شهدت الأيام الماضية أحداثا متسارعة كادت تخلق نوعا من الانفلات والفوضى، حيث تركت عملية الاعتداء الغاشم على ولايتي شمال وجنوب كردفان جرحا غائرا في نفوس المواطنين السودانيين، كما ألقت بظلالها كثيفة على مجمل الأوضاع في البلاد، ومع تنامي الشائعات بشأن مخططات الجبهة الثورية والحديث عن خلايا نائمة وغيره، وفي ذات التوقيت أطلق اللواء (م) عمر إبراهيم نمر معتمد محلية الخرطوم تصريحات حول تكوين كتيبة استراتيجية لتأمين الخرطوم، الأمر الذي انتقده البعض واعتبرها تصريحات غير موفقة، خاصة في هذه الظروف، وفي ذات التوقيت عاش وسط الخرطوم حراكا دؤوبا بسبب تحويل ونقل مسارات وخطوط المواصلات لمواقع جديدة.. كل هذا وغيره كان محورا لجلسة (الرأي العام) مع معتمد الخرطوم في الحوار التالي: * كثير من الانتقادات وجهت للمعتمد والمحلية على خلفية التصريحات الأخيرة بشأن الكتيبة الاستراتيجية لتأمين الخرطوم؟ - الحديث الذي انتقده البعض هو نابع من قناعاتي، وليس لنا خيار كشعب، ونقول: ظل الشعب السوداني في الجانب المدني هو السند لقوات الشرطة والأمن، وذلك تعلمناه من أجدادنا، وأكد ان محلية الخرطوم ستكون سندا حقيقيا لكافة القوات وفي المقدمة، ومن هذا الباب جاء فتح معسكرات التدريب والاحتفال بالشهداء والأسر الفقيرة ويوم اليتيم في إطار سندنا، ونؤكد أن كل قطاعات الخرطوم ساندت قرارنا لتأمين الخرطوم من أجل إسناد القوات المسلحة في مشوارها الطويل لتأمين المواطنين. * البعض اعتبر أن توقيت إطلاق التصريحات بشأن إنشاء الكتيبة الاستراتيجية لتأمين الخرطوم غير مناسب؟ - الذين انتقدوا هذه التصريحات لا يدرون بالمؤامرة التي تحاك ضدنا، وأقول لهم: في اعتقادي ان تصريحاتي جاءت في زمنها المناسب والدليل على ذلك الإسراع في الانضمام لهذه المعسكرات من قبل أهم شرائح المجتمع وهي المرأة والتجار الذين قدموا أنفسهم وأموالهم لتأمين الخرطوم، وعلى الذين انتقدوا الأمر أن يحضروا يوم 18 من هذا الشهر إلى السوق المحلي للوقوف على نفرة التجار، بجانب نفرة كبرى ستشهدها الولاية يوم 25 من ذات الشهر سيقف عليها كل قيادات الولاية وكفى ذلك. * البعض يرى أن مثل هذه التصريحات ستخلق أرضية خصبة للشائعات وتحرك نشاط الخلايا النائمة والطابور الخامس؟ - بالتأكيد أثرت الشائعات على بعض المواطنين، ولكن لوسائط الإعلام دور مهم خلال هذه المرحلة، وعليها ان تقوم بتبصير وتنوير المواطنين، ونؤكد ان أبوابنا مفتوحة ومشرعة لكل وسائل الاعلام وحتى المواطنين للرد على اي استفسار او معلومة مغلوطة لتصحيحها، وهناك كثير من الشائعات وهذا في إطار إحباط الدولة، ونقول ان الدولة ثابتة وقوية وشعبها ملتف حولها وستظل الشائعات معزولة من بعض الأفواه التي لا يلتف حولها أحد، ونؤكد ان الخرطوم لا توجد بها خلايا نائمة وحتى الموجود منها محدود وواضح لأنها معزولة وفاشلة، والتحركات التي قامت بها مجموعة معينة تم احتواؤها من قبل الأجهزة الرسمية، وولاية الخرطوم عصية على اي عمليات اختراق من طابور خامس او خلايا نائمة، ولن يصلها أحد، وحدود الولاية آمنة وقواتنا جاهزة للدفاع عنها. * هل رصدتم تحركات لخلايا نائمة؟ - لا.. لم يتم رصد تحركات لخلايا، ولكن كل الخلايا الموجودة مرصودة. * الأحداث التي شهدتها ولايتا جنوب وشمال كردفان أعادت للأذهان دخول قوات خليل ابراهيم إلى العاصمة خلال العام 2008م.. وبعض الخبراء لم يستبعدوا احتمال محاولة دخول الخرطوم مرة أخرى، ويعتقد البعض أن تامين أطراف العاصمة هش، ويقللون من قدرة السدود والخيران على تأمين العاصمة؟ - واجهة الشعب هي التأمين الحقيقي، لا السدود والخيران، ولا حتى الالكترونيات تستطيع تأمين أي مكان ما لم يقم الشعب بذلك، والسدود والحفريات هي وسائل مساعدة للتأمين، وانتشار القوات حول المدن لا يحتاج لتسوير السودان ليصبح قلعة، وإنما نحتاج لبث الطمأنينة والإسناد من الشعب للقوات في الأحياء والمدن والولايات، ونحتاج لذلك ان يكون فاعلا في العاصمة. * خلال أحداث خليل، سمعنا ان البعض قدم مؤنا ومساعدة للقوات الغازية.. هل تحسبتم لذلك بتطوير الأسواق الكترونيا لأي طارئ قد يقع، وما المغزى من الاجتماع بتجار الأسواق؟ - التجار أصبحوا قلبا واحدا، خاصة بعد عملية التطوير التي شهدتها الأسواق مؤخرا، والاجتماع مع التجار لم يكن جديدا، فنجد بصمات واضحة لعمليات دعم التجار لكافة مناحي الحياة ووقوفهم مع القوات في السلم والاعتداءات بتقديم المساعدات العينية والمادية، والآن اكدوا استعدادهم بالانضمام للمعسكرات والدفاع عن الوطن متى ما دعا الداعي، وهم صمام الأمان للجبهة الداخلية. * تحدثت عن فتح معسكرات للمرأة.. هل ستحمل المرأة السلاح وسيتم تدريبها، ام سيتم تدريبها على الإسناد وتقديم الخدمات الطبية والمؤن؟ - للمرأة دور أساسي، فهي الأم والزوجة والاخت، ومعسكرات المرأة ستكون فقط لإعداد الطعام وصناعة اللبس وتعبئة الجوالات والشنط بكافة المستلزمات التي سيتم إرسالها لإخواننا في المناطق التي اعتدى عليها الخونة، وللمرأة السودانية تاريخ حافل في الجهاد. * في جانب آخر، هناك اتهام بان الاختناقات المرورية سببها تغيير المواقف قبل توفير مركبات للخطوط مما خلق معاناة كبيرة للمواطنين؟ - وزارة الطرق والجسور والبنية التحتية أخذت قرار معالجة الازدحام الموجود وسط الخرطوم عبر معالجة تقليل الزحام من موقف (كركر) سابقا، وبناء على ذلك عكفت الوزارة باداراتها المختلفة على وضع خطة متكاملة تشمل كل الولاية، وذلك في الوقت الذي قامت فيه محلية الخرطوم باستئجار ارض كمحطة اضافية للخرطوم جنوب وانضمام مواصلات شرق النيل، وشرعت جهات الاختصاص بالوزارة بتحويل (34) خطا لموقف شروني واصبحت بالاستاد خطوط لجنوبالخرطوم وجزء من بحري وجبل اولياء والكلاكلات وام درمان، أما السكة حديد فبها مواصلات ام درمان والمعالجة تتم بخطوط دائرية. * انتقد المواطنون عملية تحويل الخطوط لموقف شروني قبل تهيئة بيئة الموقف لتتناسب مع المواطنين، حيث لا توجد دورات مياه ولا حتى مظلات، بجانب هروب السائقين من الخطوط؟ - نعترف بوجود قصور بالنسبة للمواطنين، ونعمل على معالجات الآن لتقليل العذاب والمعاناة التي شهدها المواطن خلال الفترة السابقة، وسنعمل على تقييم عملية التحويل التي صاحبتها الكثير من المشاكل، اما بالنسبة لمشكلة هروب أصحاب الحافلات من الموقف وضعت خطة تنسيقية مع ادارة المرور لضبط اي صاحب مركبة، بجانب وجود رجال المرور في المواقف والمحطات، ولن نجعلهم يتهاونون في ذلك ونسعى لادخال بصات للخطوط الدائرية من أجل تخفيف العبء على المواطن، ونعكف على دراسة تعريفة وقيمة تسهم في تخفيف العبء، فمثلا لا يمكن ان يقوم المواطن بدفع قيمة في الخطوط الطويلة والدائرية والا سنجعلها رمزية لا تذكر لكي لا تؤثر عليه في ميزانياته، وسنعمل على رفع عدد البصات العاملة الى (50) بصا منها عدد للبصات التي تعمل في الخطوط الدائرية، وشرعنا في استلام عدد من البصات للمحلية ولدينا تنسيق لاستلام البقية. * فك الاختناقات المرورية قد يتطلب تغيير مسارات.. كيف ترون ذلك؟ - سنعقد اجتماعا وستتم فيه مناقشة كل المعوقات التي صاحبت عملية تحويل الخطوط، وهذا العمل تكاملي بين ادارة المرور والنقل والوزارة والولاية، ونقول صاحبت التجربة بعض السلبيات، وسنعمل على معالجتها، ونتوقع الوقوف معنا من قبل الاعلام. * محطة شروني التي أطلق عليها محطة (شَرُّوني) تحتها جملة من الخطوط الحمراء؟ - هي محطة ربط وليست موقفا، والآن قررنا كمحلية بدء تركيب (الحمامات ومياه الشرب والوضايات)، واضافة لذلك أنشأنا عددا من المظلات الخاصة للانتظار، وسنواصل في عمل المعالجات، والآن تم الاتفاق مع ادارة المرور بزيادة أفرادها بالمحطات الوسطية، وسنعمل على تركيب بوابات الكترونية في كل المحطات، وبالتالي نستطيع التحكم في عملية الدخول والخروج والحركة الدائرية.