها احصاءاتكم اللامعة واهتماماتكم البرجوازية.