صمت د. لوكا بيونق، القيادي في الحركة الشعبية والوزير السابق عن التصريح والأحاديث لفترة طويلة منذ أن ترك الجنوب غاضباً وهاجر إلى أمريكا حيث يعمل الآن هناك أستاذاً في كلية كينيدي للادارة و الحكم بجامعة هارفارد، ولكن وضح أن صمت لوكا من ذلك النوع الذي ينطبق عليه تلك المقولة الرائجة (صمت دهراً ونطق كفراً). فقد خرج لوكا بمقالة نشرها بصحيفة (نيو نيشن) الكينية تجنى فيها على الحكومة والمؤتمر الوطني، وحتى الرئيس الذي إمتدحه في السابق، ووصفه أكثر من مرة بالجرأة والشجاعة. د. لوكا، في مقولته المسمومة تلك، انطلق من غبينة شخصية، فقد أصبح أسيراً لقضية أبيي ويسعى بإلحاح لنسف اتفاقيات التعاون ودعم الجبهة الثورية لأنه يرى في ذهاب الإنقاذ فرصة سمينة لضم أبيي للجنوب، وأضاف: (أنا متأكد من أنَّ حكام السودان الجدد سينظرون لجنوب السودان كجار إستراتيجي, وسيسمحون بتدفق البترول الجنوبي عبر السودان بأقل الرسوم, وربما مجاناً. الحكام الجدد سيقومون كذلك بالعمل على التوصل إلى حل ودِّي بخصوص المناطق الحدودية المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان, كما أنهم سيتوصلون إلى حل للوضع النهائي لمنطقة ابيي وفقاً لمقترح الإتحاد الإفريقي(. ومضى لوكا لرسم ثلاثة سيناريوهات لسقوط النظام الذي قال إنه يتهاوى، لكن المثير للضحك من باب شر البلية على الأقل أنه تحدث عن الصراعات والبؤس والسوء في الأداء الاقتصادي والسياسي، وكأنه أمريكي وليس من دولة الجنوب التي تقدم أمثلة ناصعة على التراجع في كل شىء، ما سطره د. لوكا لم يرد عليه المؤتمر الوطني، وإنما اكتفى بدعاء مسؤول التنظيم بالحزب حامد ممتاز عليه في صحيفة الإنتباهة أمس: (فُض فوك وأسكت الله حسك).