الخرطوم: عبد الرؤوف عوض - بابكر الحسن : وجّه الرئيس عمر البشير لدى لقائه في مكتبه بمجلس الوزراء أمس وزراء المعادن بالسودان ومصر وليبيا، بالاستمرار في الجهود المشتركة للتعاون بين هذه الدول، وتنفيذ مشروعات مشتركة في مجال التعدين، وجعل ذلك نواةً وقاعدةً لأعمال مشتركة في باقي القطاعات الأخرى، لا سيما في الزراعة والصناعة والبترول والنقل وصولاً لوحدة تكاملية تجمع هذه الدول . وأوضح كمال عبد اللطيف وزير المعادن في تصريحات أمس، أن اللقاء تناول أهداف الزيارة المتمثلة بالمشاركة في الاجتماع التفاكري لوزراء الثروة المعدنية بالسودان ومصر وليبيا ببرج كورنثيا في الخرطوم، وما تمّ فيه من مباحثات مشتركة، وأضاف بأن الرئيس أكد دعمه لما اتخذ من خطوات، ودعا لأهمية التعاون بين الدول الثلاث وتعزيزه وأهمية المضي قدماً فيه .وقال إن البشير قدم عدداً من النصائح والتوجيهات لوزراء التعدين الثلاثة، ونوه لضرورة العمل على فتح الحدود لتكون هناك حرية لحركة المواطنين لتبادل المنافع والمصالح، وأن يكون التعاون بين الدول الثلاث نواةً لوحدة عربية شاملة تعيد للأذهان التلاحم والوحدة العربية المنشودة . وقّع وزراء المعادن بالسودان ومصر وليبيا عقب اجتماع تفاكري بالخرطوم أمس، بروتوكولاً للتعاون المشترك في مجال الثروات المعدنية. ونَص البروتوكول على العمل لتنشيط التعاون المشترك بين الأجهزة الفنية والمختصة في مجالات المسح الجيولوجي والاستكشاف المعدني بالمناطق الحدودية، وتقديم مشروعات التكامل بين الدول الثلاث في مجال الدراسات الجيولوجية، ودراسات صخور الدرع العربي النوبي، وأنماط التعدين بالمناطق الحدودية، والعمل على استقطاب الاستثمارات لتنفيذ مشروعات تعدينية مشتركة على الحدود، ووضع برنامج زمني لتنفيذ البروتوكول وتكوين لجنة فنية مشتركة للمتابعة. واتفقت الأطراف على تكوين لجنة فنية مشتركة على مستوى وكلاء الوزارات تجتمع كل ثلاثة أشهر بالتناوب بين الدول الثلاث لمتابعة تنفيذ الاتفاقيات. وتستضيف مصر الاجتماع القادم في يونيو المقبل، وسيتم دعوة دول عربية أخرى للمشاركة في الاجتماع، كما سيعقد الاجتماع الثالث بطرابلس في سبتمبر المقبل. وأشاد المجتمعون بمقترح تقدم به السودان لإنشاء صندوق الإنماء التعديني، وأكدوا ضرورة العمل على تحقيق أعلى قيمة مُضافة بالنسبة للصادرات التعدينية وتبادل الخبرات. ووصف كمال عبد اللطيف الاجتماع التفاكري بأنه محطة تاريخية لم تتكرّر منذ ثلاثين عاماً.