قبيل صدور قرار رفع الدعم عن المحروقات، ابدى عدد من قيادات المزارعين بالمركز والولايات تخوفهم من تنفيذ هذه الخطوة، وطالبوا الدولة بتوجيه الدعم للقطاع الزراعي بغية النهوض بالزراعة وزيادة الانتاج والانتاجية، وزيادة الصادرات، فضلا عن المساهمة في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء والمساهمة في خفض اسعاره مقارنة بالغلاء الحالي، واكدوا ان تخصيص دعم للزراعة وتوظيفه في تطويرها وتأهيل البنيات التحتية يمكن ان يفوق العائد من البترول، بينما أكدت وزارة الزراعة والري ان اصلاح حال الزراعة وزيادة العائد منها يتطلب توافر الارادة السياسة و وضع سياسات ملزمة للجميع. واكد د. جعفر احمد عبد الله وزير الدولة بوزارة الزراعة ان الدولة يجب ان تخصص دعما للزراعة باعتبارها المخرج الوحيد للاقتصاد من الظروف التي تواجهها حاليا، مبينا ان الاهتمام بها والصرف عليها سيدخل عائدا مجزيا يفوق العائد الذي يوفره النفط ، وقال ان الدعم يجب ان يستفيد منه المزارع في المقام الاول باعتباره الوحدة الاساسية في العملية الانتاجية فضلا عن ضرورة ان يوجه الدعم في جانب التمويل للحصول على المدخلات الضرورية، التي قال ان اسعارها عالية مما يسهم في ارتفاع تكاليف الانتاج وبالتالي حدوث خسارة للمزارع يقوده للاتجاه نحو التفكير في اعمال اخرى كالتعدين والتنقيب عن الذهب وغيرها . واضاف الوزير في حديثه ل (الرأي العام) أمس ان اصلاح حال الزراعة وزيادة العائد منها يتطلب ضرورة توافر الارادة السياسية و وضع سياسات ملزمة للجميع ، وابدى الوزير تخوفه من صدور قرار رفع الدعم عن المحروقات دون ان يتم دعم الجازولين باعتبار ان المزارعين سيكونون الاكثر تضررا من هذه الخطوة . وزاد الوزير : (انا حزين) ان يعاني المزارعون والزراعة من عدم توافر المعينات المهمة ، في الوقت الذي تتوافر بالبلاد جميع مقومات الزراعة من (مياه، واراضي بكر خصبة، ومناخ ملائم لزراعة جميع المحصولات، بجانب رغبة المزارع في الاستمرار في العمل الزراعي بالرغم من كل المهددات التي تواجهه). وفي السياق دعا عبد الحميد آدم مختار الأمين العام لمزارعي السودان لتوجيه دعم مقدر للزراعة يتم عبره اقامة البنيات التحتية الضرورية خاصة التوسع في انشاء الطرق الزراعية، والسدود، والخزانات، وتوفير معينات الري ، واحتياجات الوقاية و جميع المدخلات المطلوبة من آليات، وجرارات، وغيرها من الضروريات الاخرى ، مبينا ان القطاع الزراعي يواجه عدة تحديات ومشكلات رئيسية من بينها ارتفاع تكلفة الانتاج . واستبعد عبد الحميد في حديثه ل(الرأي العام) ان يستفيد القطاع الزراعي من بعض المبالغ التي يتم توفيرها من رفع الدعم عن المحروقات في الوقت الحالي، وزاد: ( اذا لم يدعم القطاع الزراعي بتوفير المدخلات خاصة الجازولين فان المزارع هو المتضرر الاول من هذه القضية) . وفي السياق قال عمر رانقي مدير عام مشروع حلفا الجديدة إن الدعم المخصص للزراعة اذا لم يسر بالطريقة الصحيحة ستتأثر الزراعة والمزارع سلبيا، واضاف ل (الرأي العام) : ان في حال الموافقة على رفع الدعم عن المحروقات يجب أن يتم وضع معالجة لدعم المدخلات، وقال ان هذه الخطوة (رفع الدعم) يجب ان تتم بصورة مدروسة قبل الدخول في خطوات التنفيذ. وفي السياق قال عبد العزيز بشير رئيس اتحاد مزارعي مشروع السوكي ان الجهات المعنية يجب ان تهتم بتخصيص دعم لصالح الزراعة يستفيد منه المزارعون في الحصول على التمويل و التقاوي و الاسمدة، والمبيدات، وغيرها من الاحتياجات التي تعين المزارعين على تطوير الزراعة وزيادة الانتاج منها .