في كل عام أصبح التلفزيون القومي عقب كل موسم عيد ينزل الى الشارع مقيماً برمجته ومستطلعاً آراء الناس فيما تم بثه وفي كل مرة من تلك المرات يحمل التلفزيون كاميراته الى أصحاب الاقلام الذين كتبوا رأيهم في تلك البرمجة.. ولعل أهمية التقييم عنده تقرأ في سباق إسباغ نوع من الجدية والصدر المفتوح الذي يتحمل النقد وهي خطوة يرهن بها لمشاهديه عن إستطلاع طبقة من ذوي الاختصاص إن ساندت او عارضت ما قدم فذلك رأي يجب إبرازه.. وعينات أخرى عشوائية من الشارع.. أحياناً ترهبها الكاميرا فلا تستطيع إبداء الرأي المفيد وأحياناً تسكت وتتلعثم حياء ولا تستطيع التعبير وفي كلا الحالتين لا يأتي التقييم المطلوب.. وقطعاً لا يخفي على أحد أن ذلك الذي جاء تحت عنوان تقييم برمجة رمضان والعيد أقل بكثير من عنوانه وتلك العينات سوا ءكانت من الصحافيين أو من الشارع ليست بكافية لتقول كلمة يمكن تسطيرها كواقع يبدأ منه الاصلاح والتعديل.. فثمة مختصين وخبراء يجب إستنطاقهم خصوصاً وأنهم يأتي تقييمهم بعلميه وحياديه وليس كما هو الحال مع تلك العينات التي تقول.. بايخ وممل.. ورتيب.. وتعجز عن إعطاء مبررات الرتابة والملل.. فالتلفزيون فعلاً يحتاج إلى تقييم برامجه.. لكن عليه الوقوف بدقة على شرائح التقييم وبصورة اكثر جدية حتى لا يمكننا القول إن تقييمه لنفسه أصبح هو الاخر رتيباً ومكرراً.. ومقارنة بالقنوات الفضائية المحلية، أصبح حديثاً تقييم التلفزيون من حيث المشاهدة مقترناً بها تيك القنوات ويراها الكثيرون في أغلب المرات (أدتو ستة صفر).. ولعل المحير فعلاً في الامر هو إنهزام فضائية عريقة أمام قنوات وليدة رغم أنها تملك كل شيء المال والكوادر والخبرة والسيرة الطويلة.. وأمام كل المتغيرات التي تأتي بالمقارنة.. يمكن القول.. ما هكذا تقيم البرامج..