الرياضة سفير بين الشعوب، تتوحد فيها وتستمتع بها غير مرتبطة بقيود السياسة أو الأفكار، بل هي رسول للسلام يجوب العالم بميادينه وساحاته، فمن ذلك انطلقت فكرة إقامة دورة سيكافا هذا العام بولايتي شمال دارفور وجنوب كردفان قبل أن تكون دورة تنافس وفوز وكأس لأنها تحمل في عنوانها الكبير الرياضة سلام ومحبة؟! محمد يوسف كبر والي شمال دارفور أشار في حديثه الى جانب اكتمال استعدادات ولايته لاستقبال أكثر من (300) من الضيوف الأفارقة، وأكد أن الهدف هو الإعلان للعالم محبة أهل دارفور للسلام والرياضة وإشعار العالم أن ولايته آمنة بأهلها، بجانب حرص الدولة أن يسود السلام. وبينما يحاول متمردو الجبهة الثورية إيهام العالم أنّ جنوب كردفان غير آمنة وهم يطلقون القذائف على مدينة كادوقلي أحد ضلعي الدورة التي تبقى لها يومان، فإنّ تصريحات مولانا أحمد هارون والي الولاية جاءت أن ولايته أكملت استعداداتها لاستضافة الدورة وهو ما يدفع إلى التأكيد بأن مُحاولات ما يُسمى بالجبهة الثورية لإفشال الدورة باءت بالفشل. وعقد اتحاد شرق ووسط أفريقيا، مؤتمراً صحفياً بداية الاسبوع أعلن من خلاله قرعة بطولة سيكافا التي تُقام في السودان بالفاشر وكادوقلي وتشارك ثلاثة أندية باسم السودان مريخ الفاشر وهلال كادوقلي والأهلي شندي، فيما يبلغ عدد الأندية المشاركة ثلاثة عشر تم توزيعها إلى ثلاث مجموعات الأولى والثالثة بالفاشر والثانية بكادوقلي، وكان مجدي شمس الدين سكرتير الاتحاد العام ورئيس لجنة الحكام بالكاف حضر المؤتمر الصحفي، إلى جانب أسامة عطا المنان أمين خزينة الإتحاد العام وطارق عطا صالح نائب سكرتير الاتحاد ونكولاس ميسوني سكرتير إتحاد سيكافا وراؤول جيزيوني نائب رئيس اتحاد رواندا ورئيس اللجنة المنظمة للبطولة، بالإضافة إلى ممثلين عن ولايتي جنوب كردفان وشمال دارفور. وذكر مجدي شمس الدين أن استضافة السودان للبطولة سيكون حدثاً مهماً وفرصةً للتأكيد على أن جنوب كردفان وشمال دارفور قادرتان على تنظيم البطولات، خاصةً بعد أن منح اتحاد سيكافا الثقة للسودان وأجاز تنظيم البطولة بالولايتين. ونوّه إلى أنّ إتحاد سيكافا أشاد بالتجهيزات، وأفاد مجدي شمس الدين أنهم يدعون الإعلام للعمل على إنجاح البطولة ودعمها. وقال رئيس اللجنة المنظمة لمجموعة كادوقلي، إنّ اختيار جنوب كردفان كان موفقّاً، لافتاً إلى أن الجماهير تنتظر الحدث، ونوّه إلى أن البطولة ستكون رسالة للعالم للتأكيد على أن الولاية تنعم بالاستقرار والأمن، ونبّه علي محمد علي رئيس اللجنة المنظمة بالفاشر إلى أن المدينة جاهزةٌ للاستضافة والجماهير ستكون حاضرة من أجل إنجاح الحدث، وأوضح أن هناك ارتياحاً كبيراً وتفاؤلاً. وقال الزبير أحمد، أمين خزينة اتحاد الفاشر إن بطولة سيكافا فرصة لدعم أواصر المحبة والصلات والتأكيد على قدرة الفاشر لتنظيم البطولات، مشيراً إلى أن هذا الحدث سيجد المتابعة، وأفاد أن دارفور ستكون محط الأنظار والمتابعة، وأكد ثقته في أن تجد البطولة الزخم الجماهيري اللازم. ورأى ميسوني سكرتير اتحاد سيكافا أنّ هناك اهتماماً من الجميع بالبطولة، وقال إنّهم يتطلعون إلى نجاح كبير في ظل التعاون بين الأجهزة الرسمية والاتحادات، وذكر نائب رئيس الإتحاد الرواندي أنهم سعداء بإقامة البطولة في السودان، وأوضح أنهم لمسوا الجدية والحماس الكبير للاستضافة، وتمنى أن تكون البطولة ناجحة. وضمت المجموعة الأولى بالفاشر فرق: مريخ الفاشر.. اي بي ار الرواندي.. سيمبا التنزاني وايلمان الصومالي وضمت المجموعة الثانية بكادوقلي: أسود الجبال.. توسكر الكيني.. فالكون الزنزباري.. الناصر جوبا والأهلي شندي. فيما ضمت المجموعة الثالثة بالفاشر: الشباب التنزاني.. الإكسبريس اليوغندي.. الموانئ الجيبوتي وفيتالو البورندي، ووفقاً للقرعة ستنطلق البطولة يوم الثامن عشر من الشهر المقبل ويواجه توسكر الكيني فريق فالكون من زنزبار في الافتتاح، فيما ستكون المباراة الثانية بين الأهلي شندي والناصر جوبا، وسيكون هناك صدام بين أسود الجبال والأهلي شندي في المجموعة وتتأهل ثلاثة فرق من المجموعة الثانية التي تضم خمسة فرق مع الأول والثاني من المجموعتين الأولى والثالثة مع أفضل ثالث منهما لتكون هناك ثمانية فرق في الدور ربع النهائي. استعدادات جيدة وقال مجدي شمس الدين سكرتير الاتحاد العام: سعداء باستضافة البطولة في السودان وتحديداً في الفاشر وكادوقلي. ونقول إنّ هذه الاستضافة تأتي لدعم سياسات الاتحاد، وأضاف: البعض قال إن الدوري الممتاز مجرد حلم لكنه نجح وانضمت فرق من كادوقلي والفاشر وحققت النجاح. وتابع: قوة الدوري في انتشاره بربوع السودان. ونوّه إلى أن هناك مُدناً استضافت مباريات في الكونفيدرالية، مشيراً إلى أن شندي استضافت لقاء الأهلي والإسماعيلي قبل فترة، وذكر أن هناك مُدناً مؤهلة لاستضافة البطولات ويمكنها التأكيد على الانتماء والقومية، لذلك طلبنا إقامة البطولة بالفاشر وكادوقلي، وهناك إستاد على أعلى مستوى في كادوقلي تم تجهيزه بمجهودات الوالي هارون. وأيضاً الوالي كبر يبذل مجهودات في الفاشر. وأضاف: اختيار جنوب كردفان لاستضافة الحدث موفّق والجماهير تترقب الحدث وهذه البطولة سنودّع بها زمناً مظلماً وأحداثاً مرَت على الولاية ولا شك أنها رسالة للعالم. وقال نائب رئيس اتحاد رواندا: سُعداءٌ بتنظيم البطولة بالسودان، ونلاحظ أن هناك اهتماماً كبيراً جداً بها وهذا ما لمسناه من خلال وجودنا، ولا شك أن البطولة توافرت لها كل العوامل التي تؤكد أنها ستحقق النجاح، ونشكر الاتحاد السوداني على الاهتمام وحرصه على إنجاح البطولة. ويعد السودان أحد المؤسسين لإتحاد شرق ووسط أفريقيا مثلما كان المبادر لتأسيس الإتحاد الأفريقي، ومن خلال تجربة طويلة ووجود خبراء بين رياضيينا فإن نجاح هذه البطولة يؤشر إلى أن القوة الدافعة ليعم السلام هي في طبيعة المجتمع السوداني الذي يؤكد بمواقفه الوطنية والعالمية قدرته على صنع الوحدة ومناهضة العنف ونبذ التفرقة. فبطولة سيكافا هي الطلقة الموجهة لمشعلي الحرب والتمرد وكل الخطوات التي ستصل خط النهاية لبداية سلام في ربوع دارفور ومحليات ومدن ولاية جنوب كردفان.