تعتبر زيارة رئيس الجمهورية للمملكة العربية السعودية ذات بعد اقتصادي بجانب تناولها للقضايا الاقليمية والعربية ذات الاهتمام المشترك، حيث كان بصحبة الرئيس خلال زيارته الرسمية كل من وزير النفط ، ووزير المعادن والزراعة والمالية والاقتصاد الوطني ، حيث عاد الوفد إلى البلاد صباح امس، مؤكدا نجاح الزيارة، بالتركيز على مبادرة توفير الامن الغذائى العربي ، وزيادة التبادل التجاري. من جانبه اعلن الأستاذ علي محمود وزير المالية عضو الوفد المرافق لرئيس الجمهورية في تصريح صحفي عقب عودتهم عن ترحيب السودان بمبادرة الملك عبد الله بن عبدالعزيز العاهل السعودي لتحقيق الأمن الغذائي العربي بتنفيذ مشروعات اقتصادية كبرى في هذا الصدد بالسودان. وأوضح الوزير أن رئيس الجمهورية بحث مع العاهل السعودي تعزيز التعاون الثنائي في كافة المجالات وعدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، بجانب أن الوفد التقى بعدد من رجال المال والأعمال بالسعودية وطرح عليهم عدة مشروعات وأمن اللقاء على الدخول في مشروعات استثمارية مشتركة وتوسيع المشروعات القائمة تعزيزاً للعلاقات الأخوية وتحقيقاً للأمن الغذائي العربي الذي قال إن السودان يحمل أغلب مقومات نجاحه من موارد طبيعية وأراضٍ خصبة وثروات مختلفة ، وأشار محمود الى المباحثات مع الجانب السعودي حول زيادة التبادل التجاري في الصادرات السودانية والواردات السعودية. وفى ذات السياق اكد د. عثمان البدري الاستاذ بمعهد الدراسات الانمائية بجامعة الخرطوم، ان افضل التعاون ، وافضل انواع التبادل على مدى التاريخ الاقتصادي للسودان هو التعاون والتبادل العربي ، وأشار الى ان معظم التعاون لا يأتي بنتائج ايجابية كبيرة، واغلبه يأتي بشروط قاسية، عكس ما يحدث من الجانب العربي نسبة للتكامل بين بلدان العالم العربي ، حيث الشراكة الإيجابية وأضاف : التي نأمل ان تتم بصورة ايجابية ومفيدة لكل الاطراف، وعادلة فى نفس الوقت، لان المفقود هنا موجود هنالك ، والمفقود هنالك موجود هناك، وحذر البدري من الوقوع في مثل الشراكات التي تتم فى عهد مبارك بمصر، والتي كانت سببا من اسباب الثورة المصرية لانها كانت غير عادلة وغير تكاملية، لان الشراكات غير العادلة لا يمكن ان تستمر وتسبب مشاكل ، وأوضح ان الشراكة مع السعودية يمكن ان يوفر لها الكثير من الاساسيات الموجودة الآن بالسودان، والتي تؤدي تلبية احتياجات البلدين ، بعد ان يكتفي السودان ذاتيا وبكل سهولة وحسب الامكانات المتاحة الان، وفى فترة زمنية لا تتجاوز (3 ? 5) سنوات، وتوافر جزء كبير من الامن الغذائي العربي المقدر باكثر من مليار دولار، خاصة فى الغذائيات الاساسية بإستثمارات فى حدود (5 ? 10) مليارات دولار ، وأضاف : بإمكانها ان توفر نسبة جيدة من الامن الغذائي العربي ، بشراكات ، ويترك ما تبقى للأطراف الاخرى من مواطنين اصحاب الاراضي والاملاك فى المشاريع المروية وغيرها، بوضع برامج تحفيزية تجعلهم ينتجون دون ان نقوم باخذ اراضيهم ، وناشد الدولة بعمل البنيات التحتية، ووضع السياسات المحفزة للمنتج الاقتصادي ، بان لا نهضم حقوق الشعب ولا نتعدى على حقوق المستثمرين. وفضل البدري استكمال المشاريع الزراعية القائمة الآن ، وقال فى حديثه ل (الرأي العام): بقليل من التحسينات وفك الاختناقات، يمكن للمشاريع القائمة ان تنطلق وتوفر كثيرا من الامن الغذائي للسودان والعرب. من جانب آخر وصف د. حافظ ابراهيم الخبير الاقتصادي زيارة الرئيس للسعودية بالناجحة ، وتابع : خاصة فى ظل الظروف التي تمر بها البلاد بعد خروج البترول من الصادرات السودانية، واصبحت الدولة تبحث عن صادرات غير بترولية تسد الفجوة، وقال حافظ: اول واقرب دولة يمكن ان نتعامل معها تجاريا هي السعودية التي تمثل الاكبر من جانب التبادل التجاري للسودان من بين الدول العربية، وتسعى لمضاعفته، واوضح ان الزيارة تأتي بمثابة تعزيز العلاقات مرة اخرى، وفتح مجال للتجارة الدولية ، وتابع : الزيارة تحل اشكالية ، وتخفف التضخم وارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه بصورة فلكية من خلال التعاون الثنائي بين السودان ودول النفط العربية، وتعمل تغطية تأخذ البلاد من خلالها برهة لتنطلق نحو الاقتصاد النامي ، وان الزيارة ايجابية بصورة اكبر في الجانب الاقتصادي دون غيره من الجوانب الاخرى ذات الاهتمام المشترك.