الطفل (أكرم ) ، عمره عامان ، خضع لعملية إزالة (لوز ) بتاريخ 20/2/2013م ، بمستشفى (الاذن والانف والحنجرة ) بالخرطوم ، نجحت العملية بنسبة (100%) ، وبعد ازالة تأثير البنج ، كتب له الطبيب المعالج إذن الخروج ، وفي صبيحة اليوم التالي انتابته بعض الأعراض المرضية مثل (تشنجات في العنق ، وإنحناء في الظهر ) ، مع صعوبة الحركة ، بداية اعتقدت اسرته ان الأعراض عادية وناتجة بسبب اجراء العملية ، لكن الأعراض استمرت لأيام حتى جاء موعد مقابلة الطبيب المقرر له (بعد عشرة ايام من اجراء العملية الجراحية) ، وبعد الفحص افاد الطبيب ، ان الطفل مصاب بالتهابات في العصب بسبب (البنج ) مما تتطلب تنويمه ، في احد العنابر بالطابق الثاني ، حيث تفاجأت الاسرة بعدد كبير من الأطفال يعانون نفس الأعراض التي انتابت طفلهم (اكرم) . وحسب متابعات (حضرة المسؤول) فتلك الأعراض يعانى منها بعض الاطفال الذين خضعوا لاجراء عمليات خلال الفترة من (12-26/ فبراير 2013م) ، من بينهم الطفل ( مصطفى ) ، 7 سنوات اجريت له عملية لوز في يوم 29/ 1/ 2013م ، بنفس المستشفى وكتب له الطبيب المعالج اذن الخروج بعد العملية مباشرة ، وبعد ثلاثة أيام تدهورت حالة الطفل بشكل يدعى للخوف والتوجس وارجعه والده الى المستشفى وافاده الطبيب انها مجرد اعراض جانبية بسبب حقن ال(فولتركس ) المسكنة التي تزداد خطورتها باستمرار للاطفال ، لانها تحتوي على مخدر خطير مسكن للألم وتتمثل خطورتها في احتمالية ادمانها خاصة ان الطفل اخذ اكثر من 24 حقنة خلال فترة وجيزة ، وبعد 12 يوما خرج الطفل على ان يتناول نفس الحقن في المنزل (تجدر الاشار الى ان تكلفة الحقن مرتفعة جدا ووصلت قيمتها في اليوم الواحد حوالي 300جنيه لمدة 6أسابيع قيمتها 12 الف جنيه ) ورغم ذلك تدهورت حالته واصبحت الاسرة تذهب به من طبيب لآخر في نهاية الامر طلب منهم اختصاصي خارجي اجراء صور رنين مغنطيسي اتضح خلالها وجود مادة (صديد ) وتلف في السلسلة الفقرية والسبب الالتهاب الناتج عن عملية اللوز ،عجزت الاسرة من ايجاد العلاج فتوجهت بالطفل الى مركز فضيل حيث افادهم الطبيب بان الطفل يحتاج لعملية مستعجلة تكلفتها 7 آلاف جنيه لان دمه ملوث. نجحت العملية وتم اخذ عينة من الصديد لفحصها وبعد اسبوع اتضح انها ناتجة بسبب التهاب خطير في منطقة حساسة (السلسلة الفقرية ) وطلب منهم مقابلة استشاري اطفال آخر الذي قام بصرف ثمانية انواع من الادوية وقع الاختيار على علاج (الفوتم ) لانه مناسب وقد يساعد في علاج الحالة ، استشعارا من والد الطفل بخطورة الموقف رجع مستشفى الانف والاذن والحنجرة وسرد لهم معاناة طفله التي بدأت في هذه المستشفى ، حتى يتمكنوا من احتواء الحالات وكيفية التعامل معها وبناء على ذلك خضع كل الاطفال لعلاج (الفوتم ). وهذه حالة اخرى .. الطفل (الأمين ) 5 سنوات ، اجرى بمستشفى الانف والاذن والحنجرة عملية التهاب في اللوزة الثالثة وبعد يومين اصبح يشكو من الم (بالرقبة ) عندما عادت به اسرته الى الاطباء بنفس المستشفى افادوهم ان هناك (خراج) في مكان اجراء العملية (الحلق ) وقرروا خضوعه لعملية لاستخراجه بشرط كتابة اقرار من الاسرة على الموافقة باجراء العملية ، بعد مضي ساعات خرج التيم الطبي المشرف على العملية وقالوا لوالده (حمد لله على السلامه ما في أي خراج ) فسألهم والد الطفل مستفسرا على اي اساس خضع طفله لعملية اخرى؟ جاءت اجابتهم انهم اعتقدوا ان هناك خراجا مما زاد الامر سوءا وتدهورت صحة الطفل الذي ما زال طريح الفراش بالمستشفى يتلقى العلاج تحت اشراف دكتور (عمر سيد ) مدير المستشفى ، كذلك واجه الطفل (احمد ) ثلاث سنوات نفس المصير المؤلم والآن في انتظار الشفاء. زاد عدد حالات الاصابة بالتهاب حاد في السلسلة الفقرية وفي الدم وتشنجات في (الرقبة ) بين الاطفال الذين خضعوا لعمليات لوز بمستشفى الانف والاذن والحنجرة عن 12 حالة تتراوح اعمارهم بين (عام ? 12 عاما ) اغلبهم مرقد بعنبر حريمات الطابق الثالث ، وحسب افادة اولياء امور الاطفال المرضى ل(حضرة المسؤول ) اتضح من خلال البحث والاستفسار ان هناك مشكلة في البنج ،و ان كل الاطفال الذين اجروا عمليات مصابين بتشنجات في العنق وصعوبة الحركة ، وجميعهم يتناولون دواء الفلاجين الذي يصرفه اطباء المستشفى بعد اجراء العملية وما زالوا يواجهون صعوبة في الحركة. الواضح من خلال السرد السابق هناك مشكلة ما غير معروفة حتى لدى الاطباء بالمستشفى مما يفرض عددا من الاسئلة تتعلق لماذا لم يتم كشف دوري وتحليل دم الاطفال ؟ لماذا لم يخضع الاطفال لصور رنين مغنطيسي للسلسلة الفقرية توضح وجود تآكل كما سبق ذكره ؟ في هذا السياق يناشد آباء الاطفال المرضى وزير الصحة بالتدخل السريع لمعرفة الاسباب وانقاذ الاطفال من الامراض التي ألمت بهم بسبب عمليات اللوز بمستشفى الاذن والانف والحنجرة، وسوف نعكس وجهة نظر ادارة مستشفى الانف والاذن والحنجرة الخرطوم حول هذه الأعراض وكيفية علاجها.