من المقرر ان تستضيف نيويورك نهاية الشهر الجاري الاجتماع التشاوري بين السودان وجنوب السودان لمعالجة الديون الخارجية ومناقشة ما تم فقده من جراء الانفصال في البلدين، بينما يتوقع عدد من الخبراء ان تسفر هذه الاجتماعات عن تحريك ما هو ساكن في هذا الملف بعد التفاهمات بين الدولتين مطلع هذا الشهر، اكد الخبراء ان استيفاء السودان للشروط الفنية للاستفادة من مبادرة الدول المثقلة بالديون ( الهيبك) ان تحسن العلاقات بين السودان وجنوب السودان يمكن ان يسهم وبشكل كبير في معالجة هذه الديوان من خلال الاجتماعات المشتركة والمتواصلة. ويقول د.عز الدين ابراهيم وزير الدولة بالمالية السابق ان معالجة قضية الديون الخارجية مرتبط بتوجيه من الدول المتحكمة في الجهات الدائنة ، مبينا ان السودان يستحق الاستفادة من مبادرة (الهيبك) لكن هنالك عوامل سياسية ادت الى عدم الاستفادة من ذلك، واضاف د.عز الدين في حديثه ل(الرأي العام) ان الاجتماعات المشتركة بين الدولتين من شأنها ان تحقق نتائج ايجابية من خلال الضغط والتحرك معا للمعالجة، وتوقع ان تحرك الاجتماعات المقبلة في نيويورك جزءا مما لم يحدث في السابق. من جانبه اكد د. بابكر محمد توم الخبير الاقتصادي ان التحرك الجماعي سيسفر عن نتائج ايجابية، مشيرا الى ان الجهات الدائنة يمكن ان تستجيب لرغبات الدولتين معا في معالجة الديون الخارجية، وقال التوم ان الفترة المقبلة تتطلب الاتصال بالجهات الدائنة بشأن المعالجة السريعة، مبينا ان السودان ومع التطورات الاخيرة بين الدولتين خاصة تحسن العلاقات يستحق إعفاء ديونه عبر مبادرة (الهيبك) التي بموجبها تم اعفاء ديون كثير من الدول ذات أوضاع مشابهة للسودان، وقال إن حسن النية لدى الدولة متوافر في محاولة سدادها. ودعا التوم الى ضرورة اقناع المجتمع الدولي بشمول السودان بهذا الاستحقاق خاصة وانه أوفى بالعديد من الاشتراطات الفنية، وقال ان السودان أكمل كافة الاشتراطات الفنية، إلا ان ربط هذه القضية بالمسائل السياسية حال دون ذلك، موضحا ان السودان وضع استراتيجية للمعالجة منذ سنوات عديدة سنوات تنص على ان يكون الخيار الاول لمعالجة المديونية هو الاعفاء منها وفقا لمبادرة (الهيبك). وفي السياق قال يوسف الحسين وكيل وزارة المالية والاقتصاد الوطني ان الاجتماع التشاوري بين السودان وجنوب السودان لمعالجة ديون الخارجية بنيويورك نتاج لما تم من اتفاق بين الدولتين في تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين، واشار الى ان فوائد التحرك الجماعي عديدة لهذا الملف منها رغبة الجهات الدائنة للاستماع الى كيفية المعالجات، واعرب يوسف عن امله ان يتحرك المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية لدعم موقف السودان للاستفادة من مبادرة (الهيبك)، واشار الى ان السودان حقق نسبة كبيرة تفوق النسبة المطلوبة في مجال تسوية ديونه الخارجية عبر المبادرة، معربا عن امله ان يحقق التحرك الجماعي نتائج ايجابية.