تباع حالياً في أسواق العطارة وصفات وخلطات عشبية لعلاج العقم وتسهيل عملية الإنجاب ، ما يثير الكثير من علامات الاستفهام حول ما يدور في محال العطارين ، وأسواق التداوي بالأعشاب ، والخلطات الغريبة والخطيرة التي تباع لمعالجة العقم وإنجاب جنين - (الرأي العام ) وضعت القضية على طاولة النقاش والتداول بين الخبراء وخرجت بالآتي: مأساة (م) (م ) تبلغ من العمر( 42 ) عاماً متزوجة منذ عشرة أعوام ، لم تحظ خلالها بإنجاب طفل يملأ عليها حياتها .. قامت بعرض حالتها على عدد من اختصاصيي النساء والتوليد لمعرفة أسباب تأخر الإنجاب .. وعندما تقطعت بها السبل دلتها إحدى معارفها الى أحد العشابين بالخرطوم ، بدأت معه العلاج على عدة مراحل ، حيث صرف لها عشبة لإزالة الأعراض الاولية مثل التهابات المبايض وزيادة الخصوبة ، على ان تتناولها مرتين في اليوم .. وبعد مرور شهر انتابتها مضاعفات ادت لحالات إغماء وسخونة في البول وآلام أعلى (المحسن ) ، تم عرضها على اختصاصي نساء وتوليد حيث اتضح أن العشبة التي تناولتها عملت على إغلاق المهبل تماماً والآن (م) بين الحياة والموت. تجارة عشوائية حول حقيقة ما يتردد من أن هناك تجاوزات من جانب بعض العشابين وتلاعبهم بصحة المواطنين ، تحدث (بابكر محمد زين ) خبير الأعشاب ومدير شركة النيل للأعشاب المحدودة حول ظاهرة انتشار الأعشاب واستغلالها بغرض كسب المال ، حيث أفاد : هناك بعض التجار لا خبرة لهم في مجال الاعشاب وإنما دخلوا المجال للربح فقط .. مؤكدا ان الأعشاب التي تباع بشكل عشوائي في الشوارع ومحلات العطاره لا صلة لها بعلاج تأخر الانجاب ، وهي أعشاب غير مضمونة ولا حتى معروفة ويجهل مصادرها ، كما أنها معرضة للكثير من الملوثات التي تتسبب في الإصابة بأخطر الأمراض ، لكنه اعترف بأهمية الطب البديل ووجود أعشاب تداوي أمراض (السكر - الحصاوي - الضغط - الكبد الوبائي - البرص- الاكزيما - البروستات -والغدة الدرقية ) وغيرها من الأمراض في مقدمتها مشاكل تأخر الانجاب ، وتطرق للحديث عن خصائص عشبة بن علي اليمني التي تعالج مشاكل تأخر الانجاب كتنظيم الدورة وإزالة تكيس المبايض وفتح الأنابيب ووزن هرمون اللبن وازالة الالتهابات وزيادة الخصوبة بالنسبة للنساء ، كما تعالج زيادة الحيوانات المنوية وحركتها وازالة تشوهات الحيوانات المنوية وزيادة الخصوبة بالنسبة للرجال ،موضحا ان فعالية العشبة مضمونة لانها خضعت لدراسات علمية بواسطة خبراء اعشاب عرب وأجانب محذرا من الانسياق وراء التجار الذين يفترشون الاعشاب بشكل عشوائي بالاسواق ، داعيا لضرورة تنظيم العمل من اجل حماية المستهلك خاصة النساء ، والاسراع في تنفيذ مقترح قانون الاعشاب واجازته لحماية العشابين أنفسهم والمواطن. دجل وشعوذة في سياق ذلك أكد : د.(مجدي نمر ) اختصاصي نساء وتوليد ومدير عام الوحدة العلاجية بجامعة النيلين ، ان تجارة الاعشاب تصاحبها عمليات دجل وشعوذة كبيرة ، في ظل غياب للجهات المختصة وذلك من قبل عدد من العشابين الذين استغلوا جهل الناس بحقيقة وأضرار تلك الأعشاب ، وقال : لا بد أن يعي المستهلك أن الإنجاب هبة من الله وان الاطباء والعشابين الذين يعملون في علاج العقم إنما يقومون بصرف علاجات تزيل أعراض مرضية معينة لكنها لا تضمن انجاب طفل ، ويجب أن لا يتخذ العطارون وغيرهم من العشابين من الأمراض وسيلة لكسب العيش فالأعشاب ربما تشفي هذا وتنعكس سلبا على ذلك ، وأشار : حاليا هناك فوضى في مجال تجارة الأعشاب بحاجة للحسم. وقال (نحن لا نهاجم وإنما ننصح فقط ، والشفاء قد يكون في قطرة موية ) وأوصى بضرورة الدعاء والابتهال والإكثار بالصلاة على النبي لتسهيل الإنجاب وغيره. تقنين المهنة ولم يبتعد د.(عماد إبراهيم) صيدلي عن الحديث السابق مؤكداً ان المسألة تحتاج الى تقنين، فهناك تجاوزت في تجارة الاعشاب أودت بحياة الكثير من الأرواح ، ونبه إلى ان الاقبال الحالي على محال العطارة والأعشاب كبير جدا ويفوق الوصف خاصة من النساء المصابات باليأس، الأمر الذي أوقعهن في فخ الدجالين والمشعوذين والعاطلين عن العمل ، ليشترين الموت بدلاً عن العلاج ، وعلى ضرب المثال بعض العطارين يصفون الحنظل للحوامل وهو يسبب الاجهاض ، منبها إلى ان الأعشاب ليس لها مفعول في علاج الأمراض الصعبة والمزمنة وفي مقدمتها العقم، مطالبا بمراقبة الأسواق والقبض على من يمارسون عمليات النصب والاسترزاق غير الشريف ويعرضون حياة المواطنين للخطر.