عقد مجلس الأمن الدولي أمس، جلسة مشاورات مغلقة حول تطور العلاقات الثنائية بين دولتي السودان والجنوب قدم خلالها هيرفيه لادسوس وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام، تقريراً حول التطورات بناءً على زيارته للبلدين اخيراً. وأكدت السفيرة روز ماري ديكارلو القائمة بأعمال الممثل الدائم للولايات المتحدةالأمريكية لدى الأممالمتحدة، أن الوكيل لادسوس أبلغ أعضاء مجلس الأمن الدولي أمس، أن هناك بعض التقدم الذي طرأ فيما يتعلق بعمليات آلية رصد الحدود المشتركة بين الخرطوموجوبا، وقالت السفيرة الأمريكية التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية لأعمال المجلس لشهر يوليو الحالي، إنّ بعض أعضاء المجلس أعربوا عن قلقهم إزاء الأزمة الإنسانية المتفاقمة في ولايتي كردفان والنيل الأزرق، وأضافت السفيرة: أكدنا خلال الجلسة على ضرورة وقف الأعمال العدائية والبحث عن حل سياسي للصراع، وأعربت ديكارلو عن قلق الولاياتالمتحدة إزاء الأوضاع الحالية في منطقة جونقلي، ونفت بشدة أن تكون واشنطن متهاونة مع حكومة جنوب السودان إزاء الأوضاع في جونقلي، لكنها قالت إنه من الضروري أن نضع في الاعتبار أن هناك حكومة جديدة في جنوب السودان، وأضافت السفيرة الأمريكية: لكننا واضحون تماماً هنا وهي أن حكومة جنوب السودان مسؤولة عن حماية المواطنين في جونقلي ونحن ندعوها إلى القيام بمسؤولياتها إزاء حماية السكان. وفي السياق، أصدرت الولاياتالمتحدة انتقادات نادرة لجنوب السودان أمس، وقالت إن حكومة جوبا فشلت في حماية المدنيين بشرق البلاد التي يقاتل فيها الجيش الشعبي المتمردين. وقال مصدر في الأممالمتحدة ل (رويترز) أمس، إن قتالاً جديداً اندلع قبل أسبوع بين قبيلتي النوير والمورلي المتناحرتين بمنطقة بيبور في ولاية جونقلي وأسفر عن مقتل عددٍ من الأشخاص. وتوقع المصدر مزيداً من العنف خاصةً وأنّ شباناً مسلحين يحتشدون من الجانبين في المنطقة. وقالت الأممالمتحدة في تقرير إن فريقاً من الأممالمتحدة يزور المنطقة، وأشار التقرير إلى أن معظم المدنيين غادروا البيبور. وقالت الولاياتالمتحدة إنها تشعر (بخيبة أمل عميقة) لأنّ الجيش الشعبي تقاعس في حماية المدنيين في المناطق المعرضة للخطر في ولاية جونقلي. وأوضحت السفارة الأمريكيةبجوبا في بيان أمس: (يمثل عدم اتخاذ إجراءات لحماية المدنيين تنصلاً جسيماً من المسؤولية للجيش الشعبي والحكومة المدنية)، وحثت واشنطن الحكومة على منع هجمات الجيش الشعبي على موظفي الأممالمتحدة وموارد الوكالات الإنسانية. وخلفت حلقة العنف القبلي أكثر من (1600) شخص في جونقلي منذ انفصال جنوب السودان، وشرّدت عشرات الآلاف من المدنيين وعرقلت خطط التنقيب عن النفط بمساعدة شركة توتال الفرنسية وشركة إكسون الأمريكية.