(الطابور الخامس)، هو تعبير نشأ أثناء الحرب الأهلية الإسبانية التي نشبت عام 1936م واستمرت ثلاث سنوات، وأول من أطلق هذا التعبير هو الجنرال (كويبو كيللانو) أحد قادة القوات الثائرة الزاحفة على مدريد، وكانت تتكون من أربعة طوابير من الثوار، وقال: (إن هناك طابورًا خامساً يعمل مع الثوار من داخل مدريد ويقصد به مؤيدو الثورة من الشعب). وترسخ هذا المعنى في الاعتماد على الجواسيس في الحروب واتسع ليشمل مروجي الإشاعات ومنظمي الحروب النفسية التي انتشرت نتيجة الحرب الباردة بين المعسكرين الشيوعي والغربي. ويعتبر استقرار الأمة ? أية أمة ? (خط أحمر) لا يمكن التفريط فيه، وتسعى كل قيادة دولة، مثل السودان ومع الشركاء في مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقى ومنظمة (الايقاد) والحكومة الأثيوبية لتحقيق السلام وتجنب ويلات الحرب وآثارها المدمرة للوطن والمواطن في ذات الوقت بأخذ الحيطة والحذر، ومكافحة أي جيوب مساندة لمتمردين أو (طابور خامس) يعبث داخل وخارج المدن الكبيرة والصغيرة، وكانت القوات المسلحة والشرطة السودانية أعلنتا في وقت سابق حالة التأهب والاستعداد تحسبا لأية أعمال عنف مصاحبة للأحداث الاخيرة التي وقعت في مناطق بشمال وجنوب كردفان، وأبيي، ودارفور، أو غيرها. أم روابة وابوكرشولا.. (طابور خامس) ووجد الهجوم الذي نفذته قوات تحالف الجبهة الثورية المتمردة أخيرا على مناطق أبوكرشولا وأم روابة ومحاولة اجتياح أم برمبيطة، صدى إعلاميا واسعا محليا ودوليا، كما وجدت إدانة واسعة، لكنها في ذات الوقت فتحت المجال للتكهنات وترويج الشائعات وحبك القصص المختلفة حول طبيعة وظروف تنفيذ هذه الهجمات، وفي سياق ذلك، كشفت مصادر أن قائد الهجوم على مدينة أم روابة هو رائد سابق بالشرطة يدعى (فيصل موسى)، كان قد تم فصله من الشرطة في وقت سابق، وأكدت ذات المصادر أنه ذهب لأهله في المنزل داخل أم روابة فور دخول القوة وبصحبته آخرين تم فصلهم من القوات الحكومية لأسباب مختلفة. وهو ما يعتبره مراقبون تجسيدا حيا لمقولة (الطابور الخامس). تصدي الجيش والشرطة وأفلحت الشرطة في التصدي لمجموعة الجبهة الثورية وتفريقهم بعد أن قامت بتهشيم بعض المحال التجارية كما اعتقلت (10) منهم على ذمة التحقيق، ورابطت القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الأخرى بكافة المناطق، لكن (الطابور الخامس) قام بالتسلل لأم روابة لأنها خالية من الجيش، ولأن المنطقة كانت تعيش في سلام. كما تصدت القوات المسلحة والنظامية الأخرى، لهجوم غادر شنته فلول متمردي الجبهة الثورية على منطقة أم برمبيطة بجنوب كردفان، وكبدتهم أعدادا كبيرة من القتلى والجرحى، واستولت على معداتهم ومركباتهم التي تحمل أسلحة ثقيلة، حيث دمرت لهم عددا من المركبات المسلحة ومدرعة واحدة. غياب الهوية الوطنية وقال اللواء (م) يونس محمود الخبير العسكري والباحث بمركز السودان للبحوث والدراسات الاستراتيجية: بغض النظر عن من نفذ الهجوم فهنالك دلالة واشارة الى قضية أمن وطني مهدد وجبهات مفتوحة واحتمالات مجهولة الكيف والهوية وما انتجه الهجوم الاخير من أثر نفسي وأمني واقتصادي كلها تحد من حركة الوطن للأمام، ولا يحق لكل من تم فصله او فقد وظيفته او من يسمون (بالطابور الخامس)، ان يقفوا في الطرف المعادي للحكومة، ويضيف: جملة القول، ممنوع مبدأ الخروج على الدولة، ولقد ذكر ذلك في الاسلام، وتكمن المأساة في ان المسلحين هؤلاء لا يحملون هوية وطنية، وان الأداة العسكرية التي يستخدمونها لم تحقق اهدافهم ويمكن تحقيقها بطرق أمثل. مشاركة مؤكدة للطابور من جانبه، رجح العميد أمن (م) حسن بيومي الخبير الأمني، أن يكون (الطابور الخامس) ناتجا عن اشياء سلبية كثيرة، ولابد من ان تتحسب القوات المسلحة او غيرها لبعض الاجراءات عند فصل شخص من الخدمة او انتهائها بصرف حقوقه كاملة حتى لا تتكون الغبائن في نفس الشخص، وهذا يؤدي الى التمرد سواء كان وسط الضباط او الجنود، ويضيبف بيومي: اما حكاية (الطابور الخامس) التي حدثت اخيرا فهي مؤكدة، وهذا يدل على ان هنالك تعاونا من المنطقة ودخولهم وخروجهم بطريقة سهلة، وكنظرة امنية ارى ان هذه الاحداث هي عبارة عن تراكم وهذه هي النتيجة سواء كانت سياسية أو مهنية. الداخلية تتأسف علي أحداث أبيي وقريبا من هذه الأجواء، وقع حادث أبيي الأخير الذي راح ضحيته السلطان كوال دينق مجاك سلطان دينكا نقوك، وهو حادث تأسفت له الحكومة ممثلة في جميع قطاعاتها، ووجد إدانة واسعة، وتأسفت وزارة الداخلية على الحادث العارض وتمنت أن يتحلى الجميع بضبط النفس حتى يعم الأمن والتعايش السلمي ويعود الصفاء بين الطرفين نسبة لما يربطهما من وشائج وعلائق تاريخية راسخة، ورغم أنه تمت الدعوة لفتح تحقيق واسع وشامل وشفاف وعادل، إلا أن بعض التحليلات ذهبت إلى أن هناك نوعا من التخطيط ووجود أياد خفية قادت لهذه النتيجة المؤسفة التي باتت تهدد بانفجار الوضع هناك، وتهديد العلاقة المتطورة بين دولتي السودان. عموما، يظل (الطابور الخامس) متهما رئيسيا في كثير من الأحداث المزعجة التي تتعرض لها البلاد في أطرافها أو حتى في داخل العاصمة والمدن الكبيرة التي تكون عرضة لأفعال التمرد، وما حادثة هجوم (الذراع الطويل) التي نفذتها قوات حركة العدل والمساواة بقيادة خليل إبراهيم بأم درمان في العام 2008م إلا إحدى هذه الأشكال.. والأمر برمته يتطلب صحوة أكبر من القوات النظامية، وحتى من المواطن العادي لرصد التحركات المشبوهة التي تهدد أمن المواطن وأمن الوطن.Top of FormBo،