قادته موهبته نحو التمثيل منذ أن كان طالباً بكلية الحقوق بجامعة عين شمس في مطلع الثمانينيات.. وهو يؤمن بأن للفنان رسالة لابد آن يقاتل من أجلها، وله آراء جريئة حول الفضائيات والوجوه الفنية الجديدة، و(الغزو) الاعلاني للحياة الفنية.. (الرأي العام) جلست اليه في حوار طاف به على مجمل القضايا الفنية، اضافة الى تجربته الخاصة..!! = ما بين معاناة الرواد الأوائل والأجيال الحالية يبقى السؤال عن مشوار الفن في مصر بين الجيلين.. إن كان هناك مجال للمقارنة..؟ - جيل الرواد كافح باستماتة، وجئنا نحن ثمرة لهذا الكفاح، والفن حينها لم يكن مشابهاً لما هو عليه الآن، حيث كان التمثيل (عيباً)، والممثل يحرم من أن تكون له وظيفة، ولا تجوز شهادته أمام المحاكم، لذا واجه الرواد ظروفاً صعبة، فمثلاً الفنان يوسف وهبي تم حرمانه من البكاوية، وطرده والده من البيت.. وهكذا، لكن الآن الوضع مختلف والطريق أصبح ممهداً أمام الأجيال الجديدة، واختلفت النظرة للفن. = إذن أنت ترى أن الأجيال الجديدة محظوظة..؟ - نعم.. محظوظون اعلامياً، لكن خبرتهم أقل اعلامياً، وجيلنا نحن كان جيل الوسط، وبدأ السلم من أوله، لكن (هؤلاء) أخذوه من آخره..!! = الوجوه الجديدة متهمة بالغرور، هل تتفق مع هذا الاتهام..؟ - أغلبهم مغرورن، وساعدهم الاعلام على ذلك، فقديماً حينما يُجرى حوار مع ممثل، يحتفظ بالنسخة كأنها شيء عزيز عليه، آما الآن، فالصحف تلاحق (هؤلاء) الجدد ولا يغيبون يوماً عن صفحاتها.. = هذا يدلل على أنهم أصبحوا نجوماً مرغوبين لذا يهتم بهم الاعلام..؟ - هذا مجرد رواج تجاري، لأن الفضائيات يتحكم فيها أصحاب الثروات، والعرب يعتبرون الفن مثل (مصانع الصابون) لذا النظرة أصبحت تجارية بحتة، وتخصصوا في عوامل الجذب النسائية وهذا للأسف يضعف من قيمة الفن. = بدأت بمسلسل (وقال البحر) في العام 1981م، لكن لم تقدم الكثير خاصة في السينما منذ ذلك الوقت..؟ - بالعكس، ففي التلفزيون مثلاً قدمت مسلسلات أهمها (الحاج متولي)، و(الضوء الشارد)، و(قضية رأي عام)، و(السندريلا)، و(ليلة القبض على فاطمة) وأخيراً (أدهم الشرقاوي) و(حدف بحر) و(اسماعيل يس)، و(المصراوية)، وغيرها، لكنني موجود بكثرة في المسرح، فقد قدمت أكثر من (47) عملاً مسرحياً.. = لماذا أنت بعيد عن السينما..؟ - في السينما أعمالي قليلة، لكنها مميزة، ومنها على سبيل المثال فيلمي «الساحر»، و«اسف للازعاج» وغيرهما، لكن كما قلت سابقاً، فان فن السينما أضحى عملية تجارية وقليلة الصلة بالفن الحقيقي، وهذا ما أجده في المسرح. = ما هي أقرب شخصية جسدتها من قبل وترى أنها قريبة إلى شخصيتك الحقيقية..؟ = دوري في مسلسل (الحاج متولي) أحس بقربه من شخصيتي، فأنا بطبعي أحب الناس والبساطة، وبمجرد أن ينتهي عملي أعيش حياتي بشكل عادي و(أنزل) اشتري اغراضي، وأقابل الناس واعيش كواحد منهم، ولا أتقوقع خلف غلالة من (النجومية)، وانما اتعامل ببساطة.. = خلال تجربتك الطويلة، يقال إنك كثيراً ما تخرج عن النص..؟ - أخرج عن النص حينما يكون ضعيفاً وبناؤه غير مكتمل.. (ويردف ضاحكاً): واحب دائماً ادخل في السياسة..!! = هل تتابع القضايا السياسية المتعلقة بالسودان..؟ - أهتم جداً وأتابع أخبار السودان، وقضيته الأخيرة مع المحكمة الجنائية أرى فيها تجبراً وتآمراً ضد هذا الجزء العزيز من الوطن العربي، لكن باذن الله النصر قادم لأهل السودان ضد كل المتآمرين، وأتمنى أن يعم السلام أرض دارفور.. = استاذ سامي.. كيف تنظر للفن السوداني في مختلف مجالاته..؟ - الفن السوداني في مصر قديم ومعروف، ويوجد في الاذاعة المصرية وركن السودان، وانا مستمع جيد للأغنيات السودانية القديمة، ، وهذه الأغنيات ليست غريبة على مسامع المصريين..و.. = وماذا عن الدراما السودانية..؟ - أراها لم تأخذ حقها من الانتشار، لكن المسألة مسألة وقت لأن المتلقي يحتاج لزمن حتى يعتاد على النمط الدرامي المعين ومن ثم يتابعه، وعلى الدراما السودانية أن تقدم الشكل الحقيقي للقضايا التي تخص المواطن السوداني، لأن العالمية تبدأ من المحلية.. = مستقبلاً هل يمكن أن نرى أعمال درامية مشتركة..؟ - (يا ريت)، بل لابد أن تكون هناك أعمالاً مشتركة، ومشاركة حقيقية، لأن هناك موضوعات مشتركة تخص الطرفين، فهناك سوداني يعيش في مصر، ومصري يسكن في السودان، وتزاوج بين الاثنين، وهناك أبناء سودانيين مصريين، وهم أسر كثيرة جداً، لذا أرى أنه يجب ألا تغفل الدراما المقدمة ذلك..