اعتبر مجلس الوزراء في اجتماع ترأسه الرئيس عمر البشير أمس، اتفاق وفدي التفاوض بأديس أبابا على الترتيبات الأمنية خطوة مهمة نحو إنفاذ اتفاقية التعاون المشترك مع جنوب السودان، ولفت إلى أن موقفه ظل ثابتا بأهمية تنفيذ الترتيبات الأمنية بوصفها المعبر لتنفيذ كل الاتفاقات الأخرى. وأكد تقرير قدمه الفريق أول ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع، رئيس جانب السودان في اللجنة السياسية الأمنية المشتركة للمجلس، انسحاب قوات البلدين من المنطقة منزوعة السلاح بنهاية يوم 24 مارس الحالي، بجانب الاتفاق على إنشاء آلية مشتركة للمراقبة تختص بالنظر في الشكاوى بما في ذلك دعم وإيواء الحركات المسلحة داخل وخارج الحدود، واعتبر المجلس أن هذا العمل يعد ضمنيا فكاً للارتباط بين دولة الجنوب والفرقتين التاسعة والعاشرة. وفي السياق، أصدر د. عوض الجاز وزير النفط أمس، الأوامر لشركات البترول العاملة بالسودان (WNPOC -PDOC- GNPOC) لإتخاذ كل الإجراءات والتدابير المطلوبة لإعادة معالجة ونقل وتصدير النفط المنتج في جنوب السودان عبر منشآت السودان التي تشمل مراكز المعالجة المركزية وخطي الأنابيب ومينائي التصدير على البحر الأحمر. واعتبرت اللجنة العليا لمتابعة تنفيذ اتفاقيات التعاون، أن صدور هذه الأوامر يتم وفاء لتنفيذ الاتفاقيات بين البلدين، ووفقا للمواقيت الواردة في مصفوفة التنفيذ. وفي الأثناء، أشاد مجلس وزراء جنوب السودان خلال اجتماعه الدوري برئاسة الفريق سلفا كير ميارديت أمس، بالجهود الكبيرة التي بذلها وفد بلاده المفاوض، وأكد دعمه الكامل لمصفوفة اتفاقيات التعاون الموقعة بين البلدين، وأعلن عن تشكيل لجنة رفيعة المستوى لمتابعة التنفيذ الكامل للاتفاقية. واقترح المجلس حسب (سونا)، تكوين لجنة مشتركة للتنسيق بين البلدين. ودعا د. برنابا بنجامين وزير الإعلام، شعب جنوب السودان للترحيب الحار بهذا الاتفاق الذي يعتبر خطوة مهمة في الطريق الصحيح لعلاقات أفضل بين الدولتين. من جانبها، أعلنت الولاياتالمتحدةالأمريكية، ترحيبها بقرار الحكومة الدخول في مفاوضات مع الحركة الشعبية قطاع الشمال. وحث بيان أصدرته السفارة الأمريكيةبالخرطوم، الطرفين على إجراء هذه المحادثات في أقرب وقت ممكن، على ضوء الأولوية المعطاة بحسب قرار مجلس الأمن الدولي (2046) ومجلس السلم والأمن الأفريقي، التي وضعت الأسس للمحادثات بين الطرفين. ودعت واشنطن الجانبين خلال الفترة الانتقالية، وقبل المحادثات إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وعدم اتخاذ أي تصرف من شانه أن يؤدي لتفاقم الأوضاع في جنوب كردفان والنيل الأزرق أو يعيق التقدم نحو المحادثات.