غيب الموت هذا الأسبوع أحد أصدقاء العرب المخلصين والشريك الاقتصادي الكبير في أمريكا الجنوبية الرئيس «هوغو شافيز» رئيس جمهورية فنزويلا وأحد أكبر محرريها وباعث نهضتها الاقتصادية. فقد استطاع شافيز في وقت وجيز من تحرير النفط الفنزولي من قبضة الشركات الأمريكية وصرف أكبر نسبة من إيراداته على الفقراء في الريف ولتحسين الأحوال المعيشية للطبقات الوسطى الفقيرة من الشعب، ما جعل ثقة الشعب تتجدد فيه لولاية ثانية عندما فاز في الانتخابات الأخيرة قبل وفاته وقبل أن يؤدي القسم السياسي. فنزويلا من الدول الصديقة للعرب وتربطها بالعالم عربي علاقات قديمة منذ إنشاء منظمة «أوبك» في العام 1963م عندما كانت من الدول المؤسسة للمنظمة مع العراق والمملكة العربية السعودية وإيران والكويت والجزائر، وكان قرار الإنشاء ضد رغبة الشركات الانجلو أمريكية آنذاك «B.p» وآكسون وموبيل وأوسو وكانت خطة الانشاء بتضييق الخناق على الشركات الاجنبية من جانب المملكة العربية السعودية ووزير نفطها آنذاك السيد «عبد الله الطريقي» الذي طالب الشركات برفع نصيب حصة السعودية إلى «51%» وأول من تضامن مع وزير النفط السعودي وزير النفط الفنزويلي آنذاك «الفونسو» وقام بمطالبة الشركات الامريكية العاملة بفنزويلا برفع نصيب حصة فنزويلا إلى «51%» ومن ذلك التاريخ بدأت مسيرة فنزويلا بتحرير ثروتها النفطية إلى أن جاء نظام شافيز للحكم حيث جاهر بالعداء بشدة للولايات المتحدة رافضاً هيمنة الشركات الامريكية ومهدداً بقطع الامدادات النفطية للولايات المتحدة عدة مرات مما جعل الأخيرة تخفض من تدخلها في شئون دولة فنزويلا، وأصبح شافيز يطالب بقية الدول في امريكا اللاتينية بالتحرر من الهيمنة الامريكية، فسعى إلى إنشاء التكتلات الاقتصادية الخاصة بدول المنطقة اللاتينية بعيداً عن الاعتماد على امريكا و أوروبا كما فتح شافيز قنوات التعاون الاقتصادي مع دول الشرق الأوسط خاصة مع إيران وسوريا وتركيا ومع بقية دول «أوبك» . وكانت هناك شراكات اقتصادية جيدة مع ايران وتركيا ودول الخليج فيها الكثير من الاستثمارات المتبادلة. وقد كان شافيز يحرص دائماً على انشاء تكتلات مع دول الشرق الأوسط وقد تم اعلان تكتل يضمه مع روسيا وتركيا وايران، وقد كان شافيز حتى وفاته حريصاًِ على زيارة دول الشرق الأوسط والتحدث إلى قادتها وداعماً للسلطة الفلسطينية ومساندة كل قضايا العرب في الاممالمتحدة ومجلس الأمن، وبوفاته فقد العرب شريكاً اقتصادياً وصديقاً حميماً للعرب في منطقة أمريكا الجنوبية.