كتب: التاج عثمان صباح الاربعاء الماضي الموافق 7/10/2009حضر عامل حفر الآبار «عيسى ريفا احمد» «50» عاما، ليباشر عمله في تشطيب بئر سايفون باحد منازل ود النيل بالحي الشرقي، يرافقه ابنه الطالب عبدالرحيم «22» سنة نزل العامل الى قاع البئر، التي يبلغ عمقها «8» امتار وبعد قليل صاح لابنه اعلى البئر ان يأتيه ببعض الاسمنت بالباغة لرش البئر وانصاع الابن قاطعا المسافة بين البئر وجوال الاسمنت في دقيقتين فقط، وعندما عاد اذهلته المفاجأة، لم يعثر على البئر، اذ وجدها مغطاة تماما بالتراب، بينما الحبل الذي يمتد لداخل بئر ويربط به والده لا يزال طرفه خارج التراب، فادراك ان البئر انهارت على والده ودفنته حيا!! تم ابلاغ الدفاع المدني بود النيل وحضرت قوة ولكن بدون عربة، ولا يحملون اية ادوات، وذلك حوالى الساعة ال «عاشرة» صباحا، بينما انهارت البئر في التاسعة والنصف صباحا، وحاولوا ازاحة التراب دون جدوى، واستعانوا بكرين خاص حوالى الثالثة عصرا وظل يزيح التراب عن البئر حتى المغرب ثم توقف لحدوث انهيار ثانٍ في البئر بعد ان وصل عمق الحفر الى عمق «6» امتار، بينما عمق البئر «8» أمتار ولم يتبق سوى مترين وللاسف حتى صباح الاحد الماضي فشلت الجهود لاخراج جثة العامل، اذ تم ابلاغ ادارة الدفاع المدني بسنجة حاضرة ولاية سنار، إلا انهم اعتذروا عن عملية استخراج جثة العامل بحجة عدم وجود امكانيات وذلك يعني ان تتحول البئر الى قبر للعامل المسكين الذي يعول «6» بنات، بجانب ابنه الوحيد عبدالرحيم.. وللعلم فان عربة المطافيء الخاصة بمدينة ود النيل معطلة بسنجة منذ حوالى «3» سنوات، وتحتاج لصيانة تبلغ كلفتها الفي جنيه فقط. فماذا يحدث اذا اندلع حريق بالمدينة والتي معظم منازلها من القش؟! سؤال اخير: كيف تعجز قوات الدفاع المدني سواء بود النيل أو سنجة أو اية منطقة اخرى من استخراج جثة هذا العامل المسكين، ولا نقول انقاذه حيا؟ سؤال آخر: لماذا تتركز معينات الدفاع المدني بالعاصمة فقط دون الولايات الاخرى، خاصة المناطق النائية؟ اخيراً ننبه السلطات الهندسية المختصة بمحليات الولايات المختلفة الى ضرورة وضع ضوابط ومواصفات للجودة خاصة بحفر الآبار، على ان يتوافر في الشخص أو الجهة التي تقوم بالتنفيذ شروط ومؤهلات معينة، حتى لا يتم حفر الآبار عشوائياً كما هو حادث الآن، بعيدا عن رقابة واشراف السلطات المختصة.