أبْدى مراقبون إسرائيليون قلقهم البالغ من استشراء ظاهرة الفساد داخل الأوساط السياسية، واعتبروها خطراً إستراتيجياً لا بد من التوقف عند أسبابه.ويأتي ذلك على خَلفية سجن وزير المالية السابق إفراهام هيرشزون «من حزب كاديما»، ووزير الصحة السابق شلومو بنيزري «من حركة شاس» هذا الأسبوع لمدة خمس سنوات نافذة بعد إدانتهما بالسرقة والرشوة، إضافةً إلى تقديم لائحة اتهام بالسرقة والرشوة والغش مطلع الأسبوع لرئيس وزراء إسرائيل السابق إيهود أولمرت، في الوقت الذي دخلت فيه محكمة رئيس الدولة المتهم بالاغتصاب مرحلة سماع الشهود.وأكدت هآرتس في افتتاحيتها أن سلسلة لوائح الاتهام وإدانات السياسيين تكشف عن فساد المؤسسة الحاكمة في إسرائيل وعن صورة بشعة وبائسة جداً، مشددة على خطورة تورط رئيس حكومة في ذلك لكونه صانع القرارات المصيرية، وحملت الصحيفة الجمهور الواسع جزءاً من المسؤولية عن تفشي الظاهرة لعدم مُبالاته، وقالت إنّ اختيار مستشار قضائي قوي للحكومة خلفاً للمستشار الحالي بيني مزوز الذي سينهي مهمته بعد شهور يشكل خطوة حيوية في المعركة مع الفساد.وأكد البرفيسور يارون إزراحي المحاضر بالعلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس أن استشراء الفساد في إسرائيل يشكل تهديداً إستراتيجيا لها، وشدد على ارتباطه العميق بالاحتلال والاستيطان وبالتغييرات الجوهرية التي يشهدها المجتمع الإسرائيلي، وأوضح إزراحي في تصريح «للجزيرة نت» أن إسرائيل شهدت في البداية فساداً أيديولوجياً بدأ بالتزامن مع بدء الاستيطان الذي تم إنجازه بالقوة وبالضغوط السياسية وانتهاك القوانين، وقال: حينما تقوم قيادات اليمين بانتهاك القانون جملةً وتفصيلاً لخدمة مصالح أيديولوجية عامة. فإنها لن تصمد أمام إغراءات دوس القوانين لخدمة مصالح شخصية، ومن رحم الاحتلال ولد الفساد ونما في مستنقع الاستيطان. ورأى إزراحي أن السياسة في إسرائيل تشهد أزمة قاسية، وقال إن أعضاء الكنيست اليوم يتميزون بمستوى هابط، معتبرا أن الأوضاع في القاعدة الشعبية تعاني أيضا من الفساد لاسيما إزاء ضعف الشرطة.