منذ تحرير أبو كرشولا قبل أيام قليلة زار المنطقة بعد تحريرها ثلاث من ولاة الولايات. لا تزال حمى المعركة قائمة ومن كانوا فيها هم في أرضها ومن فر من العدو لم يبرحها تماماً. وصول الولاة إلى المدينة ينهك القوات هناك بالحماية ويشغلها في وقت حاسم عن مهامها. والأخطر من هذا أنّ الولاة يخاطبون الجنود ويتحدثون ليس في المهام السياسية والعامة، بل في القضايا العسكرية. مولانا أحمد هارون والي جنوب كردفان تحدث عن الخطوات القادمة في المعركة والأماكن التي ستتوجه إليها القوات. والبروفيسور الزبير بشير طه تحدث عن متعلقات المعركة وما وجده الجنود فيها وحلل في معاني الذي وجد وآثاره ودلالاته. إنها هدايا يقدمها الذين يزورون ارض المعركة من السياسيين وهذا مضر بسير العمليات ومضر بأرض المعركة. ورفع الروح المعنوية له وسائله ومجالاته، ولكن الزيارات التي تصور أرض الميدان والأحاديث التي يتسابق الولاة فيها كلها من شأن المعركة. التصريحات السياسية والشحن الكبير يؤدي إلى استعجال في خوض المعركة ويؤثر على الترتيبات الموضوعة لها وربما كان هذا مدخلاً لمزيد من الفقد ومزيد من الموت وكشف مسارات القوات المسلحة وأرض المعركة. أحسن القادة في أبو كرشولا أن حصروا التصوير في مواقع محدودة ومن هذا يمكن أن نلمس أن ثمة حاجة إلى مزيد من الحرص والدقة وعدم الكشف والتصوير. المعارك التي تخوضها القوات المسلحة تواجه فيها حرب عصابات وحرب غابات وفيها من يتشردون بأسلحتهم وقد يشكلون خطراً إضافياً على المواطنين حول هذه المناطق. لِمَ الاستعجال وقد تحررت المدينة. لِمَ الاستعجال والجميع قد تأكد أن عزيمة القوات المسلحة ماضية إلى إنهاء التمرد وحسمه وتنظيف كل المنطقة من آثاره ومخاطره وأضراره. أحسن الولاة الذين ذهبوا إلى المعارك مجاهدين ومنهم البروفيسور الزبير بشير طه وليتهم يزيدون الإحسان إحساناً بالكف عن الحديث في شأن القوات المسلحة وما جرى في أرض المعركة ويتركون هذا للقوات المسلحة على الأقل في هذا الوقت الحرج وسنحتاج حديثهم من بعد شهادة، وتأريخاً وتربية للأمة. ولكن الآن نقول تريّثوا واتركوا أرض المعركة للمقاتلين الأشاوس وستستلمون الأرض منهم صالحة لكل عمل سياسي وتنموي.