قال الوسيط الأفريقي ثابو أمبيكي، إن السودان وجنوب السودان وقعا فجر امس على مصفوفة تنفيذ اتفاقيات التعاون التسع الموقعة بين حكومتي البلدين في 27 سبتمبر الماضي، ما يسمح باستئناف ضخ النفط الجنوبي عبر الشمال خلال اسبوعين، وسارع الرئيسان عمر البشير وسلفاكير ميارديت الى تبادل التهانئ عبر اتصال هاتفي أمس، وتأكيد التزامهما بإنفاذ المصفوفة بإخلاص وصدق وجدية. وكشفت وزارة المالية والاقتصاد الوطني عن الآثار المباشرة لتوقيع المصفوفة ومردودها على الوضع الاقتصادي بالبلاد وزيادة الإيرادات الحكومية عبر رسوم عبور النفط. ويحدد الاتفاق الذي وقع عليه كبير المفاوضين السودانيين إدريس محمد عبدالقادر مع نظيره الجنوبي باقان أموم، جدولاً زمنياً لاستئناف تدفق النفط، وذلك بعد أربعة أيام من محادثات رعاها الاتحاد الأفريقي في العاصمة الأثيوبية. وأبلغ أمبيكي الذي يتوسط بين الجانبين الصحفيين بعد التوقيع مباشرة في أديس أبابا أن الأوامر ستصدر إلى الشركات في غضون أسبوعين لاستئناف تدفقات النفط، وسارع الاتحاد الأفريقي إلى الترحيب بالاتفاق، وذكرت رئيسة مفوضية الاتحاد نكوسازانا دلاميني زوما في بيان أنها «ترحب بالتوقيع الذي يأتي تتويجاً للمحادثات حول التنفيذ الذي يتضمن خطة مفصلة وجدولاً زمنياً للتنفيذ الكامل لجميع عناصر الاتفاق». وقال رئيس وفد الحكومة المفاوض ادريس عبد القادر في تصريحات صحفية في مطار الخرطوم عقب وصول الوفد من العاصمة الاثيوبية مساء امس، ان الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها تشمل الترتيبات الأمنية والتعاون الاقتصادي خاصة فيما يتعلق بتصدير نفط الجنوب عبر السودان، بالإضافة لحركة المواطنين ومعاملتهم في البلدين والتجارة والمصارف والمعاشات والتعاون الدولي المتعلق بالديون والدعم الاقتصادي بالدولتين. واكد ادريس ان مصفوفة الترتيبات الأمنية، عبارة عن «ترتيبات مفصلة جدا لا تبنى على العواطف» مشيرا الى انها ترتيب موضوعي تفصيلي يبدأ بيوم التنفيذ، 10 من مارس الجاري، وينتقل إلى الانسحاب من حدود الدولة الاخرى في وقت وجيز جدا هو 17 مارس، ثم يلي ذلك انسحاب كل طرف من المنطقة الآمنة منزوعة السلاح، عشرة كلم من كل دولة لتكون ال 20 كيلو كل المنطقة المنزوعة، بما فيها 14 ميل»، واوضح ان هذه الترتيبات ستكتمل في وقت معلوم لا يتجاوز السادس من شهر ابريل القادم، واضاف انه في الوقت الذي ستبدأ فيه الترتيبات الامنية سينطلق تنفيذ اتفاقيات التعاون الاخرى بالتزامن وزاد «إجمالا التنفيذ هو متزامن مشترك منسق». واكد رئيس وفد الحكومة المفاوض انه وبتوقيع هذه المصفوفة يصبح تنفيذ الاتفاقيات مسؤولية الدولتين والحكومتين عبر الوزارات المختصة والجهات الفنية والتنفيذية. واعرب عن امله في ان تفضي الى تكامل اقتصادي بين البلدين، واعتبر ان مصفوفة التعاون فتحت الباب على مصراعيه لتكوين علاقة حسنة وطبيعية، مؤكدا التزام الخرطوم التام «نصا وروحا» باتفاق التعاون واضاف نحن على ثقة من ان حكومة جنوب السودان هي على ذات الالتزام والتأكيد بالتنفيذ الناجز بما اتفقنا عليه من جداول. وقال عضو وفد الحكومة المفاوض الفريق بابكر عدوي انه سيتم الشروع فورا في تشكيل لجان للمعابر الحدودية التي ستعقد اجتماعها في 17 مارس على ان يستغرق تنفيذ المنشآت الاساسية 60 يوما، بعدها تتم زيارات للتحقق بينما تكون المعابر جاهزة بعد 70 يوما. واكد ان اجتماع الالية الامنية السياسية في 17 مارس سيتلقى التقارير التي تؤكد التزام الطرفين بالاتفاقيات عبر آلية للشكاوي بما يخص الدعم والإيواء خارج 40 كلم، مشيرا الى انه تم وضع جداول محددة لوضع الشكاوي. من جانبه، اكد وكيل وزارة النفط، عوض عبد الفتاح، ان ضخ النفط الجنوبي عبر الانابيب السودانية سيتم خلال اسبوعين، مشيرا الى ان الاوامر صدرت للشركات بإعادة ضخ نفط الجنوب عبر المنشآت السودانية، واضاف أن هناك اجراءات فنية وإدارية ستتخذ لمباشرة ضخ بترول الجنوب عبر الأنابيب لتصديره عبر الموانئ السودانية في اقرب وقت ممكن. وكشفت وزارة المالية والاقتصاد الوطني عن الآثار المباشرة لتوقيع المصفوفة ومردودها على الوضع الاقتصادي بالبلاد وزيادة الإيرادات الحكومية عبر رسوم عبور النفط. وقال وزير الدولة بالمالية عبدالرحمن ضرار للمركز السوداني للخدمات الصحافية إن المصفوفة ستسهم في خلق توازن في الاقتصاد بين البلدين بجانب مساهمتها في زيادة الإيرادات للإنفاق الحكومي وخفض الصرف على الأجهزة الأمنية والجيش، فضلاً عن استقرار أسعار الصرف وتوفير النقد الأجنبي الذي سيؤدي إلى ارتفاع العملة الوطنية مقابل العملة الأجنبية، بالإضافة إلى منع مضاربات التجار للتخفيف من ارتفاع الأسعار وتقلل العبء على المواطنين. وأكد ضرار أن توقيع المصفوفة سيساعد في إعادة الثقة بين البلدين في النواحي التجارية والأمنية بجانب عودة النازحين وانتعاش المناطق الحدودية. الى ذلك، اكد الرئيس عمر البشير خلال اتصال هاتفي مع رئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت على ضرورة الحرص على الالتزام بتنفيذ مصفوفة اتفاقيات التعاون التى تم التوقيع عليها أمس . واتفق الرئيسان خلال الاتصال الذى تبادلا فيه التهنئة بتوقيع المصفوفه على ان ما تم يمثل الوضع الطبيعى للعلاقة بين البلدين ،وان مصلحة الشعبين تقتضى توثيق العلاقة بما يخدم المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة . واتفق الرئيسان على المضى بإخلاص وصدق وجدية فى انفاذ المصفوفة وتسوية القضايا العالقه التى تعيق تعزيز التعاون بين البلدين . وكشف السكرتير الصحفى للرئيس، عماد سيد احمد، ان الرئيس البشير قبل الدعوة التى وجهها له الرئيس سلفاكير لزيارة جوبا ووعد بتلبيتها الصحافة