بعد أكثر من شهرين على تسلم الدكتور نافع على نافع مساعد رئيس الجمهورية و نائب رئيس حزب المؤتمر الوطنى و الوفد المرافق له تأشيرة الدخول للولايات المتحدةالأمريكية (و التي كشفت مصادر مطلعة ل الرأي العام ان التأشيرة لمدة عام كامل ) و على نحو بحسابات السياسيين يعد متوقعا في ظل ربط واشنطن لعلاقاتها مع الخرطوم بعلاقة الخرطوم بجوبا ،اعلنت الولاياتالمتحدة تعليق الدعوة التي كانت قد وجهتها في وقت سابق للدكتور نافع لزيارة واشنطن كرد فعل على قرار الحكومة القاضي بتعليق اتفاق التعاون مع دولة الجنوب و بحسب تصريح صدر عن مسؤول فى الادارة الامريكية أن زيارة نافع لن تقوم نتيجة لقرارات حكومة السودان الاخيرة بشأن وقف ضخ النفط و تجميد إنفاذ اتفاق التعاون، و لفت إلى أن الدعوة فى الأصل واجهت اعتراضات من قبل بعض من أعضاء الكونغرس الأمريكي .غير أن لارى اندريه مدير مكتب المبعوث الأمريكي للسودان و جنوب السودان دافع خلال مشاركته في إحدى جلسات الاستماع للكونغرس الامريكى بقوة عن دعوة ادارة أوباما لنافع، و يرى ان ادارة أوباما تبحث عن طريقة لايصال رسالتها لمتخذي القرار الأساسيين و أن الهدف هو فعل أي شيء لإنهاء الصراع فى السودان، و يرى ان الإدارة الامريكية فى حاجة لاية طريقة يمكن عبرها ايصال رسالتها الى القيادة فى الخرطوم. و ذكر ان بلاده اخطرت الخرطوم بان الزيارة مرهونة بإنفاذ اتفاقات التعاون، و أضاف (نحن ننتظر ما يجري في السودان و نعرف ان الحسابات الشخصية الخاصة بهم حول مستقبلهم هي التي تملي سياسة حكومتهم ) حسبما يرى اندريه .غير ان الخرطوم نفت علمها رسميا بإلغاء و اشنطن للزيارة و فى تصريح منسوب الى الدكتور نافع على نافع مساعد رئيس الجمهورية و الموجه له الدعوة قال ان المؤتمر الوطني لم يطلب من واشنطن الزيارة و إنما هي من وجه الدعوة و حدد مواعيدها فى السابق، و لم يتم الاتفاق على برنامج الزيارة ،و قال نحن لم نطلبها و اذا ألغتها فهذا شأن يخصها و اذا حددت لها مواعيد اخرى نحن جاهزون للحوار، و قال ان المؤتمر الوطنى وافق على الزيارة فى إطار السعى لاستمرار الحوار .وزارة الخارجية من جانبها نفت علمها بإلغاء واشنطن للزيارة و اكدت أنها فى الأصل لم تكن طرفا فيها، و ان الدعوة للزيارة لم تكن عبر الخارجية و إنما جرت نتيجة اتصالات جرت بين القائم بالأعمال الامريكي في الخرطوم و المؤتمر الوطنى، و انه اذا ما كان هنالك اي تغيير في الموقف الأمريكي بشأن الزيارة فانه يتوقع ان يتم الاتصال بالمؤتمر الوطني مباشرة ،غير أن السفير أبو بكر الصديق الناطق باسم الخارجية أبدى في حديثه ل(الرأي العام) استغرابه لربط واشنطن لعلاقاتها بالخرطوم بدولة اخرى و قال ان الزيارة يفترض ان تكون طبيعتها ثنائية و تنظر فى العلاقات الثنائية بين البلدين، و ان ربطها بعلاقات الخرطوم بجوبا يعد نهجا غريبا و غير مألوف في مبدأ العلاقات الدولية بين الدول، و يضيف الصديق ان الدولة المعنية و التى علقت واشنطن الزيارة بسببها و هى دولة جنوب أبدت حرصها على التواصل بينها و السودان و تقدمت بطلب رسمي لزيارة نائب رئيسها الدكتور رياك مشار للخرطوم لحسم الخلافات، و اتفق على تنفيذ الزيارة الأحد المقبل اضافة الى ذلك فان السودان وافق على مقترحات الآلية الافريقية رفيعة المستوى لعلاج الوضع الراهن بين البلدين، وفق هذا فان السفير ابوبكر في تقديره ان الحيثيات التى استندت إليها الإدارة الامريكية في تعليقها للزيارة خاطئة لا علاقة له بالواقع، لجهة ان ما أثير عن تجميد الحكومة لاتفاق التعاون غير صحيح و ان قفل الأنبوب خلال ال ( 60) يوماً تم بناء على مواقف محددة اتخذتها الحكومة و ان الفترة الممنوحة يمكن ان تعالج القضايا . بيد ان مراقبين يرون ان مجموعات الضغط في الكونغرس و الاخرى المتطرفة، لديها مواقف عدائية مسبقة و لا ترغب في الحوار مع الخرطوم من منطلق دوافع عقائدية و ايدولوجية، و انها غير مستعدة لترك الآخرين يسعون لتصحيح العلاقات و ان الإدارة الأمريكية تجد نفسها على الدوام تحت ضغط هؤلاء .فيما لا يستبعد بعض المحللين ان تكون الدعوة و الغاؤها فى الأساس عبارة عن صفقة تعاملات جرت بين الكونغرس و بعض الناشطين بحيث تقبل مجموعة الناشطين بدولة الادارة الأمريكية للدكتور نافع مقابل ربما تعيين سوزان رايس مستشارا للامن القومي ، فيما يرى آخرون ان الحدث يمثل واقع حالة الارتباك التي تشوب علاقة واشنطنبالخرطوم و ان إعلان الزيارة من قبل الإدارة و إلغاءها يعد ارتباكاً لا يليق بسياسة دولة كبرى مثل الولاياتالمتحدة و ان القرار لو اتخذ حال اتخاذ قرار الرئيس البشير بوقف تصدير النفط لكان الأمر يمكن أن يقرأ على أساس انه ردة فعل من واشنطن لكنه اتخذ بعد أن قبول الخرطوم بمقترحات أمبيكي و ترحيبها بالزيارة المرتقبة للدكتور رياك مشار . على كل, مواقف مسبقة و تعقيدات أمريكية حيال تعاملها مع ملف الخرطوم ظلت هى الصفة الملازمة لعلاقات الخرطومبواشنطن ،غير أن إبداءها الرغبة في زيارة على مستوى العلاقات الثنائية لمساعد رئيس الجمهورية ثم إردافها لها بالتعليق لحين إجلاء قضايا ذات علاقة بدولة أخرى يعد فى نظر كل المراقبين قمة الارتباك، و عدم الجدية لواشنطن تجاه تعاطيها مع ملف السودان.