تَعرّضت بعثة فريق المريخ إلى اعتداء وحشي من بعض المنفلتين من جمهور مدينة عطبرة أثناء دخول اعضاء الفريق إلى إستاد عطبرة مساء امس الاول لاداء التمرين الاساسي لمباراة الفريق امام مضيفه الاهلي عطبرة في ذهاب ربع نهائي كأس السودان مما أدى الى إصابة عددٍ من اللاعبين والاداريين ادت الى إلغاء التمرين بعد ان فشل اتحاد عطبرة منظم المباراة في توفير الحماية لاعضاء البعثة. وقبل أن أتحدّث عن الموضوع أقول إنّ ما حدث للمريخ لم يكن الأول، فقد تَعَرّض لأسوأ من ذلك في آخر مباراة لعبها بعطبرة في دوري الموسم الماضي أمام الأمل عوقب على إثرها فريق الأمل طرف تلك المباراة إلى حرمانه من أداء مباراتين بأرضه في هذا الموسم، بل لم يكن المريخ وحده الذي تعرّض للمعاملة السيئة من جمهور عطبرة، فقد نال الهلال وكثير من الفرق نفس المصير دون هذا الجمهور الذي يسيئ لمدينته ولأهلها المشهود لهم بإكرام الضيف. عطبرة كان مشهوداً لها بأنها قلعة النضال ضد المستعمر أولاً وضد كل الحكومات غير الديمقراطية ودائماً ما تنطلق ثورة التغيير من أرضها ووقودها اهلها ويكفي أن نشير لنضالهم ضد حكومة مايو لم يوقفهم حتى قرار الرئيس نميري رحمه الله بطردهم من منازل السكة الحديد بعد ان استفزوه يوم زياراته الى عطبرة بعد اعلان اضراب السكة الحديد، فقام أهل عطبرة بوضع الذرة على جانبي الطريق من المطار الى مقر اقامة الرئيس ثم أتوا بكل أغنام المدينة في نفس توقيت وصول موكب الرئيس وبدأت الاغنام تلتهف في الذرة وهي على طول الطريق ولم يجد موكب الرئيس أي مواطن في الطريق غير الاغنام فعاد الرئيس واتخذ قراره الشهير. يبدو أن جمهور عطبرة تحول من السياسة الى الرياضة مستصحباً معه نضاله ومظاراته وهتافاته، والمؤسف أنّ اتحاد الكرة أو المسؤولين عن الرياضة في حكومة الولاية لم يحرّكوا ساكناً لوضع ضوابط مشددة ضد المشاغبين حتى لا يأتي اليوم الذي تجبر فيه فريق عطبرة للعب خارج المدينة والمؤسف ان اتحاد عطبرة يبحث عن مبررات لفعلة جمهوره! الرياضة تسامح وتعاضد وزيارة الفرق الكبيرة يجب أن يُستغل كمهرجان وعكس صورة جميلة للضيوف عن عطبرة واهل عطبرة ولابد للاتحاد السوداني لكرة القدم ان يضع من اللوائح والقوانين للحد من هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد مستقبل الكرة! وقد سبق لي ان انتقدت تعيين سكرتيري الاتحادات المحلية مراقبين للمباريات التي يكون طرفها فريق من الاتحاد نفسه لأنه مهما حدث لن يكون محايداً في تقريره ان حدث شغب أو أي أخطاء خَاصةً وان الفريق لنادي عضو الجمعية العمومية التي اتت بالسكرتير وقد يقف ضده مستقبلاً. تأجيل المباراة قرار صائب لانه لا احد يضمن ما كان سيحدث في الملعب، وما قاله سكرتير اتحاد عطبرة عبر الاذاعة الرياضية، الذي اوكل له امر مراقبة المباراة خير دليل بعد ان فقد الحياد في حديثه الملئ بالمتناقضات! حروف خاصة ساعات ويعود السودان لملاعب أفريقيا عبر هلاله في نصف نهائي ابطال افريقيا امام مازيمبي الكنغولي. الوقوف خلف الهلال ولو بأضعف الإيمان فرض عين على كل سوداني يعتز بانتمائه لأشرف الأوطان. في انتظارك وانتظار كاسك يا هلال وكل أهل السودان والعرب ناسك.