يبدو أن الرئيس الأمريكي ما زال متردداً وخائفاً من توجيه ضربة عسكرية ومعركة ضد سوريا، وتعلل أنه في انتظار موافقة الكونغرس الأمريكي بعد أن ملأ البحر الأبيض المتوسط بالبوارج والسفن الحربية التي كانت تنتظر إشارة الموافقة من الرئيس الأمريكي. في الحقيقة لم تكن موافقة الكونغرس هي الوحيدة التي أخرته خاصة أنه عندما غزت قواته الصومال وأفغانستان لم يكن بموافقة الكونغرس . لكن يبدو أن الرجل ما زال في رأسه بقية من عقل يزن الأمور بشكل أكثر دقة. كما أن التضامن الدولي مع الشقيقة سوريا كان له أثر كبير خاصة الموقف الروسي والموقف الإيراني الأكثر قوة والذي أكد فيه رئيس الحرس الثوري الإيراني أنه بمجرد بدء الهجوم سوف يمحو السلاح الإيراني دولة إسرائيل من على الأرض.. كما أن حزب لله في جنوب لبنان جاهز للقضاء على إسرائيل، وكذلك تهديد سوريا بأنها سوف تطلق صاروخاً سوريا ًعلى إسرائيل مقابل كل صاروخ تطلقه إسرائيل على سوريا. الآن الجو أصبح ملغماً وجاهزاً لكثير من المفاجآت ومفتوحاً على احتمالات كثيرة، لذلك وجد أوباما عذراً لوقف الهجوم على الأقل لمدة عشرة أيام، وبعدها هناك ألف حلال.. وكما ذكرت سابقاً فإن الحرب على سوريا ليست نزهة كما كان يتصورها أوباما أو مساعدوه.. ويبدو أنه عكف على دراسة نتائج حرب أمريكا ومعها حلفاؤها على العراق، واكتشف أن الخسائر في الجانب الأمريكي والحلفاء كان أكثر مما كان يتوقعه، خاصة أن سيناريو الهجوم على سوريا يشابه تماماً سيناريو الهجوم على العراق، خاصة أن الهجوم على العراق بني على أكاذيب الأسلحة النووية، وهي نفس الأكاذيب التي بنيت لتحقيق الهجوم على سوريا. سوريا.. ليست كما يتوقعها قارعو الطبول من الجامعة العربية التي تقف موقف الجامعات العبرية ضد سوريا. وكأن سوريا ليست دولة عربية أو سارعوا بتجميد عضويتها في مجلس الجامعة العربية قبل أشهر، كما أنها تدق طبول الحرب بقوة لضرب سوريا هذا ليس موقفاً عربياً ولا رجولياً ولا أخلاقياً.. كان الأجدر بها أن تترك خلافاتها مع سوريا جانباً وتقف معها ضد الغزو الأجنبي. لكن مشكلة الجامعة العربية أنها تتبنى مواقف غيرها وهذا أمر مؤسف.. وهذا الموقف خلع ثوب العروبة والنخوة العربية والأخلاق العربية من هذه الجامعة التي لا تملك إلا الشجب والاستنكار والإدانة،وحتى هذه الثلاث لم نسمعها هذه المرة. أمر مؤسف ياجامعة ياعربية ولا ننسى جاهزية حزب لله الذي أعلن رئيسه الشيخ حسن نصر لله أنه سيكون جاهزاً هو وحزبه للقتال مع سوريا. ولا ننسى ترسانة الأسلحة والصواريخ الحديثة التي يملكها حزب لله، وهو الحزب الوحيد الذي أرهب الصهاينة ووصلت صواريخه إلى المدن الإسرائيلية ولم يسبقه أحد إلا الرئيس الشهيد صدام حسين. إذا صرف أوباما النظر نهائياً عن توجيه ضربة لسوريا.. لأي سبب من الأسباب، ماذا سيفعل الذين يدقون طبول الحرب من الأشقاء العرب؟! ولو تصدت الدول المؤيدة لروسيا مثل إيران والصين وحزب لله لحرب أوباما ضد سوريا وأفشلت الضربات،ماذا سيكون موقفهم؟! نأمل أن يكون أوباما عاقلاً ويمنع حرباً متوقع أن تشتعل في كل المنطقة، خاصة أن أوباما حريص على إسرائيل وحريص على الأردن، لأن النيران سوف تحرق كل أصدقاء أوباما. كن عاقلاً أيها الأوباما،ولا ترتكب هذه الحماقة خاصة أن نتائج لجنة التحقيق الدولية لم تصدر قرارها النهائي. أعود لموقف السودان والذي هو أفضل من غيره. فقد أدان التدخل العسكري الأمريكي، كما أدان استعمال الأسلحة المحرمة دولياً مع ملاحظة أن لجنة تقصي الحقائق لم تنته من أعمالها بعد، حيث لم يتأكد استعمال القوات السورية للسلاح الكيميائي أم لا؟