الخرطوم: عبد الرؤوف عوض - أم زين آدم: رحب سيمونز فريزر وكيل وزارة الخارجية البريطانية، بدعوة الرئيس عمر البشير للحوار الشامل، واعتبره أكثر أهمية في الوقت الحالي، وأعرب عن صدمة وقلق بلاده إزاء الأحداث الأخيرة التي صاحبت الاحتجاجات في السودان وأودت بحياة البعض، وطالب الحكومة ببسط حرية التعبير. وأكد فريزر في مؤتمر صحفي بالسفارة البريطانية في الخرطوم أمس تلا خلاله بيانا من وزير الخارجية، سعي بلاده للمساعدة في بناء السودان أكثر سلاماً واقتصاداً وانفتاحاً وقدرةً على مقابلة احتياجات الشعب والإسهام إيجاباً في الأمن الإقليمي، وقال إنه لتحقيق هذه الغاية زادت بريطانيا فريق عمل كبير في وزارة التنمية الدولية بالخرطوم منذ انفصال الجنوب. وانتقد فريزر الأوضاع الأمنية في دارفور، وأبان أن انعدام الثقة بين المنظمات والحكومة ووكالات التنمية يعيق تقديم المساعدات الإنسانية لأن الأمر يتعلق بالحصول على تصاريح لبعض المناطق. ونوه إلى أن بلاده قدمت دعماً مالياً لمجال حفظ السلام في دارفور وأبيي بلغ (850) مليون جنيه سوداني، وأسهمت بدعم سياسي ومالي وخبرات للآلية الأفريقية في إطار وساطتها بين الخرطوم وجوبا. ودعا الرئيسين البشير وسلفا كير لسرعة التحرك وتطبيق الإجراءات التي تم الاتفاق عليها في أديس أبابا. وقال إن المملكة ستدعم المواطنين الأكثر ضرراً من النزاع في السودان، وإن برامجها الطارئة في مجال الصحة والتغذية تصل إلى نحو ثلاثة ملايين نسمة في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان وشرق السودان، كما قدمت دعماً مقدراً في برنامج التطعيم ضد الحمى الصفراء بدارفور. وفي السياق، طالب السفير محمد أمين الكارب وكيل الخارجية بالإنابة لدى لقائه فريزر أمس، المجتمع الدولي الإيفاء بالتزاماته بشأن إعفاء ديون السودان ورفع المقاطعة الاقتصادية، وشدد على رفض الحكومة قيام استفتاء حول أبيي من طرف واحد، وأكد استعداد الحكومة لدفع العلاقات الاقتصادية والاستثمارية والثقافية مع دولة الجنوب. وأطلع الوفد البريطاني على سير تنفيذ اتفاقيات التعاون. فيما أكد فريزر اهتمام بلاده بتطوير العلاقات مع السودان والاستفادة من الفرص الاستثمارية والتجارية المتوافرة، وأشار لاهتمام بريطانيا بدعم العلاقات بين الخرطوم وجوبا، بجانب حل القضايا العالقة بين البلدين خاصة أبيي، وأكد أن الحكومة البريطانية لا تدعم قيام استفتاء لتقرير المصير من طرف واحد. من ناحيته، دعا يوسف عبد لله الحسين وكيل وزارة المالية لدى لقائه وفد المملكة المتحدة أمس لمساندة السودان للاستفادة من مبادرة الدول المثقلة بالديون (الهيبك) بعد أن استوفى الشروط وأكمل الوثيقة المرحلية لمحاربة الفقر. واطلع الحسين الوفد على برامج الإصلاح الاقتصادي وتطور العلاقات مع الجنوب، بجانب التزام السودان بموجهات اتفاق الدوحة وتنفيذ الخطة المشتركة لتنمية دارفور عبر السلطة الإقليمية. ونادى بريطانيا لإفادة السودان من صور التمويل المتاحة عبر مؤسسات التمويل الدولية ودعم التنمية وبناء القدرات والشرائح الضعيفة والولايات الفقيرة. وأبدى رغبة السودان بالاستفادة من الدعم الفني، سيما في تعليم اللغة الإنجليزية، وأعرب عن أمله في تطوير الشراكات الناجحة، مما يسهم في دفع التنمية، وتعهد بمعالجة عقبات الاستثمارات البريطانية في السودان. وتم الاتفاق بين الجانبين على معالجة ديون السودان الخارجية.