* زيارة الزميلة القديرة تهانى عثمان للعطارة وعودتها بمجموعة الصور التى صاحبت التحقيق الذى التقت فيه الزميلة اصحاب العطارات، جعلنى أتأمل الزجاجات المتراصة ونقوش من كلمات عليها تعنى اسم المنتج الذى كتب بقلم أسودَ بارز بدءً من (زيزفون وحبة النفوس جرجير وخلجلان) ولكل سعر ومميزات وهى دواء لكل مرض فقط ماعلى المريض الا الاتجاه للعطارة التى يشخص صاحبها ويعطى العلاج بعد ان يحكى المريض ثم يقبض الثمن. * لم يكن حتى الامس القريب هذا الانتشار الواسع( جدا جدا) للعطارات التى اصبحت فى كل (راس شارع) خاصة مع انعدام الدواء وهجرة الاطباء وارتفاع اسعار العيادات الخاصة . فبعد ظهور هذه العوامل القاتلة اتجه المواطن للعطارات وحكيمها الذى يبدأ عنده التشخيص والعلاج بعيدا عن صور الاشعة والموجات الصوتية ورسم المخ والقلب وما الى ذلك فجرجير العطار وزيزفونه وخلجانه كلها علاجات بمفهوم العطار الذى ينظر مليا الى زجاجاته لينتقى الدواء المناسب. * قطف النبات ومحاولات خلق مادة علاجية منه لابد ان تتبعها ضوابط ومعرفة بالنباتات وفعاليتها وسمومها وتاثيرها على المريض فى المدى القريب والبعيد وهذا يتطلب علما ليس بين طيات كتب قديمة تم تحوير بعض كلماتها ومدلولاتها فالطب النبوى معروف والتداوى بالاعشاب كذلك لكن ظهرت بعض الممارسات الحديثة والتى يأتى الوصف فيها والاستعمال والكيفية والكمية هى المحك الرئيسى والآن ظهرت نباتات واعشاب فى مناطق متفرقة فى هذه الدنيا اصبح لها روادها وقاطفوها ومروجو نفعها من غير دراسة او حتى معرفة آثارها فى مقبل الايام، فتركيبة الدواء العشبى ان جازت التسمية ومزجها واستخلاص زبدتها يجب ان تخضع لموازين معامل وزارة الصحة وموافقة الجهات المسؤولة .. * زجاجات اخرى على ارفف دكان عطار آخر للتخصيص الآمن فى مقابل اخرى لزيادة الوزن وتسمين الوجه الامر الذى ادى لازدحام العطارة بنساء من مختلف الاعمار جذبهن الجمال الزائف فاقبلن على اعشاب وحبوب داخل علب تحمل صور منتقاة بعناية لكن ينقصها الاشراف الطبى * نساء كثر وقعن فى فخ التداوى بالاعشاب لتظهر عليهن اعراض امراض اخرى بعد الاستعمال تجعلهن يطرقن ابواب العيادات الطبية ليأتى التشخيص بوقف الدواء العشبى فورا والاتجاه نحو التخلص من آثاره التى عادة ما تزيد اعباء المريض بظهور مرض آخر يظل ينمو ويكبر بجهل المريض والعشاب * اذا التداوى بالاعشاب محفوف بمخاطر جمة وقد يقع المريض فى براثين غير المختصين والمؤهلين فيصبح ضحية عشب بدلا من التداوى وما يدعو للدهشة ان محلات بيع الاعشاب او التداوى بها لم تترك مرضا بلا علاج اذ قدمت لكل مرض علاجه بمنتهى السهولة واليسر * الاتجاه للطرق العلمية ذات الادلة والبراهين هو المطلوب استصحابه عند التداوى بالاعشاب فالطبيعة والحمد الله ملأى بالكثير من الاعشاب النافعة ولكن مزجها مع اخرى قد يعطى منتجا لا يحمل الصفات الآمنة للاستخدام وحتى النافعة قد تستحق دليلا علميا * اعلانات كثيرة وبروشورات اكثر وملصقات وسيارات تتحرك هنا وهناك تحمل (علاجك عندنا..جمالك عندنا) تسوق لخلطات عشبية طبيعية وفق وصفها ولكن تخضع لتحليل علمى دقيق يؤكد كسبها لقائمة التداول. * مستحضرات تجميل مختلفة تدخل البلاد واخرى مصنعة محلياً من اعشاب مجهولة المنشأ ومواصفات تعانى محدودية الحركة وحديث عن حبوب هلوسة يتم تداولها وسط الشباب من الجنسين نحتاج فيها لرأى قاطع يؤكد او ينفى وجودها وخلطات عشبية علاجية تباع علنا باقبال كثيف من النساء وجمعية حماية مستهلك تسعى عبر محاولات مختلفة لتقنين الوضع الصحى العشبى ان جاز القول، لكننى اقول لابد من افراد برنامج توعوى بتكاتف صحى اجتماعى علمى رقابى ...فهل لنا ذلك. * همسه ياعالم السحر الطروب يا حاملا سيف النزال فريدا انى أصوغ الحلم ألف قصيدة أعلقها على صدر الوطن حينا من الدهر